منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - حرب مدمرة واعترافات متأخرة ودلالات مبشرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2005, 11:55 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أحمد سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية أحمد سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







أحمد سلامة غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى أحمد سلامة

افتراضي


لم يأسف كولن باول على تقديم معلومات كاذبة قادت إلى استباحة دولة كاملة العضويَّة في الأمم المتَّحدة بشكل لا مسوِّغ له، وأدَّت إلى قتل مئات الآلاف من الأبرياء، وتشريد الملايين من السكَّان، وإنتزاع أمنهم واستقرارهم، وإلى تهديم مدن مأهولة بالسكَّان، وانتهاك الأعراض واختزال تاريخ شعب من أعرق شعوب الدنيا، وحرق نفائس تاريخيَّة، ونهب متاحف غنيَّة بمحتوياتها وكنوزها، وإجهاض آمال شعب وقتل العقول العراقيَّة المبدعة وتصفيتها وتشريدها.
لم يأسف كولن باول لأنَّ احتلال دولته العدوانيَّة والاستعماريَّة قد أدَّى إلى تأسيس ممارسات سياسيَّة شاذَّة لم يألفها شعب العراق، وتسليم إدارة العراق إلى سماسرة دوليِّين، ولصوص في أدنى درجات الانحطاط الخلقي والوطني ، وادت إلى رهن سلامة شعبه في أيادي ميليشيات طائفيَّة وعصابات عرقيَّة. لم يأسف لأنَّ ممارسات إدارته الخرقاء قد خلقت مناخًا ملائمًا لسيطرة أكثر الفئات الاجتماعية والسياسية تخلُّفًا على صناعة القرار السياسي والاجتماعي، بشكل يقود إلى دفع شعب العراق قسرًا إلى بؤر الظلام والتخلُّف!
لم يأسف كولن باول لأنَّ الاحتلال البشع الذي ساهم في التخطيط له وتنفيذه قد جعل من العراق ساحة لنشاط الحركات الإرهابيَّة التي خلقتها وموَّلتها واشنطن!!!. وما تزال، وحقلا لاختبار فعاليَّة فرق القتل والموت والدمار وأدائها!
كولن باول الذي سبق للفنَّان الأمريكي المبدع ديلا فونتي أن وصف تصرُّفاته بـ: "العبد في بيت سيِّده" لم يأسف لِما ألحقه بشعب العراق من كوارث إنسانيَّة، بل لأنَّ العالم سوف يتذكَّره على أنَّه الشخص الذي قدَّم تلك المعلومات الكاذبة. فيا لها من صفاقة!
ما أزال أذكر تفاصيل ذلك العرض الباهت والمزيَّف، إذ يومها كانت هيئة التلفزة الكنديَّة قد استضافتني وأستاذ قانون آخر في جامعة أوتاوا لمشاهدة عرض باول وإبداء الرأي فيه. ذكرت حينئذ: "أنَّ كلَّ ما سمعناه اليوم مجرَّد أكاذيب رخيصة وافتراءات هشَّة، ومعلومات استخباريَّة مفبركة من الدرجة العاشرة.
محاولة باول الرخيصة هذه، لن تنطلي على شعب العراق وعلى الأسرة الدوليَّة. فمحاولته التنصُّل من مسؤوليَّة هدر دماء أبناء الشعب العراقي، وإلقاء تبعات ذلك الدم النقي الطاهر على أخطاء معلوماتيَّة واستخباريَّة كاذبة، أو إرجاعها إلى أخطاء في تفسير المعلومات وتقديمها، تبقى محاولة رخيصة ومرفوضة..
وقد ثبت الآن أن المبررات الأمريكية للحرب على العراق كانت متهافتة، وأن الزعم بامتلاك العرق لأسلحة الدمار الشامل كان نوعًا من الكذب المقصود لا أكثر ولا أقل، ورغم تساقط المبررات الأمريكية للحرب على العراق واحدًا بعد الآخر، فإن الولايات المتحدة لم تسحب قواتها من هناك وتعيد البلد إلى أصله، وتقدم تعويضات عن أخطائها في حق الشعب العراقي.

فاللهم دمّر أمريكا ومن والاها
واجعل كيدهم في نحورهم.. وانصر الإسلام والمسلمين..

أخي الحبيب محب الصالحين..
محبتي..






التوقيع






 
رد مع اقتباس