منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-2007, 02:50 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابراهيم خليل ابراهيم
أقلامي
 
الصورة الرمزية ابراهيم خليل ابراهيم
 

 

 
إحصائية العضو







ابراهيم خليل ابراهيم غير متصل


افتراضي مشاركة: الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة

بيروت لبنان لم تغب عن شارعرنا المبدع ( فاروق جويدة ) ففى قصيدة بعنوان ( يازمان الحزن فى بيروت ) والتى ضمها ديوانه ( شىء سيبقى بيننا ) والذى اصدره فى عام 1983 يقول :
برغم الصمت والانقاض يابيروت
مازلنا نناجيك
برغم الخوف والسجان والقضبان
مازلنا نناديك
برغم القهر والطغيان يابيروت
مازالت اغانيك
وكل قصائد الاحزان يابيروت
لاتكفى لتبكيك
ويقول ايضا:
وسيف الله يابيروت رغم الصمت
سوف يظل يحميك
ويابيروت
يانهرا من الاشواق
عاش العمر يروينا
وياجرحا سيبقى العمر .. كل العمر
يؤلمنا .. ويشقينا
وفى نفس القصيدة يقول شاعرنا :
غدوت الان يابيروت بركانا
كبئر النار يحرقنا
ويسرى فى مأقينا
حرام ان نراك اليوم وسط النار
هل شلت ايادينا ؟
والابيات السالفة الذكر اثارت بداخلنا الاحزان والهموم عما حدث لشعب لبنان الشقيق من جراء العدوان الغاشم الذى قامت به اسرائيل على لبنان فى الثامن عشر من شهر يوليو 2006 ... والعجب ان الولايات المتحدة الامريكية باركت هذا العدوان الغاشم .. والمدهش ان مجلس الامن لم يحرك ساكنا .... فهل ياترى اصبح مجلس الامن هو مجلس اللامن ؟
وعندما قامت ابنة لبنان والعروبة ( سناء محيدلى )فى التاسع من شهر ابريل عام 1985 بتفجير نفسها فى عملية فدائية ضد القوات الاسرائيلية .. وقبل تنفيذ مهمتها كتبت وصية الى اهلها نقطف منها : ( أرجوكم .. أقبل اياديكم فرداً فرداً لا تبكوني..لا تحزنوا علي. بل افرحوا .. اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال.. طالما فيها آمال بالتحرير....أنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومهم وقذارتهم بطله أنا ألآن مزروعة في تراب الجنوب اسقيها من دمي وحبي لها...آه لو تعرفون إلى أي حد وصلت سعادتي ... ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين سائرون على خط التحرير من الصهاينة الإرهابيين
مهما كانوا أقوياء إرهابيين قذرين, هم ليسوا مثلنا.. إنهم جبناء يطعنون من الخلف ويغدرون.. يتلفون شمالاً ويمينا هربا من الموت..التحرير يريد أبطالاً يضحون بأنفسهم غير مبالين بما حولهم، ينفذون، هكذا تكون ألأبطال..) عندما قامت بهذه العملية البطولية كتب شاعرنا ( فاروق جويدة قصيدة بعنوان ( بعض العشق .. يكون الموت ) ونقطف منها :
كانت تعلم ..
ان الموت ضريبة عشق الوطن
ان الحب سيصبح يوما
اجمل وشم للاكفان
ان الموت سيصبح عرسا
ينسينا كل الاحزان
ويقول ايضا فى نفس القصيدة :
لكن سيناء اختارت كيف تموت ؟
لبكيها كل الاشجار
اختارت اين تموت ؟
لتصبح عطرا للازهار
اختارت ان تبقى رسما
فوق الطرقات .. على الانهار
ثم يقول :
وسناء اختارت
كيف تموت خلف الاسوار
فماذا نكتب بعد اليوم .. حين يصير الدم مدادا ؟
فلتسقط كل الاشعار
ونجد ورود الكثير من ادوات الاستفهام فى شعر شاعرنا ( فاروق جويدة ) مثل : كم .. التى يسأل بها عن العدد .. والهمزة : التى يسأل بها عن واحد من شيئين او اكثر كما يسأل بها عن مضمون الجملة .. و ( ما _ ماذا ) التى يسأل بها عن غير العاقل .. ومن : التى يسال بها عن العاقل .. واين : التى يسأل بها عن المكان .. وهل : التى يسأل بها عن مضمون الجملة المثبتة .. وكيف : التى يسال بها عن الحال .. كما نجد ايضا عناوين الكثير من القصائد تحمل استفهاما مثل : متى يفيق النائمون ؟ ماذا اخذت من السفر؟ ماذا اصابك ياوطن ؟ ماذا تبقى من بلاد الانبياء ؟ متى تأتين ؟ لمن اعطى قلبى ؟ أترى يفيد الحلم ؟ وهذا يشير الى كثرة تزاحم الاسئلة داخل اعماق شاعرنا الكبير .. ففى قصيدة بعنوان 0 متى يفيق النائمون ) يقول :
شهداؤنا فوق المنابر يخطبون
قاموا الى لبنان صلوا فى كنائسهم
وزاروا المسجد الاقصى
وطافوا فى رحاب القدس
واقتحموا السجون ..
