منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - من جمان الفكر وحسان القول ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2015, 10:11 AM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: من جمان الفكر وحسان القول ..

يقول سفيان بن عيينة - رحمه الله- : " لما بلغتُ خمس عشرة سنة دعاني أبي فقال:"يا سفيان قد انقطعت عنك شرائع الصبا،فاحتفظ من الخير تكن من أهله،ولا يغرنَّكَ من اغترَّ بالله.."قال سفيان:" فجعلتُ وصيَّة أبي قبلةً أميلُ معها ولا أميلُ عنها"[1].
وهذا الإمام سعيد بن المسيب-عليه رحمة الله- يقول:"يا بني لأزيدنَّ في صلاتي من أجلك،رجاء أن أُحفَظَ فيك،وتلا قوله تعالى:﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾(الكهف:82)"[2].
تعليق : ما ضرّ الآباءَ لو كانوا كسفيان و سعيد ؟!

والله من أعظم المِنَنِ على الذُّرّية أن يُقيّضَ اللهَُ لها من الأولياء من يمتلكُ رؤيةً تربويَّةً ناضجة يهدي بها الذريَّة سبيل الرشاد ، و يرسُمَ لها معالم التميُّز ، ويُيَسّرَ لها أسباب النبوغ والارتقاء . . إنَّها الرؤيةُ التي يُكتَسبُ بها الكرامة والمجد والنُّبل، والطريقُ الذي يُحفظُ به الآباءُ في أولادهم وأحفادهم وإن اندثر منهم العنصرُ الترابي في الحياة . . !
انظروا أحبّتي في أثرِ هذه الرؤية و ماذا تُثمرُ في الحياة :
هذا نابغةٌ مرَّ بالدنيا فتركَ أربعينَ ألف حديث هي أضخمُ موسوعة في سنَّة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ما هي أسبابُ نبوغه وقد نشأ يتيمًا فقيرًا مُعدَمَا . . ؟! :
إنَّها والدتُهُ التقيَّة العابدةُ الزَّاهدة ، كانت-رحمها الله- مثالاً للأم الناضجة صاحبة الرسالة في الحياة ، مات زوجها بِمَرْو وهي في العشرينات من عمرها ، فتحملت الفقر و ضحت بالشباب لتكون متفرغة لابنها أحمد ، يقول الإمام أحمد- رحمه الله - : " كانت أمي تلبسني اللباس ، وتوقظني ، وتُحمي ليَ الماءَ قبل صلاة الفجر وأنا ابن عشر سنوات" ثم تتخمَّرُ بخمارها وتتغطَّى بجلبابها وتذهب به إلى المسجد.. أدََّبته فأحسنت تأديبه،فلمَّا بلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة وجمع علم بغداد ، دفعته أمُّهُ إلى الرحلة في طلب الحديث ، صنعت له عشرةَ أرغفة من الشعير ، ووضعت معها شيئًا من الملح ثم قالت له:" أستودعك اللهَ الذي لا تضيع ودائعه".
إنَّ هذا الإمام العلاََّمةَ مرَّ بالحياة فتركَ أربعين ألف حديث في المسند،وتركَ مع ذلك: وَلَدَهُ عبدَ الله بنَ أحمدَ بنِ حنبل عالمًا من علماء المسلمين،وولَدَهُ صالحَ بنَ أحمدَ بنِ حنبل عالمًا من أكبر علماء المسلمين..
*** وهذا شيخ الإسلام حينما كان صبيًّا له من العمر سبعُ سنوات هاجرت أسرتُهُ من حَرَّان فاختارت دمشق ، خرجت ليلاً مع والده وجدّه فرارًا من التتار . .
العجيبُ أنّها خرجت تدفعُ وتجرُّ مركبةً مليئة بالكُتُب والبحوث والرسائل العلمية التي تحمل تراث الأسرة العلمي مع نفائس الكتب والمصنفات..[3] ، ولو كان غيرُ هذه الأسرة لكان يدفعُ مركبةً مليئةً بالخبز والدّقيق و الشّحم . . !

وشتّان بين العَرَبتين كما بين الأسرتَين . . !


فعلّم ما استطعت لعلّ جيلاً ** سيأتي يصنع العجبَ العُجابَا..



مما كتبه الخطيب الجزائري:رشيد بن إبراهيم بوعافية - حفظه الله وسدد خطاه ونفع الأمة به -







 
رد مع اقتباس