منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - يوميات لاجيء
الموضوع: يوميات لاجيء
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2007, 05:27 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
هديل
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي رد: يوميات لاجيء

الحلقة السابعه


اصبح التوتر سيد الموقف وخصوصا إن كثيرا من الفلسطينيين كانو يشكون او يعلمون ان ملك الاردن يحمل كثيرا من المسؤوليه فيما آلت اليه احوال القضيه، وقيل انه كان على علاقة باليهود( سريه).

تعاظم نشاط المنظمه واصبحت تسير دوريات في المخيمات وعلى اطرافها ،وكانت بعض فصائل المنظمه ذات طابع ثوري مناهض للطابع الرجعي في الاردن ، وقيل انها كانت تنوي قلب نظام الحكم الى جمهوري بدعم من عبدالناصر، في هذه الايام ولدت انت وكان عمك الاصغر من ابيك قد سافر الى اوروبا للعمل هناك، المهم ادت الاحداث الى الصدام بين جيش الملك والثوار، وكان منزلنا في مرمى النار.

ثم ما لبث جيش الاردن ان استعمل دباباته تقصف مخيم الوحدات كانت الملاجئ قليله ولم تكفي ربع سكان المخيم قال لي عمك الصغير انه ذهب الى احد الملاجئ فطرده احد الجيران فخرج وابتعد قليلا وما هي الا لحظه حتي قصف ذلك الملجأ وهلك كل من فيه ، كان هذا وقصة ام رشيد هي من اسوء ما شاهدت في حياتي ،،،، ام رشيد قصف بيتها فاصيب اولادها الاثنين فحملتهما في حجرها وكان زوجها قد فارق الحياه في نفس القصف، وجرت بهما ينزفان نحو المستشفى في اطراف المخيم، ولكن ما ان وصلت حتى كانا قد فارقا الحياه ، فجنت المسكينه وراحت تهيم في الشارع بثوبها الملطخ بدماء اولادها ، وتخاطب كل من تجده في الطريق انظر هذا دم اولادي كانو احياء ويتحركون ثم ماتوا،،،،،، ماتوا !!....... كانت تبكي كل من هم حولها بكلامها.
بعد ان ساءت الاحوال في المخيم طلب منا الثوار ان نخرج حرصا على حياتنا، فخرجنا الى منطقه مجاوره قيل انها اكثر امنا،،،، كانت الجثث تملأ الطريق نعرف معظمهم هذا بائع الترمس وهذا صاحب الدكان وهذا جارنا فلان قد انتفخت اجوافهم اثر تحلل الجثث ، ولا احد يستطيع حتى ازالتهم .

في ذهني عاد الشريط من جديد يوم خرجنا من قريتنا ، ولكن الامر هنا مختلف فمن يقوم بقصفنا اليوم هو اخوتنا في العروبة والاسلام ماذا اصاب هذه الدنيا؟؟؟؟ اهي لعنة تلاحقنا؟؟؟ ام انا وقود يقاد به اتون احداث لتسيير مركب ما؟؟؟ ترى ماهو هذا المركب؟؟؟ ومن ربانه؟؟؟ والى اين يسير المركب؟؟؟؟
افقت من شرودي على صراخ عمتك اذ صرخت من الرعب حين رات جثة ابنة الجيران وقد تعثرت بها فعرفتها ،،،فحملت عمتك وركضنا تحت القصف حتى وصلنا مسجدا يسمى (جامع ابو درويش) واحتمينا بداخله،، امان للحظات لم تدوم لقد قصفوا مأدنة المسجد ، واصاب الرعب كل من فيه وهربنا ثانية الى وسط المدينه حيث احتمينا في دار للسينما،،، ولم نكن نملك والعديد من العائلات الاخرى التي معنا من حطام الدنيا شيئا،،،،،،، وصرخات الاطفال الجوعى من حولنا تخيم على المكان، ولجأ معنا احد المسلحين يحتمي من القصف فرآنا على هذه الحال ونظر بالجوار الى مقصف للسينما ، فحطم القفل ونادانا هلمو خذو ما فيه واطعموا اطفالكم،، كان شيئا خفف من وطئة ما حولنا .
ماذا اقول وماذا انسى يا ولدي؟؟!!!! المهم لبثنا هناك اياما حتى هدأ الحال وبعد عودتنا الى المخيم وجدنا خرابا ورائحة الموت في كل مكان،، وجمعت الجثث ودفنت في قبر جماعي عند نادي المخيم ،، كانت تقام كل يوم عنده مـأتم وهتافات،،،، فعمدت الدوله الشقيقه الى جرفه وجعله شارع فوق جثث قتلانا في احداث ايلول،،،،،،،،

اترككم الى حلقة اخرى بعد ان خجل قلمي من ما روى من احداث....................






 
رد مع اقتباس