فى كل شبر
من ثرى الوطن المكبل ينبتون
من كل ركن فى ربوع الامة الثكلى
اراهم يخرجون ..
شهداؤنا وسط المجازر .. يهتفون
الله اكبر منك يازمن الجنون
وفى نفس القصيدة يقول :
بيروت تسألهم اليس لعرضها
حق عليكم .. اين الرافضون
واين غاب البائعون
واين راح .. الهاربون
الصامتون .. الغافلون .. الكاذبون ؟؟؟
صمتوا جميعا ..
والرصاص الان يخترق العيون
وفى قصيدة بعنوان ( مرثية حلم ) نجد تكثيف شجون شاعرنا وهو يتحدث عن القدس وبيروت وبغداد وطهران .. حيث يقول :
بيروت فى اليم ماتت
قدسنا انتحرت
ونحن فى العار نسقى وحلنا طينا
بغداد تبكى
وطهران يحاصرها
نهر من الدم
بات الان يسقينا
وعلى لسان طفلة مسلمة كتب شاعرنا المبدع ( فاروق جويدة ) قصيدة بعنوان ( رسالة الى بوش من طفلة مسلمة ) نقطف منها :
ياسيدى بوش العظيم ..
بالله كيف يعانق الصبح الجميل
خيوط ليل مظلمة
تبنون فى اوطانكم مجدا وفى اوطاننا
تعلوا السجون المحكمة..
والحق فى اوطانكم حق الشعوب وعندنا
حق الكلاب المتخمة ..
والقتل فى زمن النخاسة اوسمة ..
لم تقتلون الصبح فى اعماقنا
وتشيعون على المشانق ماتمه ..؟؟
العدل فى اوطانكم يعلو وفى اوطاننا
قهر الايادى الاثمة ..
تبكون ان سقطت على باريس
او روما ظلال قاتمه
والان تجرى فى ربوع بلادنا
انهار دم مسلمة ..
ونقطف ايضا :
ياسيدى بوش العظيم ..
كل العصافير الجريحة فى بلادى
تلعن الزمن القبيح
ماتت على الاغصان
كم كانت تغنى كل صبح هل ترى
يبكيك عصفور جريح ؟
ودمى يسيل على ثيابى هل ترى
يبكيك انسان ذبيح ؟
ثم يجىء التذكار بقرار الرئيس الامريكى ( بوش ) والذى بمقتضاه ذهبت الجيوش الى الكويت لضرب القوات العراقية التى غزت دولة الكويت .. وهذا القرار ليس حبا فى الكويت بل من اجل النفط الذى كان سلاحا فعالا واستراتيجيا فى نعارك اكتوبر عام 1973 :
ياسيدى بوش العظيم ..
حاربت يامولاى يوما فى الكويت
وجنيت منها ماجنيت ..
هل شعب بوسنة لايساوى
فى ضميرك .. يئر زيت ؟
وفى ختام القصيدة تأكيد على ان نور الله سيبقى معانقا لكل بيت مسلم :
ياسيدى بوش العظيم ..
