منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الاستشراق .. ادوارد سعيد .
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2019, 11:47 AM   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش متصل الآن


افتراضي رد: الاستشراق .. ادوارد سعيد .

بتأثير عمل وثائقي ممتاز
بعد غربة بلاد الشام العثمانية عن جزيرة العرب ثم غربتها القومية عن جزيرة العرب من الجيد أن تعود حركة الفكر العربي واللغة العربية والهوية العربية والشخصية العربية الى جزيرة العرب الى الرحم والأم والأصل والهوية.

الاستشراق كتاب يتجاوز قدرات أي كاتب في موضوعته الاستثنائية
الاستشراق أقوى بكثير من ادوارد سعيد وهو أدرك ذلك فقدم المعلومة الشاملة وتدخل في تعليلها وتفسيرها قليلا جدا وخيرا فعل

ما تقوله المعلومة في كتاب الاستشراق الذي ألفه الغرب العنصري الذكوري الأبيض عبر نُخبه ومفكريه عن نفسه وحرره بأناقة ادوارد سعيد أو لنقل ترجمه من الانكليزية الى الامريكية: الغرب الفقير يسرق الشرق الغني من أيام سرقة روما لأثينا الى يوم سرق الغرب مُجتمِعا فلسطين

الاوربيون المتفاخرون بسرقة أثينا والمتعالون على الشرق بسرقة المسيحية ثم الحضارة العربية الإسلامية لا يزالون يشرعون الاستعمار ويبررون الغزو ويعتبرون العنف وسيلة علمية لصناعة الحضارة في الوقت الذي كانوا ولا زالوا يدمرون في الشرق تحديدا أسس الحضارة الانسانية

ثم قُدّر لنا أن نعاصر زمن محمد علي بك ترامب الكبير الممتد لسنوات قادمة بشخصه الالباني وملامحه الامريكية ليقدم لنا صورة عن الغرب المتوحش بقيادة أمريكا بدون أي غطاء او قناع او رداء او مواربة: نحن لصوص هذا العالم وبرابرته
لقد قرأ ادوارد سعيد زمن ترامب حين نقب عن مومياء أجداده

اعتقد أنني قرأت مرّة نصا لمحمود درويش في مجلة الكرمل الفصلية التي كان يصدرها من بيروت ثم من ليماسول عن نزار قباني يرثيه في رحيله اللندني
لا أزال أتمنى لو أن محمود درويش مات في فلسطين وليس في أمريكا وكتب نصا فلسطينيا عن أدوار سعيد وليس قصيدة ملحمية

صارت تقليدا او تراثا تلك الجملة الذكورية او الاستشراقية التي تقول: خلف كل عظيم امرأة
اليوم يجب ان نقول: أمام كل عظيم امرأة حتى تقول هي بنفسها: بل الى جانبه وبجواره وحوله
فكيف وفي حالة ادوارد سعيد تلك المرأة اللبنانية
انها سيدة مختلفة بالفعل

محمود درويش يمثل في حضوره وفي غيابه الشاعر الإنساني والهوية الفلسطينية
وأما ادوارد سعيد فيمثل المفكر الإنساني وفلسطين الإنسان
هو ليس أكبر من فلسطين هو الجانب الإنساني والبعد الأممي للمأساة الفلسطينية والمؤرخ الأخلاقي للمعاناة الفلسطينية والظلم الطالع من تلك العنصرية الغربية

لا تزال القضية الفلسطينية مقدسة ولا تزال أول القضايا الإنسانية وكل قضايا أحرار هذا العالم ولكن كلمات للتاريخ أو ربما للمستقبل يجب أحيانا ان تُقال:
أضعف المناضلين الفلسطينيين هم سياسيو القضية ورموزها التاريخيون لم يكونوا يعرفون ماذا يفعلون ولربما ما زالوا

إذا كانت الأمم الحقيقية في التاريخ قد سقطت بفعل حتمية التطور وعلمية قوانينه
الإشكالية ليست في حتمية سقوط الكيانات المُغتصِبة التي لن تكون يوما أمما ولن يعطيها التاريخ أملا بل في ضرورة الحفاظ على الذاكرة وعلى الهوية:
المقاومة الفلسطينية المنتصرة هي حتما: فكر وشعر واغنية وكوفية.
3/6/2019

صافيتا/زياد هواش

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس