منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - دمشق لؤلؤة الشرق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2012, 05:43 PM   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: دمشق لؤلؤة الشرق

دمشق المحبة تجمعنا
وكيف لا وهي عروس الأزمان والأوطان!!
مساء الطيب
العزيز عبد السلام
الغالية سمر

قرأت هذا الصباح في جريدة الأيام الفلسطينية

تَذكُّر دمشق
لا أستطيع أن أنجو من الشخصي في علاقتي بدمشق، أذهب، دائماً، إلى سنواتي هناك وبيوتي فيها، أصعد الأدراج إلى الشقة الصغيرة في "المزّة أوتستراد" لأن المصعد معطل، وأذهب مباشرةً إلى الطاولة البيضاء في المطبخ، هناك كتبت "بطولة الأشياء"، وعلى المقعد البلاستيكي المواجه، كان يجلس "غالب هلسا"، وكنت أقرأ له أحياناً، بينما هو مشغول بروايته "ثلاثة وجوه لبغداد".
على الجانب الثاني من الطريق السريع منزل "ممدوح عدوان"، لم أكن زائراً مواظباً له على الرغم من أن بيته كان، دائماً، مشغولاً بالزوار والجدل والصخب الجميل الذي كان يرافق ممدوح.
أقف في "الزاروب" الضيق الفقير في "مساكن برزة" وأنتظر وجه "جميل حتمل" الذي سيظهر بعد قليل من فتحة في بيت الدرج ليلقي لي بالمفتاح، في الداخل سيقتلنا الحرّ ونحن نطفو فوق آلاف الكتب وأشرطة التسجيل وقصاصات الصحف، وسيغني "سميح شقير" في الليل "غرفة صغيرة" في آخر البروفات وسأبحث هناك، في تلك الغرفة الضيقة، الحارّة صيفاً والباردة شتاءً عن "صورة جيفارا" وحصان "يوسف عبدلكي".
في الليل، أذهب إلى "القصور" إلى "الكاراج" الصغير الملحق ببناية في شارع مشجّر وجميل، تلك المساحة المعتمة والمزدحمة بالموسيقى والشعر وألوان الرسم، العتمة التي حوّلها حضور "نزيه أبو عفش" إلى جنّة من الصداقة، نزيه بصداعه الذي يتبعه مثل شبح يجلس على الصوفة الخشبية المتقشفة ووراء ظهره مباشرة لافتة معلقة على الحائط "غير الموضوع".
في تلك الفجوة الصغيرة من دمشق وعلى مقعد متصلّب، سمعت نزيه يقرأ "النشيد المكّي" و"القلعة"، وما زلت أحدّق في صوته:
"ما جئت لكن جيء بي
ورميتُ بين يديْ أبي..."
بينما قريته "مرمريتا" تهبط من "وادي النصارى" وأمه المسيحية العربية النبيلة و"مار جرجس" الذي يحرس "مرمريتا"، جميعهم لينصتوا للشعر.
أفكّر في دمشق، وأتذكّر بينما تواصل الفضائيات سرد أعداد القتلى ويتصاعد الدخان والغبار من بيوت وأحلام وذكريات أصدقائي الذين تركتهم هناك، أو تركوني هنا.
غسان زقطان







التوقيع

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
 
رد مع اقتباس