ان شئت يوما او ابيت
سيظل نور الله فى وطنى
يعانق كل بيت
وكتب شاعرنا الكبير ( فاروق جويدة ) قصيدة بعنوان ( ماعاد يكفينا الغضب ) واهداها الى صبايا بغداد فى سجن ابو غريب .. ونشرت هذه القصيدة فى جريدة الاهرام ونذكر منها :
ماعاد يكفى ان تثور شعوبنا
غضبا .. فلن يجدى مع العجز الغضب
لن ترجع الايام تاريخا ذهب
ومن الهانة ان نقاتل بالخطب
هذى خنادقنا .. وتلك خيولنا
عودوا اليها فالامان لمن غلب
ماعاد يكفينا الغضب
ماعاد يكفينا الغضب
ونلمح مناجاة شاعرنا الى خير البرية صلى الله عليه وسلم حيث يقول :
هذى دمانا رسول الله
تغرقنا
هل من زمان
بنور العدل يحمينا ؟
وعندما توفى الشاعر الكبير ( نزار قبانى ) يوم الخميس الموافق للثلاثين من شهر ابريل عام 1998 فى لندن نقل جثمانه فى طائرة خاصة الى سوريا تنفيذا لاوامر الرئيس السورى ( حافظ الاسد ) رحمه الله .. كتب شاعرنا الكبير ( فاروق جويدة ) قصيدة بعنوان ( وسافر فارس العشق ) ونذكر منها :
تبكى القلوب التى اهديتها زمنا
من الجمال بحر الشعر والادب
تبكى الحروف التى سطرتها تغما
كانت ترف على عينيك كالهدب
نسيم لبنان هل تدرى بما حملت
دموع بلقيس من حزن ومن عتب
ياسمينة الحى صاحت عندما لمحت
مواكب الناس من باك ومنتحب
مالت على الارض فى حزن وقد تركت
ثيابها الابيض للانداء والسحب
كانت تصلى على جثمان عاشقها
كأنها طفلة ماتت بحضن اب
قد عدت للشام .. ياللشام كم حملت
مواكب النور من صيدا الى حلب
يادرة الشام .. يااغلى قلائدها
ابيات شعرك تيجان من الذهب
ان ساءلوا الناس يوما عن مراتبهم
فدولة الشعر فوق التاج والرتب
وبلقيس المذكورة هى زوجة الشاعر الكبير ( نزار قبانى ) وهى من العراق وتوفيت عام 1981 تحت انقاض منزل منهار فى بيروت وظل الشاعر يجمع اشياء زوجته اربع ليال وتعرف عليها من خاتم الزواج الذى يحمل اسمه .
وعندما رحل احد فرسان الاغتراب الشاعر العراقى الكبير ( عبد الوهاب البياتى ) فى الثالث من شهر اغسطس عام 1999 حيث وافته المنية فى دمشق ودفن فى مسجد محيى الدين بن عربى تنفيذا لوصيته .. كتب الشاعر الكبير ( فاروق جويدة ) قصيدة بعنوان ( الخيول لاتعرف النباح ) واهداها الى الشاعر الكبير ( عبد الوهاب البياتى ) ونقطف منها :
هنا كان بالامس صوت الخيول
على كل باغ له جلجله
فكم اسقط الحق عرش الطغاه
وكم واجه الزيف كم زلزله
فكيف انتهى المجد للباكيات
ومن اخرس الحق.. من ضلله ؟؟
ومن قال ان البكا كالصهيل
وعدو الفوارس كالهروله ؟؟
سلام على كل نسر جسور
يرى فى سماء العلا منزله .
الحب فى شعر فاروق جويدة :
____________________
المتامل للادب الانسانى عبر الحضارات يجد ان فكرته الرئيسية تمثلت فى التعبير عن الحب بمعناه العام ..فتارة نجد الحب بمعناه الانسانى العام.. وتارة نجده يتحول الى فعل ايجابى .. وتارة اخرى نجد الحب بين الانسان والانسان وبين الانسان والمجتمع وبين الانسان والوطن .. وتارة نجد من وهب حبه للمرأة او السلطة او الحرية او للعقيدة الاسلامية .
والكاتب الفرنسى ( ستندال ) رأى ان الحب ينقسم الى اربعة انواع هى :
اولا _ الحب العاطفى :
وهو الحب الحقيقى الذى تلتقى فيه عواطف الطرفين المحبين وتتفاعل لتصل الى حد التضحية من جانب كل طرف فى سبيل الطرف الاخر .
ثانيا _ الحب الجسدى :
وهو لون رخيص وتعس من الحب ويبدا به الشباب من سن السادسة عشرة .
ثالثا _ حب الرغبة والاستحسان :
وهو الحب الذى يسود الاطراف المترفه .. وهو حب خال من كل عاطفة صادقة وبالتالى فهو خال ايضا من كل ماهو غير متوقع سلفا ولكنه كثيرا ما يتطوى على اعمال اللطافة والرقة بصورة تتفوق على الحب الحقيقى لانه يحتاج دائما الى اعمال الحيلة والذكاء وسرعة البديهة.
