منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - سوريا تدخل في دوامة التغيير...
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2021, 09:57 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: سوريا تدخل في دوامة التغيير...

سوريا تدخل في دوامة التغيير...

( 2 )

عن توزع مراكز القوى في الداخل السوري !

هذا النص يهدف الى توضيح توزع مراكز القوى داخل سوريا لرؤية كيفية واليات التغيير الحتمي والبدائل المحتملة لنظام استبدادي اقليمي يلفظ أنفاسه الأخيرة !

مقدمة:
لإيران وتركيا دور مركزي واعي وارادي في مشروع الفوضى الأولغارشية المتدحرجة في المنطقة العربية ولهما مشروع إسلاموي غيبي غرائبي غوغائي الهدف الرئيسي له هو إضفاء شرعية داخلية على نظام سياسي عكس تاريخي دموي وفاسد، تحتاج شرعيته لتبرير العدوان العنصري على المنطقة العربية الى اعتباره حربا مقدسة !

في الوقت الذي تتقاسم فيه إيران وتركيا الدور الفوضوي المتكامل على طرفي باب المندب والقرن الافريقي يبدو تعاونهما واضحا ومتناغما في العراق واقل وضوحا وتناغما في سوريا، وما يجمعهما أكثر بكثير ما يختلفان عليه ولذلك لا يمكن فصل الهلوسة الإسلاموية الإيرانية عن الهلوسة الإسلاموية التركية في المنطقة العربية بأي حال من الأحوال او الرهان على صراع حقيقي بينهما...

سوريا لوجستيا:
غربا...
تتحكم إسرائيل بالتنسيق مع الامريكان بالساحل السوري واللبناني وتستطيع بغير كثير عناء او كلفة اقتصادية ان تمنع وصول أي امداد بحري غير متفق عليه لتغذية النظام السوري بشكل مباشر او غير مباشر عن طريق مرافئ لبنان المخترق بقوة وعمق من الموساد الإسرائيلي، وحدها روسيا تستطيع ادخال ما تريده الى سوريا...

شرقا:
تتحكم "قسد" بإشراف امريكي مباشر بالمنطقة الممتدة من الفرات الى الحدود السورية العراقية ويترك الامريكان للإيرانيين معبرا رئيسيا ومعابر فرعية في منطقة البوكمال في الزاوية الجنوبية الغربية من الكيان السوري ولذلك يبدو خط الامداد الحيوي البرّي للوجود الإيراني في سوريا ولحزب الله في للبنان خاضعا بالفعل للمراقبة الامريكية المباشرة وللضربات الجوية الإسرائيلية الدقيقة...

جنوبا:
تتحكم أمريكا المتواجدة بقوة في منطقة التنف داخل سوريا والمجاورة للحدود العراقية الأردنية، بالحدود الجنوبية ويستكمل تنظيم الدولية الإسلامية "داعش" (الفرع المتعامل مع أمريكا) السيطرة على الحدود الجنوبية والبادية السورية متحكما عمليا بالطريق البرّي الممتد من البوكمال الى دير الزور الى تدمر الى حمص !
وبالرغم من استعادة النظام وروسيا للسيطرة على محافظة درعا الا أن الأردن بالتنسيق التام مع أمريكا وإسرائيل يتحكم بالحدود السورية_الاردنية على امتداد محافظتي درعا والسويداء التي لم تخرج عن سيطرة النظام ويراقب المعبر الوحيد لسوريا في الجنوب...

شمالا:
يتحكم الأمريكان بالحدود الشمالية السورية التركية بشكل مباشر عن طريق الحليف الكردي والحليف التركي ويسمح للروس بالوصول الى مناطق محددة بدقة ولا تواجد حقيقي للنظام شمال وشرق الفرات !

بالخلاصة:
النظام السوري المتهالك لا يستطيع الوصول الى حدوده البرية ولا يتحكم بحدوده البحرية ولا يسيطر الا على الحدود الإدارية للعاصمة دمشق التي تؤمن له الشرعية الشكليّة بالحد الأدنى بانتظار تغييره !

النتيجة:
تحت الاشراف الأمريكي المباشر يتحكم الحليف الكردي ويتحكم الحليف التركي ويتحكم الفرع الأمريكي لداعش مجتمعين بثلثي مساحة الكيان السوري، ويسيطر بقلق النظام على الثلث الباقي من الكيان بمساعدة مباشرة من ايران وروسيا !

ملاحظات:
بتجاوز المشهد الغامض في الشمال بين الحليفين اللدودين لأمريكا (الاكراد والأتراك) والمشهد الأكثر غموضا في ادلب بين الشركاء المتربصين ببعضهم (أمريكا وتركيا وروسيا)...

وبتجاوز الانفتاح الأردني الخليجي المصري على لبنان وسوريا واسبابه ونتائجه غير ذات القيمة الحقيقية باعتباره شريان امداد بالحد الأدنى منعا لسقوط الكيانين وانهيارهما اقتصاديا...

