منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - خلاصة العام 2019...
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2019, 08:56 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: خلاصة العام 2019...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف مشاهدة المشاركة
مساء الخير أخ زياد.
برأيك .. متى ستتمكن شعوب المنطقة " الثائرة" من هدم كيانات سايكي بيكو؟ وها يلزم تغيير عالمي لحصول ذلك؟
وما هي قراءتك للمنطقة في العام 2030؟
(1)

السؤال في المشهدية الفكرية هو في الحقيقة "الهدف" الذي يجب ان ترمي عليه وتصيبه

السؤال عن حال المنطقة العربية بعد عقد من الزمن سؤال مشروع دائما وتقليديا كان الرد المناسب هو كتاب بحثي عن مشهدية "العقد العربي المقبل"

بكل أسف لم اعد امتلك القدرة اللازمة للتركيز ولا الرغبة اللازمة للوصول الى الهدف بسبب الفشل الدائم في صناعة التغيير والذي يقود طبيعيا الى اليأس المشروع والإحباط البارد والانكفاء مع عدم القدرة والرغبة في إعادة تقييم المشهد وصناعة الأمل والتردي في هاوية الألم وتبرير الألم

تصادف انني اليوم خرجت ونادرا جدا ما افعل من منزلي الى جلسة ثلاثية في مزرعة قريبة وتحدثنا عن فشل النظام الجمهوري العربي بكل الاتجاهات وعن الكيانات الاستعمارية التي نعتبرها اوطان حقيقية وعن العقد الاجتماعي الوطني الفاشل وعن العقد الاجتماعي الملكي الناجح !

مارست للمرة الأخيرة عملية ديمقراطية في نقابة المهندسين لانتخاب أعضاء ينتخبون مجلس وعلى مستوى المحافظة وانا من دعاة ديمقراطية النقابات كسقف لديمقراطية الكيانات الاستعمارية واليوم انا نادم جدا لمشاركتي بالفساد الجمهوري وبشبهة تجربة ديمقراطية ستالينية استبدادية معيبة

اليوم ناقشت باختصار شديد بان القبليات في الأنظمة الجمهورية سقفها الديمقراطي هو الانتخابات البلدية وهي اقصى ما يمكنها ان تمارسه من حرية ينسجم مع قبلياتها المقنعة بالنظام الجمهوري الوطني الفاسد قانونيا وان أثخن رئيس جمهورية يتصرف كرئيس بلدية فاشل في أحسن الحالات

في أرذل العمر يبدأ الانسان بإدخال الشخصي في كتاباته وهو أمر جيد وحتمي لأن الذاكرة امتلأت بالفعل ولا بد ان تطغى في حضورها ولذلك تأخذ الكتابات شكل المذكرات ويبدأ الزمن يتداخل والدقة تتراجع وحتى اللغة تضعف وتخرج عن السيطرة وخصوصا الهمزات شديدة الاستقلالية وحروف العلة العنيدة

بشكل عام يجب ان تترك للغة مساحة لتتجمل وأحيانا يقرر حرف نهاية الكلمة أن الفتحة تليق به أكثر فأكحله بها بدون تردد او يرفض فعل شرس ان يخضع لحروف الجزم ويفقد بعضه او اسم يعتقد أنه مبتدأ وليس خبر او حال وليس مفعول به ومن باب التشاركية يجب ان أخضع له كما يخضع لي

بالفعل يجب ان اتوقف عن الكتابة لأنني بدأت أفقد القدرة على التركيز حتى في الحديث العادي ولكن هذا السؤال يستحق التفكير بعمق ولو من باب شخصي (أين سأكون بعد 10 سنوات !) لأن غير ذلك (أين سنكون بعد...) يقود الى جواب وحيد وسريع وحاسم: سنكون في الجحيم حتما.

مشكلة العقل العربي الفردي والجمعي مشكلة "بنيوية" أي انها اعقد بكثير من "لغوية" وبالرغم من حيوية اللغة العربية الا ان انسانها التاريخي او الصانع وانسانها الطبيعي او الوارث وانسانها المعاصر او الناطق يعجز عن الارتقاء الى حيويتها فيقسرها ويقمعها ويخضعها لمحدوديته او لموروثه الملتبس

اذا كانت اللغة اقوى منك ومني وكذلك الجغرافيا والتاريخ اذا انت وأنا ونحن عاجزون بالفعل عن رؤية المستقبل فكيف بصناعته: مستقبلنا !
مرّ بنا العمر ونحن نتجادل في قدسية النص الديني بينما الجدل العميق هو في إنسانية المفسر وحتمية الخطأ فيما قاله ثم فعله ثم من تبعه ثم من صحح له وهكذا