رابعا _ الحب القائم على الزهو والغرور :
وهذا الحب يرجع الى رغبة التملك والاقتناء واشباع الغرور والتظاهر .. وكثيرا مايخلو هذا النوع من اتفه عناصر اللذة الجسدية نفسها .
وهذه الانواع الاربعة من الحب تتداخل وبالتالى فهى تخرج لنا ثمانية انواع او اكثر .. ولكن هذا التنوع لايغير شيئا من الاحكام الاساسية الخاصة بكل نوع من الانواع الاربعة.
والحب هو بلسم الحياة .. هو كلمة واحدة من حروف قليلة ولكن لاشىء يشغل العالم كله ويستغرق تفكيره ونشاطه كهذه الكلمة .. ففى هذه الكلمة الصغيرة عالم ضخم من المعانى والمشاعر الانسانية وغير الانسانية .. فهناك حب الام وحب الاب وحب الاطفال وحب الذات .. وهناك الحب الاخوى وحب الانسان لبيته ووطنه .. والحب يشمل هذه المعانى جميعا .
ان الحب عاطفة ايجابية .. انه توسيع لافاق الحياة .. وثروة لاغنى عنها .. انه يدفعنا الى الامام لنحقق كل شىء كبير .. وخو يقضى على الحقد والكراهية وكل نزعة الى التخريب والهدم .
ولكى نحب لابد ان نكره .. اى : اننا لكى نحب الجمال فلابد ان نكره القبح اولا .. ولكى نحب العدل لابد ان نكره الظلم .. ولكى نحب الاخلاص لابد ان نكره النفاق والرياء .
واذا كان الكره ابغض مافى قواميس اللغة من الفاظ فان الحب اسمى مافى الوجود من معان .
وذات يوم سمع ( سليمان ) عليه السلام عصفورا يقول لعصفورة : لو قبلت لنقلت لك عرش سليمان بمنقارى ؟
وهنا ابتسم ( سليمان ) عليه السلام وقال : كم يزين العشق للعاشقين كلاما .
وقد مر ( الاصمعى ) بجدار كتب عليه احد الفتيان :
ايا معشر العشاق بالله خبروا
اذا حل عشق بالفتى كيف يصنع ؟
فاجابه الاصمعى :
يدارى هواه ثم يكتم سره
ويصبر فى كل الامور ويخشع
فكتب الفتى :
وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى
وفى كل يوم قلبه يتقطع ؟
فاجابه الاصمعى :
فان لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره
فليس له عندى سوى الموت انفع
وفى اليوم التالى مر ( الاصمعى ) بالمكان فوجد الفتى ميتا وقد كتب هذا البيت :
سمعنا واطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامى الى من كان للوصل يمنع
والحب عند الشاعر الكبير ( فاروق جويدة ) هو حب الوطن والقومية العربية كما رصدنا شعره عن مصر وفلسطين ولبنان والبوسنة .
