منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الاختزال
الموضوع: الاختزال
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-2012, 11:27 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
امحمد شعبان
أقلامي
 
إحصائية العضو







امحمد شعبان غير متصل


افتراضي رد: الاختزال


تفضلي أختاه هذه قصة قصيرة ( وهي من أدب الطفولة ) لعلها تساعد فيما ترومين إليه .
والباب مفتوح لإمداد هذا الملف بالمزيد .


عمّي عْمُرْ


يفتح عمي عْمُرْ باب منزله في آخر الزنقة ويظلّ يرْقبُنا من خلال مصراعيْه ونحن نلعب بالكرة ... حتى إذا اقتربت الكرة من باب الدار يَثِبُ عليها وثبةً واحدة فيخطفها و يصيح من الفرحة :
شددتّها ... شددتها ...
ثم يدخل منزله ويغلق من خلفه الباب .


فنجتمع آنذاك عند بابه ونصرخ على وتيرة واحدة :

يا عمي عمرْ من فضلك هي كرة صغيرة لا تضرّ أحدا ولا تكسر شيئا . يهديك ربي يا عمي عمرْ .

فيخرج إلينا غاضبا حانقا ويصرخ فينا :
في الصباح كرة ... في القائلة كرة ... في العشية كرة ... حتى في الليل كرة . لا تستريحون ولا تتركون من يستريح ...

والله لن أرجعها إليكم أبدا ...

فنأخذ في استعطافه :

الله يطوّل عمرك ... يا عمي عمرْ أنت أبونا ونحن أولادك ... الله يرحم والديك ... ! والله يا عمي عمرْ هذه المرة فقط ... ولن نعود للّعب بها أمام منزلك .
ويتمادى عمي عمرْ في تشدّده ونتمادى نحن في استعطافه إلى أن نقول له :

إن شاء الله في حَجّهْ يا عمي عمرْ !

عند ذلك يبتسم ابتسامة عريضة ويدلف إلى الدار ويرمي إلينا بالكرة من داخلها ...

وفي كل يوم يخطف الكرة ... وفي كل يوم ندعو له ... وفي كل يوم يرجع إلينا الكرة ...


وذات ليلة دعانا جميعا إلى بيته - ونحن مستغربون أو لعلنا خائفون - . وبعد أن احتفى بنا ووزّع علينا الحلوى والمرطبات أهدى إلينا كرة كبيرة غالية الثمن وقال لنا : من هذه اللحظة أنتم أحرار في اللعب بها أمام داري في أي وقت شئتم من ليل أو نهار . وعليََّ يمينُ الله أن أعوّضها لكم بأخرى كلما هلكتْ ! : فبفضل دعواتكم الربّانية مَنّ الله عليّ للقيام بحجة هذه السنة . وقد بلغني الترخيص في ذلك صباح اليوم وأنتم أول من أخبركم بذلك .

فصحنا جميعا بصوت واحد : مبروك يا عمي عمر ... إن شاء الله في عودة يا عمي عمر ... إن شاء الله في عودة يا عمي عمر ... !








التوقيع

والسلام على الكرام
 
رد مع اقتباس