الأخ يوسف الديك , شكرا لمشاركتك و أودّ أن أقول للأمانة أن قلمك من الأقلام التي لفتت انتباهي .. أحييك و احيي قلمك ..
بالنسبة للأسئلة
شكرا لاهتمامك أخي العزيز سأحاول في هذه العجالة الإجابة بما قل و دل
1 : علامَ يرتكز مشروعك الشعري تأسيساً ؟
يرتكز على أساس الصدق , على الأمل كما أقول دائما نحن نعمِّر لأنفسنا مساكن شِعرية أساسها الأمل ..
الصدق مع نفسي و بالتالي مع المتلقّي على اختلاف ميوله و معتقداته و أحلامه و ثقافته ووو
الأمل , أن يكون لشِعري مكانة في زحمة الشِعر و أزمة الشعور , أن يعود الناس للقراءة
******
2: متى يقمع الشعر نصوصه ؟
عندما ينغمس إلى أذنيه بالذاتية , حتى و لو كتب الشاعر عن قصة حدثت معه شخصياً و هو فرد في المجتمع الإنساني و أؤكد على " إنساني " يستطيع أن يحوّلها إلى حدث يمكن أن يحصل معي و معك و مع غيرنا , أن يشعر على الأقل بعض القراء أن الشاعر يتحدث عنه هو و لو كان يعرف الكتابة لكتب ذات الشيء .. إذا على الشعر و الشاعر أن يتقمص دور القصية و بطل أو بطلة أو أبطال القصيدة , مثلاً في قصيدتي " لوحة الحساب الأخير " تقمصت دور فتاة تنتظر خطيبها ليعود محملاً على الأكتاف من العراق ..
******
3: هل الشاعرة قمر تُبقي على القصيدة كما تاتي كحالة شعريةبكامل عذريتها ، ؟ ام حداثة الرؤيا بالشغل على النص وتلميعة او تشذيبه بعد الكتابة؟ ( أيهما أقرب لك .. ،، الطبع ام الصنعة )
أخي العزيز: حسب القصيدة أحياناً لا تحتاج إلى تغيير سوى كلمة " كما حدث معي في قصيدة سأختم بالشعر قلبي " كنت كتبتها سأختم بالشمع قلبي فوجدت أنها غير شعرية .. لا بأس من بعض التغييرات أحياناً لضرورة الوزن , أو لتهذيب اللغة , و اكثر الأحيان للتكثيف , عندما تجد أن القصيدة ستصل بروحانية و عمق أكثر عندما تختصر منها مثل المزارع الذي يقوم بقص الأشواك أو النباتات غير المفيدة التي تنبت حول الثمار .
******
4 : أين انت من قصيدة التجليّات الخاصّة .؟ وقد اجبت عن احدالأسئلة بانك اقرب الى منطقة الجمهور بالكتابة .. أي تكتبين من وحي أحاسيس الناسوحاجاتهم وآلامهم ، هل ما زلت تعتقدين بمقولة ( الجمهور ) التي اسقطها كثيرون منحساباتهم منذ سنوات .
أي شيء خاص يصبح عام عندما يُطرح للناس , و الشاعر الذي يقول أنه لا يهتم بالجمهور " يُبالغ " و إلا كان احتفظ بكتاباته في خزانته الخاصة أو في درج مكتبه , لا أقول أن يهتم بهم فيكتب السهل المُبتذل , لا بل السهل الممتنع , ألا يتخلى عن الشِّعرية , عن اللغة , كل الناس فهموا قصدي في قصيدتي هو الشعر كفّي عندما قلت :
..أنا عروةٌ في قميصِ الحياةِ
تقيكَ الرياحَ
حنانُكَ زرّي ..
أصومُ أُصلّي و أدعو ,
و سجّادةُ البوحِ شِعري ..
و أرفعُ كفَّ القصائدِ نحو السماءِ
لأنَّ القصائدَ ما دنَّسَتْها الذنوبُ
بل الشِّعرُ طُهري
******
5 : هل تشاركين المتلقي عند كتابة النص .. أم تكتبين له .. امتكتبين نيابة عنه ؟؟
عند كتابة النص لا أتذكّر أحد . . حتى أنا أحياناً أقول , هل أنا من كتبت هذه القصيدة ... المهم الحالة التي عشتها قبل الكتابة , مثلاً قصيدة مقهى للبكاء , كتبتها بعد أن مررت من أمام مقهى و كان الوقت صباحاً , لفت انتباهي أن روّاده من الشباب , انتفض قلب قلمي , و تساءل أليس من المفروض أن يكونوا في أعمالهم ..
الكل يعبر في داخله عن المشاهد الجميلة أو المشوّهة التي يراها أو التي يحس بها أو التي تراود أحلامه , يختلف الشاعر أنه يعبّر بالقلم
مع التحية
=====