الغابة النظيفة
...
أمام الجدار الصخري الناعم وقفت العمة عصفورة تشرح درسها ..قالت:"هذا الغطاء النباتي الواسع مصنع من مصانع الحياة..يحتاج إلى صيانة وتجديد..إن حفرتم في الأرض حفرة واسعة ودفنتم فيها أكوام الأوراق المتساقطة ثم رويتموها بالماء فستصبح سمادا ضروريا لتقوية النباتات القديمة ولتغذية الجديدة".في تلك اللحظة وصلت الخالة غزالة فحيت الجميع بأدب واستأذنت في الجلوس ..كان في يدها لفافة أثارت فضول الجميع..قالت العصفورة:"والآن ياأحبتي سنسمع للخالة غزالة ونرى ماالذي أحضرته لنا".نهضت الغزالة وهمت بفتح لفافتها ولكنها رأت أطراف الجدار مليئة بالتواقيع والكتابات القديمة فابتسمت وقالت:"هل نستطيع تنظيف هذه الكتابات قبل كل شيء"؟.وبدأ العمل الذي شارك فيه الجميع حتى أصبح الجدار نظيفا تماما..عندها بسطت الغزالة لفافتها على طرف الجدار وساعدها في تثبيتها بعض الحضور..كانت عبارة عن رسمة جميلة للساحة التي يجلسون فيها مكتوب في أعلاها: "غابتنا نظيفة وجميلة"..التفت كل واحد من الحاضرين حوله فرأى الأوراق اليابسة وبقايا الثمار والخضار على الأرض فسارع لإزالة مايشوه المكان.. ثم لاحظوا أن في الرسمة غراسا جديدة وزهورا مبهجة فراحوا يمهدون لزراعتها بالحفر والتعشيب..قالت الغزالة:"أحسنتم هذا بيتكم وهذه اللوحة نطقت بأحلامكم فاتخذتم مما فيها مثالا يحتذى..بالعمل نستطيع تغيير ماحولنا وبه نتعلم الكثير".ومن بعيد لاح الدب العاشق للعسل..لقد استيقظ لتوه من النوم وهاهو يصيح:"من مسح عن الجدارالعلامة التي وضعتها لتحديد ملكيتي"؟.قالت الغزالة ضاحكة:"لقد وسعنا ملكيتك مكافأة لك لأنك حرست الكهف طوال الشتاء وأصبحت علامتك الجديدة هي مرج الزهور ذاك حيث يجتمع النحل لجني العسل".قهقه الدب ضاحكاوقال: "شكرا لكم".
.........................
مع تحيات:عبدالحكيم ياسين.