والحب عنده ايضا يدفع الى الامام ويسمو بالنفس البشرية فشعره يفيض رقة وعذوبة وعاطفة جياشة .. ونجد ذلك فى عناوين دوواينه ( حبيبتى لاترحلى) الذى صدر عام 1975 و( ويبقى الحب ) الذى صدر عام 1977 و ( وللاشواق عودة ) الذى صدر عام 1978 و ( فى عينيك عنوانى ) الصادر عام 1979 و ( دائما انت بقلبى ) الصادر عام 1981 و ( لانى احبك ) الصادر عام 1982 و ( شىء سيبقى بيننا ) الصادر عام 1983
وفى قصيدة بعنوان ( احلام حائرة ) يقول شاعرنا فاروق جويدة :
انى تعلمت الهوى
وعشقته منذ الصغر
وجعلته حلم العمر
وكتبت للازهار
للدنيا
الى كل البشر
الحب واحة عمرنا
ننسى به الالام
فى ليل السفر
ونسير فوق جراحنا
بين الحفر
ويؤكد الشاعر الكبير ( فاروق جويدة ) على ان الحب هو اشباع الرغبات الاساسية للانسان فلا فلسفة على الجياع .. والحب هو ان نحلم فى وضح النهار .. وهو الامان .. وهو ان يشعر الانسان باخيه الانسان .. ففى قصيدة بعنوان ( وحدى على الطريق ) يقول :
الحب يا دنياي
ان نجد الرغيف .. مع الصغار
ان نغرس الاحلام
في ايدي النهار
وفي قصيدة بعنوان ( مدينتي بلاعنوان ) يقول :
الحب ان نجد الامان مع المنى
الا يضيع العمر في القضبان
الا تمزقنا الحياة بخوفها
ان يشعر الانسان .. بالانسان
ان نجعل الايام طيفا هادئا
ان نغرس الاحلام كالبستان
الا يعاني الجوع ابنائي غدا
الا يضيق المرء بالحرمان
و الحب ايضا هو ان تجد الطيور الدفء في حضن السماء ، وان تجد النجوم ايضا الامن في السماء ، وفي قصيدة بعنوان ( ويموت فينا الانسان ) يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة :
الحب ان تجد الطيور الدفء
في حضن السماء
الحب ان تجد النجوم الامن
في قلب السماء
الحب ان نحيا و نعشق ما نشاء
وفي قصيدة بعنوان ( وانت الحقيقة لو تعلمين ) يقول :
احبك عمرا
نقي الضمير
اذا ضلل الزيف
وجه الحياة
احبك فجرا
عنيد الضياء
اذا ما تهاوت
قلاع النجاة
و في قصيدة بعنوان ( لقاء الغرباء ) يقول شاعرنا المبدع :
وغرست حبك
في الفؤاد وكلما
مضت السنين
اراه دوما .. يزدهر
وامام بيتك
قد وضعت حقائبي
يوما وودعت المتاعب
و السفر
و غفرت للايام كل خطيئة
و غفرت للدنيا ..
وسامحت البشر
و القلب هو حياة الانسان ، و هو النابض بالحب ، و لكم ناجى شاعرنا قلب الحبيبة .. فهاهو يقول :
يا قلبها ..
يا من عرفت الحب يوما عندها
يا من حملت الشوق نبضا
في حنايا صدرها
اني سكنتك ذات يوم
كنت بيتي .. كان قلبي بيتها
ومن ذاق قلبه طعم الحب لا ينسى رحيقه ، وحول هذا يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة :
مازال في قلبي
رحيق لقائنا
من ذاق طعم الحب ..
لا ينساه
وفى الفراق لوعة وحرقة فلاشىء بعد الحبيبة يملآ قلب المحب .. وفى ذلك يقول شاعرنا :
وتسافرين ..
لاشىء بعدك
يملآ القلب الحزين
لاحب بعدك .. لااشتياقا
لاحنين ..
فلقد غدوت اليوم
عبدا للسنين
تنساب ايامى
وتنزف كالدماء
وتضيع شيءا .. بعد شىء
كالضياء ..
وهناك فى قلبى
بقايا من وفاء
وتسافرين
وانت كل الناس عندى
والرجاء
وفى قصيدة بعنوان ( وحدى على الطريق ) يقول شاعرنا الكبير فاروق جويدة :
ولم الوداع
وانت عمرى كله
وحصاد ايامى
وهمس مشاعرى
وغذاء فكرى
وابتهال .. محبتى
وعزاء ايامى
وصفوا سرائرى
وفى قصيدة بعنوان ( عندما ننتظر القطار ) يقول شاعرنا :
قد قلت
سوف اعود يوما عندما
ياتى القطار
واتى الربيع وبعده
كم جاء للدنيا .. ربيع
والليل يمضى .. والنهار
فى كل يوم ابعث الامال فى قلبى
فانتظر القطار ..
الناس عادت ..
