منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - المنطقة العربية والاقليم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2021, 02:26 PM   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: المنطقة العربية والاقليم...

المنطقة العربية والاقليم...
(21)

التهافت العربي على أبواب الإقليم...

بلغ التهافت العربي الرسمي على أبواب الفرس الشيعة والعثمانيين السنّة والصهاينة اليهود والأحباش الأثيوبيين حدّ التهلكة !

ولكن هل يمكننا فصل الشعوب العربية عن الأنظمة الرسمية العربية !
لا أعتقد ذلك.

من الطبيعي ان تسقط الأنظمة الرسمية الجمهورية العربية الديكتاتورية ذات الوظيفة الاستعمارية الأولغارشية المتوحشة وأن تنهار معها الكيانات الاستعمارية ذات الجغرافيا عكس التاريخية وأن تتمزق المجتمعات المحلية ذات الهوية الوطنية المخادعة والهوية القومية العبثية والمزورة وذات الانتماء الإقليمي العميق...

باستثناء مصر الأمة القديمة والمستمرة والناطقة باللغة العربية.

من الطبيعي ان ترى الأنظمة الملكية العربية في الأنظمة الجمهورية العربية تهديدا وجوديا لأن الأنظمة الجمهورية القومية العربية اعتبرت النظام الملكي العربي خطرا وجوديا لتبرير فقدانها التام للشرعية الوطنية وللهوية القومية الطبيعية، ومن الطبيعي ان يكون هناك صراع حقيقي بينهما ومن الطبيعي ان يستعين النظام الملكي العربي بالإقليم وصولا الى تمويل قسري وارادي لمشروع الفوضى الامريكية الخلاقة في المنطقة الجمهورية العربية او بالأصح الناطقة باللغة العربية !

ومن غير الطبيعي ان تعتقد الأنظمة الملكية العربية بأن الفوضى الخلاقة ستقف عند حدود جغرافية الخصم الجمهوري العربي وأن اللاعبين الأساسيين الإقليميين (إيران وتركيا وإسرائيل واثيوبيا) الفوضويين سيكتفون بتقاسم الجغرافيا الجمهورية العربية وستقف حدود إمبراطورياتهم المُتخيلة عند حدود السودان والقرن الافريقي والشمال الافريقي وبلاد الشام !

من الواضح ان الهدف الأساسي للفوضويين الإيرانيين والأتراك والإسرائيليين وربما الاثيوبيين هو شبه الجزيرة العربية التي تمول أنظمتها الملكية (قطر والامارات) على الأقل اليوم وبسخاء الغزو الإيراني_التركي للعراق وسوريا ولبنان واليمن ومن الأكيد ان الهدف الأساسي للإثيوبيين وبقية الرباعي الفوضوي هو وادي النيل والقرن الافريقي وأن التمويل الخليجي حاضر بقوة أيضا هناك، والامر لا يحتاج لشرح واثبات...

لا أريد ولا أستطيع أن أصنع الأمل من الألم وأن اتجاوز الحقائق على الأرض لصالح الأمنيات وان كنت أتمنى انهيار ايران وتركيا وإسرائيل واثيوبيا ولكن ما يحدث هو انهيار اليمن والعراق وسوريا ولبنان وليبيا والسودان والقرن الافريقي المشكوك جدا بعروبته حتى اللغوية !

اعتقد ان هناك خلافات عميقة داخل التحالف الرباعي الفوضوي الإقليمي (إيران وتركيا وإسرائيل واثيوبيا) ولكن مصالحهم تتقاطع إيجابيا في المنطقة العربية والناطقة باللغة العربية وأنهم يحققون بأموال العرب انتصارات حقيقية على الأرض العربية وينجحون في غزو المنطقة العربية مباشرة وعبر الوكلاء الإقليميين المحليين الشديدي الخبث والشرّ...

تركيا تغزو سوريا والعراق عسكريا وإيران تغزو العراق وسوريا ولبنان عبر الوكلاء المحليين، ولا شيء يمنع في المستقبل اجتياحا إيرانيا للعراق وسوريا بالتنسيق مع أمريكا وروسيا وإسرائيل !
ولا شيء يمنع إيران من غزو عُمان مباشرة او عبر اليمن التي تسقط بالفعل بيد الحوثي والإيراني وتكاد تكون مأرب قلعة أخيرة ثم ينتهي كل شيء !
ويمكن ببساطة ان تكون المفاوضات الغرائبية النووية الإيرانية مع بقية العالم تتضمن الاعتراف بمناطق نفوذ إيرانية دائمة في الجغرافيا العربية !

بكل الأحوال وبوضوح لقد خسرنا المعارك كلها والحرب كعرب وكناطقين باللغة العربية اراديا او قسريا وكأفراد يراهنون على الهوية العربية الوطنية والقومية ويكاد ينتهي كل شيء لصالح الإقليم...

لم أعد متأكدا أبدا من أن الفوضى الخلاقة ستتدحرج من المنطقة العربية الى الإقليم وان حدث هذا في الزمن القادم فانا متأكد بأن الفوضى ستبقى في المنطقة العربية وان الرهان على هوية عربية وطنية على الأقل وكيانات عربية سياسية وجغرافية حقيقية وشعوب عربية منتمية هو رهان عبثي ومخادع أيضا...

لا أستطيع ان أرى المستقبل العربي القريب والمتوسط وربما البعيد الا أسودا وقاتما جدا واكاد أتمنى ان يكون فقط ضبابيا ورماديا ولكنه ليس كذلك.

لا أدري كيف يمكننا كأفراد وكعقلاء ان نغير ما يحدث في بلادنا أو ما سوف يحدث ولكنني متأكد من أنني لن أكون إقليميا يوما وأنني سأحاول دائما أن أكون عربيا بإرادتي وخياري وبدون أي مبررات تاريخية او جغرافية او علمية او أدبية او حتى قانونية وشرعية.

الانتماء العربي هو طوق نجاة انساني بالنسبة لي كفرد...
وأما كيف يمكن أن تنجو بقية الجماعات والمجتمعات والشعوب العربية من هذا التحدي الوجودي الإقليمي !
اعتقد ان الامر يتجاوز قدراتي بكثير...

لم يعد للكتابة أي معنى عندما لا يكون هناك أي أمل.
7/12/2021

صافيتا

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس