منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الساعة الان
الموضوع: الساعة الان
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-2012, 06:45 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
منجية مرابط
أقلامي
 
الصورة الرمزية منجية مرابط
 

 

 
إحصائية العضو







منجية مرابط غير متصل


افتراضي رد: الساعة الا!ن

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام الكردي مشاهدة المشاركة
مؤلم
مؤلم جداً
أن تتزاحم عليك الثواني
وتفتك بك الدقائق
ولا تكون أكثر من ضحية للساعات والأيام
مؤلم
أن تكتب كثيراً
وتطرق في التفكير ملياً
لتوثق لحظة واحدة
هاربة من وقتك إلى غير رجعة
فلا ذاكرة تتسع
ولا ورقة تصلح للرسم على هذا النحو
الساعة الآن اجتراء على الوقت
اجتزاء مراحل من العمر دون مبالاة تذكر
ثانية تقترف ذنباَ,وأخرى تطلب المغفرة,وثالثة ترتكب حماقة ما,ورابعة ترفع يديها إلى الله مبتهلة بالدعاء,ربي آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة,وأنا الوحيد,مصلوب على جدران متهالكة,يكاد ينفجر التاريخ في داخلي ,فألفظ الساعات والدقائق والثواني,,وجميع أعياد الميلاد.
لا نشتري شجرة هذا العام,ولا نرتب قوالب الحلوى على طاولة حديقتنا الصغيرة معاً
الساعة الآن تمام الحزن إلا دمعتين وابتسامة نسيتها على وجنتيك.

ما يتبادر إلى ذهنك وأنت تقرأ لهذا القلم ،حزنه النبيل الذي لا يؤذي قرّاءه ..
هو الحزن الأبيض الذي يزودك بمتعة التأمل والتفكر والأمل..
فاتحة النص هنا، تهيىء القارىء ، وتشير لشدة علاقة الإنسان بالوقت..
الذي أقسم به رب العزة في كتابه :
(وَالْعَصْرِإِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍإِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
فيحاول السارد هنا، رسمها مرة باعتداء الوقت عليه ..
ومرة أخرى باعتدائه عليه .. يطرح سؤالا فلسفي
بحجم تكوين وجود الإنسان المادي والمعنوي /
في صراعه مع الثانية سبب استمرارية حراكيته/
وكأنها خلقت فيه الوقت ، حين نبضت بداخله /
بكل الثقل الذي تحمله في قلبه في عمره ،
من مكابدة ، من فرح وحزن .. من ألم وأمل ..
فمن القاتل ومن المقتول ؟
- بل يقودنا لنسأل /
هل خلقت معه /أم قبله / أم بعده /
ما أود الإشارة إليه أن الكاتب استطاع ببلاغة مميزة ،
توظيف الساعة وارتباطها ومجراها الكوني القصصي
في شعور السارد في تأثره وتأثيرها في ميزان ذاكرته وخياله.
وانعكاسها على مرآة حياته وواقعه ..
فكم كان بليغا أن تعجز الذاكرة بكل شاسعتها لتوثيق لحظة
هاربة من عمري كاتبها .. لنتساءل كم هو حجم سلطة هذه الثانية وتحكمها لتعجزه .. ثم ما أروع التعبير وتصويره وهو يجسد لنا ،
رحلة الثواني بين الذنب، والمغفرة ،والدعاء .. بينما من يلاحقها
يجد نفسه مصلوبا على جدران ظالمة لا تعترف به ،
وهل تلك الثواني إلا هو ، تسرد قصته معها على مرأى ومسمع منه ..
وهنا يحضرني قول الحسن البصري رحمه الله : يا ابن آدم أنت أيام معدودة ،
كلما ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل.
ثم الصورة المدهشة للتاريخ الذي يكاد ينفجر بداخله ..
التاريخ بكل سقطاته ونجاحاته .. بكل ما فيه من تزوير وحقائق
وظلم وعدل .. الذي يكتب أثار هذا الإنسان الغامض !


وفي خاتمة النص التي كانت موفقة بذكاء ، إذ أن الساعة
التي شكى من اعتدائها عليه في البداية .. نجده يلاحقها ثم يلفظها
ثم وأخيرًا يعترف إنها لصيقة به يسلم لها نفسه
حيث يعجز عن الانفصال عنها / حين قال –
- الساعة الآن تمام الحزن إلا دمعتين وابتسامة نسيتها على وجنتيك.

إلا أنه لدي تحفظ هنا على السياق ،الذي ذكر شجرة الميلاد والحلوى ..
فلنا أعياد كمسلمين يمكن توظيفها هنا .. وهي ملحوظة لا تنقص من جمالية النص..

أستاذ عبد السلام ، نص ناجح يستحق الشكر ..






 
رد مع اقتباس