انا انسان مؤمن بفطرتي ولا يزال كل اهتمامي هو في الحفاظ على هذه الفطرة بعيدا عن الشبهة ولم ولن اجادل يوما أحدا في حتمية الايمان او النفي او الاثبات طالما أن دليل الصواب في ذلك وهو ما يطالبك فيه كل المشتبهون هو الطمأنينة في القلب وإذا مشكلة كل انسان هي مع نفسه

من العقم الإنساني بمكان ان تجادل أحدا بصوابية النص الديني لأنه يجادلك في التفسير اللغوي والجغرافي والتاريخي بالعمق وليس في المقدس نفسه
اذا يؤخذ كلام الله في كتابه بالعقل والقلب معا ويترك في كل انسان أثرا مختلفا وليس تفسيرا مختلفا فما بالك بكلام الناس للناس !

هذه المنطقة العربية المشتبهة في التاريخ والجغرافيا والدين هل هي بالفعل قادرة على فعل التغيير الجماعي الواعي والإيجابي
في العقد العربي المقبل
لا هي ليست قادرة على فعل التغيير من داخلها بقوة وعيها بذاتها والرهان هو على قدرتها على التغيير بفعل الأداة الخارجية غير الواعية للتغيير

حتى الشباب العربي الثائر اليوم غير قادر في العقد العربي المقبل على صناعة التغيير لأنه يخوض الصراع الرئيسي مع الاباء أي انه في حقيقته صراع أجيال داخل المجتمعات العربية القبلية وهو أيضا ولذلك صراع ديني مذهبي بين مؤسسة دينية أبوية استبدادية متوحشة وبين ثوار شباب انسانيين

كهاوٍ للنص السياسي وكقومي عربي أكثر ما يقلقني اليوم هو تلك الرؤية الخاطئة في تقييم الخطر على المنطقة العربية تقليديا وحصره بأمريكا وإسرائيل والنظام الملكي العربي وخصوصا السعودية !
في حين ان الخطر الحقيقي هو في النظام الجمهوري العربي او الأنظمة القومية العربية الافتراضية !

ان تدعو لعقود من الزمن لتغيير الأنظمة في الخليج وخصوصا النظام في السعودية بوصفك قومي عربي لتكتشف انه هدف استراتيجي لإيران وتركيا !
وأنك وبعد الفوضى الجمهورية العربية كنت تدعو لتدمير المجتمع السعودي والخليجي أي الانسان العربي على شاكلة ومثال ما حل بنا جميعا

في نصوصي الأخيرة استخدمت مصطلح جديد "شرق النيل" لقراءة الحدث في منطقة عربية أصغر إذا صح التعبير تتفاعل بقوة بتأثير الإقليم وكرد فعل عليه وليس بفعل العوامل الداخلية السيادية
واليوم اذا اردت ان اقرأ الواقع العربي لعقد يجب ان انظر من الخليج الى شرق النيل بعكس كل ما اعرفه !

ما يعتبره البعض لسبب ما تغييرا في مواقفي اعتبره انا تصحيحا لمواقفي وخصوصا أنني امتلك حرية الكتابة والنشر ولم ولن اكتب يوما مأجورا او لقاء بدل مادي او معنوي حتى
ان تكون قوميا عربيا يعني ان لا تكون بحالة سلام مع إسرائيل الكبرى او الإقليمية وان لا تكون صديقا لأمريكا الكبرى او للرأسمالية

وان تكون قوميا عربيا يعني ان لا تقف يوما ضد أي كيان عربي كشعب وكنظام بينهما عقد اجتماعي حتى يثور الشعب على النظام وليس قبل ذلك
لا يجب ان نحرض على تغيير أي نظام لأننا نصنع الفوضى ونتجاهل الإقليم ونتعامى عن الرأسمالية او الأولغارشية المتربصة بالكوكب كله

أكثر ما يشعرني بالفشل والخجل هو حجم المتاجرة الرخيصة التي مارسناها بحق المأساة الفلسطينية وحجم التأييد والتبرير المعيب الذي مارسناه ولا نزال نمارسه دفاعا عن أنظمة جمهورية ستالينية استبدادية خائنة وفاسدة ودموية وتابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية منذ العام 1970

العقد العربي المقبل او مستقبل شعوب العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر والسودان والقرن الافريقي هو بيد دول الخليج وأنظمة الخليج العربي
علينا الان ان نفكر بعمق الى اين تسير السعودية والخليج العربي من خلفها لنعرف اين سنكون نحن وكيف ستكون احوالنا وكياناتنا

..






التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس