منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - حوارات في الأدب والثقافة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2007, 03:05 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

(19) لقاء مع رشيد الذوادي.. التونسي عاشق مصر:
.................................................. ..................

القاهرة مدينة المبدعين..والتاريخ الإسلامي
نجيب محفوظ هرم كبير.. وظاهرة متفردة
النظريات النقدية "موضة" في صالونات الأدب
الحياة في عصر طه حسين والعقاد والزيات وتيمور.. أمنيتي

حوار: د. زينب العسال
............................

رشيد الذوادي كاتب تونسي عاشق لمصر. وهو متنوع الاهتمامات. كتب في دوريات مختلفة. في تونس والبلاد العربية الأخري. كالأهرام. والخفجي. القدس العربي. الصباح. له أكثر من 21 كتابا. وهو عضو اتحاد الكتاب التونسيين واتحاد الكتاب العرب ورابطة الأدب الحديث بالقاهرة. يتجه أسلوبه في الكتابة إلي الرصانة. ويبحث دائما عن المشهد الثقافي للحوار علي أكثر من صعيد. ينحو في كتاباته لإبراز القيم التي تغافل البعض أحيانا عنها وقد اهتم الروائي حسني سيد لبيب بكتاباته ونشر عنه كتابا ودراسات نشرها في دوريات عربية مختلفة وقد ظل الذوادي حريصا علي الجلوس في المقاهي ليختلط بالناس ويتعرف علي طباعهم ومشاكلهم عن قرب كما يستمد منهم رؤاه الفكرية والأدبية.
* سألناه عن المدينة العربية وما يرصده عنها وبم تحلم هذه المدينة؟
*. قال: شكلت المدينة العربية الانتماء العربي وشكلت الشخصيات الفكرية التي جسدت الأمل عبر صفحات التاريخ. وكانت لها رؤي عن الماضي. والإيقاع الممتد. القاهرة مثلا هي مدينة المبدعين. حوت عبق التاريخ الإسلامي. كما أن تونس أرض معطاء أنجبت ابن خلدون وابن منظور وعبدالعزيز الثعالبي ومحمد الخضر حسين وغيرهم من المبدعين كما أن دمشق مدينة فاتنة حكت عن نضالات العرب. وجسدت ألوانا متباينة من الإبداع وهذه المدن تحكي تفاصيل خبرات الإبداع الأدبي والتشكيلي. والماضي الممتد. وصفحات ناصعة من التاريخ العربي. والحياة اليومية. والمدن العربية جميعها رشحت الكتابات لتكون مرآة تلتقط الصور. وتبرز اللحظات المجسمة للواقع والماضي فنجيب محفوظ مثلا هو ابن مدينة القاهرة وتحديدا هو من حي الجمالية. ولكن أعماله امتدت إلي كامل المدينة. وكان في جل ما يكتب ينظر بعين بصيرة إلي الطبقة الوسطي وإلي الفقراء فجسد أحياء المدينة و أجواءها وما حدث فيها قدر محفوظ أن يلقط صور ما شاهده لذلك قدره الناس ونظرة محفوظ هذه رفعت من شأن كل أديب صادق فخلد محفوظ بأعماله وكان بحق ظاهرة متفردة وهرم كبير من أهرام مصر العريقة.
* قلنا: أنت محب للمدن العربية وأحيائها الشعبية.. ما بواعث هذا الحب؟
** قال: تعطيني المدن الدفء والإحساس بالنضج. والأحياء الشعبية تقوي في العاطفة والوجدان. ولا يختلف اثنان في القول بأن في العاطفة والوجدان دفء القلب وغذاء العقل. وما يكون شاهدا علي العصر.
* قلنا: في ظل أوضاعنا العربية الراهنة.. ما هي -في تقديرك- مسئولية الكاتب؟
** قال: هي مسئولية تاريخية سواء كان الكاتب ثائرا أو واقعيا أو داعيا للأخلاق. وفي تقديري أن الكاتب عينه الفاحصة لكل ما يجري في المجتمع وهو البصير بكل التفاصيل وأدوات التوصيل في مشهد الحوار الحياتي. وفي إشارات السرد والرمز الدقيق وتتسع رؤيته الفكرية للطموحات والهموم حتي تشد كتاباته الرائعة انتباهنا وقد رأينا نماذج من هذا في إبداعات محفوظ كالثلاثية واللص والكلاب وفي الفرعونيات أيضا الكاتب مطالب بأن يكون قريبا من البسطاء والمهمشين يستحضر معاناتهم ويرصد جهدهم وعليه أن يعبر عن أدق التفاصيل في الأحياء الشعبية وفي مشاهد الحياة العامة.
واقع ثقافي
* قلنا: ما رؤيتك للواقع الثقافي. وخاصة في مجال النقد؟
** قال: في المشهد الثقافي العربي نشاهد إبداعات عديدة. بعضها قيمي. وبعضها الآخر يتفاعل مع الحوار الذاتي. ويطرح إشكاليات وبعضها ضعيف لا يرقي إلي الأثر الفاعل.
واللافت للنظر في المشهد الثقافي والنقدي أننا نعيش أزمة حادة في العملية النقدية وفي مجال نشر الكتاب وتوزيعه علي مستوي واسع فالكتاب العربي لا يوزع كثيرا وغير منتشر الانتشار الواسع المرجو. إلا بعض الاستثناءات كمكتبة الأسرة في مصر نحن كعالم عربي إجمالا لا ننتج ثمن ما تنتجه إسبانيا مثلا. والسبب في رأيي هو تكلفة الكتاب الباهظة. ومشروعاته في تفاصيلها غير مربحة بالنسبة للناشر والكتاب علي حد سواء وقد بليت أسواق النشر بالخسائر المادية. فتصرف المبدعون أمام هذا المشهد. ولجأ بعضهم إلي طبع مؤلفاتهم علي نفقتهم الخاصة. وعملوا علي ترويجها بأنفسهم وكان من نتائج هذا انصراف الجمهور عن الأدب. وهنا كانت العقدة حيث أصبح الشباب -وهو قاعدة القراءة- لا يعبأ بالأدب ولا يهتم به كثيرا.
* قلنا: قلت إن مكتبة الأسرة تجربة فريدة اختصت بها مصر. وجذبت اهتمام القراء وسعت لحل مشكلة عدم رواج الكتاب؟
*. قال: الكتاب العربي في حاجة إلي أن ينتشر أكثر حتي نحقق به تألقنا في الأفكار وفي الاتجاهات. ويا حبذا أن تتواجد قنوات فضائية جديدة تعني بالفكر والأدب. فهذا شكل إجرائي نيسر به انتشار الكتاب علي نطاق واسع. ويعطي دفعة جديدة للإبداع.
* قلنا: هل للأدب أمام التحديات التي نواجهها دور في إشاعة الروح الإيجابية؟
** قال: بداهة هذا هو دور الأدب. والتصور القائم هو أن الأدب لا يمكن أن ينصرف إلي الهوامش. لأن الأدب الصادق يسعي إلي الأفضل ويدعم طاقات الرجال الصادقين ويحملنا إلي دائرة الحلم والمجتمعات السعيدة.
أزمة
* قلنا: كيف تري أزمة النقد بصفة عامة؟
** قال: سبق لي القول بأن النقد في البلاد العربية يعيش أزمة حادة فالشللية ازدادت والنظرية الأدبية والنقدية باتت "موضات" في صالونات الأدب ولدي الهامشيين أو صغار الأدباء.
* قلنا: كيف السبيل إلي صلاح الأحوال؟
** قال: بالطبع نصلح حالنا بروح البذل والاتقان الجيد في كل ما نكتبه وبالصراحة التي تساعدنا علي إنماء المجهود الفردي وإتاحة الفرص للشباب كي يهيأ للحضور وملء الساحة الأدبية بعطاءاته.
* قلنا: فكيف نبني إنسان الغد؟
** قال: نبني إنسان الغد كقيمة ذاتية وعربية بتمكينه من إبداء الرأي الحر وإتاحة فرص قنوات الحوار. حتي لا يقع التأثير في مجريات ما نشاهده.
* قلنا: ودور اتحادات الكتاب؟
** قال: الإسهام في التعريف بالكتاب العربي وحماية حقوق المؤلفين لدي دور النشر والمساعدة علي ترجمة الإبداعات إلي اللغات الأجنبية.
* قلنا: أهم القضايا النقدية التي تشغلك؟
** قال: القضايا كثيرة وأهمها نزول النقاد من أبراجهم العاجية ليخاطبوا الناس ويقيموا الآثار ويحببوا الأدب للجماهير ويساعدوهم علي الإقبال عليه وأصارحك فأقول: المذاهب النقدية عديدة ولا ينبغي أن تشغلنا هذه المذاهب كثيرا بقدر ما يهمنا صدق الإبداع وانتشاره فيما نقول وما ننتج نعم المذاهب النقدية هي نتاج مدارس وتعني المدرسة بالعمل الجماعي وواقعنا اليوم هو أن كل ناقد يعبر عن نفسه ولا تهمه مطامح الجماهير.
* قلنا: ما العصر الذي نتمني أن تعيش فيه؟
** قال: كنت أتمني أن أعيش عصر طه حسين والعقاد والزيات وتيمور وغيرهم.. فهؤلاء رواد أضاءوا لنا الطريق.
.................................................
*المساء ـ في 24/11/2007م.







 
رد مع اقتباس