[راحيل الأيسر]

الخمسون وما بعده

بدء حياة جديدة كليا ..
بعد تقاعدك من عملك الحكومي أو استراحتك من أي عمل في مجال ما .. بدء حياة قد تستمر لعقدين أو ثلاثة عقود من العمر إن كتبه الله لك ..
وهو وقت ليس بالقليل إن أمد الله بعمرك في عفو وعافية وقت قد يمنحك فرصة ذهبية لتحقيق بعض أحلامك المؤجَّلة، مثل تعويض العلاقات الاجتماعية المُهمَلة أو الانغماس في هواية قديمة منسية إن أنت حافظت على روح العطاء والسعي ..
ولم تستلم للتبعات السلبية للعمر أن يتمكن منك ..
فلا تتوهم أنك ستواجه أعراض التقادم في العمر
وضع في اعتبارك أن صعوبة الحركة في تأدية المهام اليومية بنسبة 5-16% أمر طبيعي جدا ..
ويرجع ذلك إلى تناقص الحركة اليومية والخروج من المنزل بشكل أقل، وقد تزداد المشكلات الصحية بنسبة 5-6% فقط في حال استسلامك وتوهمك ..

وتدهور الصحة العقلية بنسبة 6-9%، قد يحدث فقط نتيجة انكماش العلاقات الاجتماعية، حيث التواصل مع الآخرين سيكون أقل اختيارا لأنك في هذا العمر تميل إلى التأمل والراحة بقليل انزواء ..


لكن ثق تماما أنه على الجانب الآخر، جاءت نتائج عدة دراسات أخرى تُشير إلى العكس، حيث تتحسَّن الصحة النفسية والجسدية لبعض الفئات بعد التقاعد، خاصة الأعمال التي تتطلَّب جهدا بدنيا عاليا، هؤلاء تتحسَّن صحتهم بعد التقاعد . بينما اقترحت إحدى الدراسات أن الأمر يعتمد على السمات الشخصية لكل فرد، فكل إنسان يتفاعل ويستجيب لتغير الحياة بعد سن الخمسين أو سن التقاعد بنمط مختلف عن الآخرين.

حسنا، قد تبدو سن الستين مهيبة أو مخيفة، وربما تعني النهاية للعديد من الأشياء، نهاية وظيفتك، أو نهاية إنجازاتك، وهي أيضا السن المرتبطة بالشيخوخة ومشكلاتها الصحية وعجزها، وقد تبدو السن المناسبة لاعتزال العمل والراحة في المنزل، لكن لا تتصوَّر للحظة أنها النهاية الحقيقية لحياتك، بل هي بداية مرحلة جديدة مختلفة كليا، قد تُحقِّق فيها ما لم تُحقِّقه في سنوات عمرك التي مضت، فمن هذه اللحظة قد يتبقَّى لك ثلث عمرك كاملا إن قُدّر لك لتعيشه بالشكل الذي تختاره، وبقليل من التخطيط السابق، والحفاظ على صحة جسدك ولياقتك البدنية، قد تبدأ حياتك حقا بعد الستين.