والربيع اتى
وذاق القلب يأس الانتظار
اترى نسيت حبيبتى ؟
ام ان تذكرة القطار تمزقت
وطويت فيها .. قصتى ؟
ياليتنى قيل الرحيل
تركت عندك ساعتى
فلقد ذهبت حبيبتى
ونسيت .. ميعاد القطار
والمحب يرى حبيبته فى كل شىء .. فهى لاتغيب عنه .. وحول هذا يقول شاعرنا الكبير ( فاروق جويدة ) فى قصيدة بعنوان ( بقايا .. بقايا ) :
لماذا اراك على كل شىء
كأنك فى الارض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء
وانى خلقت لهذا السفر ؟
وحب الحبيبة هو البسمة التى تزيل دمعة الحبيب .. وهو السلامة فى درب الحياة .. ونجد شاعرنا يقول :
اذا مابكيت اراك ابتسامة
وان ضاق دربى اراك السلامة
والحبيبة هى الواحة التى تهدا عليها احزان الحبيب .. وهى النسمة الرقيقة واللحن الشهى .. وفى قصيدة بعنوان ( فى عينيك عنوانى ) يقول شاعرنا :
احبك واحة هدات
عليها كل احزانى
احبك نسمة تروى
لصمت الناس الحانى
ولو خيرت فى وطن
لقلت هواك اوطانى
ولو انساك ياعمرى
حنايا القلب تنسانى
اذا ماضعت فى درب
ففى عينيك عنوانى
وفى قصيدة اخرى يقول شاعرنا :
عشقت بعينيك نهرا صغيرا
سرى فى عروقى تلاشيت فيه
رأيتك صبحا .. وبيتا .. وحلما
راتيتك كل الذى اشتهيه
تجاوزت عن سيئات الليالى
وسامحت فيه الزمان السفيه
وفى قصيدة اخرى يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة :
وفى عينيك
القيت الامانى
وقلت ابحث عن زمانى
وفى قصيدة بعنوان ( مات الحنين ) يقول :
وجعلت حبك نجمة
تهدى ظلام الحائرين
ونسجت من ايامى الحيرى
رداء البائسين
ونسيت ان العمر قد يمضى
ولانجد السنين .
وبداية العمر مع مولد الحب ، فالحب هو البداية و الضياء ، وفي قصيدة بعنوان ( انا و عيناك ) يقول الشاعر الكبير فاروق جويدة :
لا تسأليني عن حياتي
قبل ان القاك
اني بدات العمر منذ لقاك
قد كان عمري في الحياة ضلالة
ورأيت كل النور
بعض ضياك
لو كان عمري في الحياة خميلة
ما كنت امنح ظلها لسواك
لو ظل شعري في الوجود بعطره
فالشعر يادنياي بعض شذاك
اني تعبت من المسير ولا ادري
في القلب شيئا غير ان بهواك
وفي قصيدة اخري يقول شاعرنا :
سوف القاك ضياء
في عيون الناس يغتال الدموع
رغم كل الحزن يغتال الدموع
ربما القاك في ذكري عتاب
ربما القاك في عمري سراب
ربما ابحث عنك .. بين احضان كتاب
ربما اسمع عنك .. من حكايات صحاب
ومهما مرت الايام سيبقى الحب هو الواحة الهادئة ، و اشراقة القلوب المحبة ، و لذا نجد شاعرنا الكبير ( فاروق جويدة ) في قصيدة بعنوان ( بين العمر و الاماني ) يقول :
سيبقى الحب واحتنا
اذا ضاقت ليالينا
و في نفس القصيدة يقول :
وان هواك في قلبي
يضيئ العمر اشراقا
سيبقى حبنا ابدا
برغم البعد عملاقا
ونجد ايمان شاعرنا بالامل فلطالما سياتي الغد فسوف تشرق الشمس ، وياتي الغد و تبقي التذكارات الجميلة ، ففي قصيدة بعنوان ( غدا نحب ) يقول شاعرنا :
لا تنظري للشمس في احزانها
فغدا سيضحك ضوءها
بين النخيل
و لتذكريني كل يوم عندما
يشتاق قلبك الاصيل
و ستشرق الازهار
رغم دموعها
و تعود ترقص مثلما كانت
علي الغصن الجميل
و لتذكريني كل عام كلما
همس الربيع بشوقه
نحو الزهر
او كلما جاء المساء معذبا
كي يسكب الاحزان
في ضوء القمر
عودي الى الذكرى و كانت روضة
نثر الزمان علي لياليها الزهر
ان كانت الشمس الحزينة
قد توارى دفئها
فغدا يعود الدفء يملأ بيتنا
و الزهر سوف يعود يرقص حولنا
و نرصد دعوة شاعرنا لغرس الزهور في الدروب ، و اشعال الشموع لازالة الظلام حيث يقول :
هيا لنغرس في الدروب زهورنا
هيا لنوقد في الظلام شموعنا
____________________________________
_ من كتاب : الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة
_ للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم .






 
آخر تعديل ابراهيم خليل ابراهيم يوم 17-06-2007 في 12:01 AM.
رد مع اقتباس