وبتجاوز فقدان النظام التام لسيطرته على ثروات الكيان الوطنية حتى داخل مناطق سيطرته الافتراضية وانهيار العملة المحلية والحصار الأمريكي المفروض عليه...

وبالإشارة الى أن التفاهم المنطقي والحيوي مع الاكراد في الشمال والشرق يشكل مدخلا صحيحا للنظام للامساك بأوراق جغرافية وفتح افاق اقتصادية وعلاقات مع الامريكان، الا أن السيطرة الإيرانية على القرار السيادي تمنعه من الانفتاح على الاكراد لأسباب ترتبط بالتفاهمات والتناغمات العميقة بين إيران وتركيا في سوريا والمنطقة...

لنتحدث الان بهدوء عن بنية النظام الحاكم في دمشق من الداخل:
يسيطر النظام على العاصمة دمشق بواسطة بقايا الأجهزة الأمنية من الداخل وقوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في محيطها، وهذه السيطرة لا تقوم على هيبة الأجهزة الأمنية او على ولائها كالسابق بل على الخوف من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، بالإضافة الى رغبة دمشق بالبقاء على الحياد في قضية اسقاط النظام وتغييره...

خارج الحدود الإدارية للعاصمة دمشق ينتشر الجيش السوري بغطاء جوي روسي ودعم ارضي إيراني ويعاني بشدة من نقص في العديد والامداد والقيادة المركزية وتطغى عليه الهوية المذهبية على حساب الهوية الوطنية الغائبة والمغيبة ويتنازع الولاء فيه تياران رئيسيان:
إيراني أكثري وروسي أقلوي في حين يكون الولاء الوطني فيه مفقودا فعليا والولاء للنظام في دمشق شكلانيا !

المؤسسة العسكرية السورية لا تريد ولا تستطيع القيام بأي تغيير لنظام الحكم ولكن أي تغيير لنظام الحكم سيكون عبر هذه المؤسسة العسكرية !

يعتمد الإيرانيون على الفرقة الرابعة للحفاظ على العاصمة دمشق ويسعى الروس لتفكيكها قبل القيام بأي نشاط يقود الى التغيير !

"الفرقة الرابعة" سيئة السمعة تتحول الى واجهة عسكرية لميليشيات مدنية تقوم على حماية مصالح امراء الحرب عبر سوريا كلّ في منطقته ولذلك هي تشكل خط الدفاع الإيراني الأول والأخير عن النظام وعن دمشق وعن المصالح الايرانية، في الوقت الذي شكّل فيه الروس "الفيلق الخامس" الأفضل من ناحية التمويل والامداد للدفاع عن مصالحهم وقواعدهم عبر سوريا !

بالخلاصة:
المؤسسة العسكرية منقسمة بين إيرانيين وروس ومحليين غير مرتبطين حتى بالنظام نفسه وغير قادرين على توحيد صفوفهم، ولذلك سيكون التغيير عبر المؤسسة العسكرية محفوفا بالمخاطر دائما ولكنه الطريق الوحيد !

النتيجة:
استنساخ تجربة اللجنة العسكرية الموسعة بقيادة 3 ضباط لتغيير نظام الحكم من الداخل كما حدث في ستينيات القرن الماضي يبدو خيارا مطروحا بقوة اليوم، يمكن أن توافق عليه ايران وان يرى فيه حزب الله تغييرا يحقق رؤيته !

ملاحظات:
استمرارية النظام العائلي في سوريا صارت مستحيلة وربط التغيير في سوريا بالملف النووي الإيراني العبثي أمر مخادع سياسيا واعلاميا والوقائع الاقتصادية على الأرض هي الحاسمة في اسقاط النظام وحتمية تغييره...

البيئة البعثية الافتراضية الحاضنة للنظام بيئة فاسدة بطبيعتها ولا تمثل أي قوة فاعلة على الأرض والبيئة المذهبية الحاضنة الطبيعية للنظام انتبهت أخيرا الى خسارتها المروعة لحاضرها ومستقبلها في الكيان وخصوصا بعد تصدع العلاقة بينها وبين العائلة الإلهية التي تنظر اليها باحتقار شديد وبشكل علني !

العائلة الإلهية الحاكمة منفصلة تماما عن الواقع اليوم وهي لذلك تقترب من المشهد المأساوي لسقوط النظام العائلي في ليبيا او في اليمن وبتسارع وبدون أي رغبة لديهم ببذل أي جهد لتحسين صورتهم او مصداقيتهم !

ختاما:
كلّ العيون على دمشق وكل السيوف عليها وكل ما هو خارج أسوار دمشق لم يعد لها، في مشهدية تاريخية تشبه مشهدية سقوط القسطنطينية.
9/10/2021

صافيتا

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس