منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الأفكار الفردية وضررها على الجماعة والمجتمع
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-05-2006, 03:33 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أحمد الحلواني
أقلامي
 
إحصائية العضو






أحمد الحلواني غير متصل


افتراضي

إخواني الأعزاء
أشكركم شكرا جزيلا على هذه المشاركة لإثراء الموضوع
والحقيقة أن الإضاءات التي تفضل بها كل من الأخ ياسر ود. إيهاب إضاءات تستحق التأمل
وكذلك الشكر موصول للأخ صالح عبد الرحمن الذي لخص الموضوع في نقاط مهمة
والبحث هو بحث فكري في التغيير وصعوبات التغيير في المجتمع
وإن جئت على موضوع الأفراد فهو لوجود تصور مغلوط لدى أبناء المسلمين وبخاصة عندما يتبنى هذا التصور جماعة من المسلمين تعمل به وتدعو له مما يجعل الموضوع من الأهمية بمكان أن يناقش نقاشا فكريا ليدرك واقع المسألة وحتى يجري التفكير بهذا الواقع لا بغيره.
أما تأثيرالأفراد في الجماعات فهي مسألة بحاجة إلى تأمل أكثر، فهل فعلا يستطيع الفرد بفرديته التأثير في الجماعة، الحقيقة أن الأمة كيان، والدولة كيان، والأفراد بصفتهم الفردية ليس لهم كيان، فلا يمكن أن يؤثر في الأمة والدولة إلا كيان أقوى منهما، له الصفة الكيانية المركبة من عوامل يربط بينها رابط يجعلها تشكل كياناً، فالفرد مهما بلغت قدرته لا يمكن أن يؤثر في كيان مهما بلغ ضعفه، فلا يؤثر في الكيان إلا الكيان. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الفكرة حين تحصل في ذهن الشخص الفرد تتسم بطابع فكري شخصي بحت مهما كان سبب حصولها، سواء أكان عن إبداع منه أو كان قد سمعها من غيره بغض النظر عما إذا كان هذا السماع آتياً من طريق القراءة أو التلقين، وتظل الفكرة على هذه الصفة الفكرية الشخصية ما دامت تأخذ جانب التفكير فحسب، ويعتبرها ملكاً له، ويحرص على تمييزها بطابعه وحده، فتنقلب إلى أفكار نظرية يتحدث بها أو تسكب في مؤلفات. ولا تحدِث أي أثر في الدولة أو الأمّة مهما كثر عدد المفكرين، ومهما كثرت الكتب والمؤلفات. وحين يتسنى لهذه الفكرة التحول إلى قناعة في المفكر تنتقل من الصفة الفكرية الشخصية إلى صفة المقياس والمفهوم، وتتحول عن جانب التفكير فقط إلى جانب التفكير والتطبيق، فتخرج حينئذ الفكرة من نطاق التفكير إلى حيز الوجود عند الناس، ثم إلى حيز الوجود في المجتمع. أمّا ما هو الذي يجعلها تتحول وتنتقل فإنه الإيمان الجازم بها، أي التصديق الجازم المطابق للواقع عند المفكر. وأما ما هي الطريق التي تسلكها إلى ذلك، فإنها طريق الترديد، والإقناع، والتطبيق. وهذا لا يتأتى إلا في جماعة، ومع جماعة، ويستمر هذا الترديد والإقناع والتطبيق في هذه الجماعة ومعها حتى تصبح الفكرة ملك هذه الجماعة كجماعة، وملك كل واحد منها، وتدخل على نظرتهم للحياة فتحتلها، وعلى تصرفاتهم فتصححها وتعدلها، ويصبح لها سلطان، وتصبح مناخاً يتأثر الإنسان بخصائصه إذا وُضع فيه، وبذلك يوجد للفكرة كيان خاص، غير كيان الأمّة وإن كان جزءاً منها لا جزءاً من كيانها، ويسير هذا الكيان الخاص تحت سلطان الدولة لا تحت كيانها. هذا الكيان الفكري إنما هو الحزب السياسي الذي يتكون في الأمّة، وعلى ذلك فالذي يؤثر في الشعب أو الدولة إنما هو الحزب وليس الأفراد المفكرون.
أما أن الدعوة توجه للمجتمع برمته، وهذا ما فهم منه الأخ ياسر أن ذلك يعني إهمال الفرد، فصحيح أن الدعوة توجه للمجتمع برمته، ولكن ما هو المجتمع أليس هو الناس مع العلاقات الدائمية التي تنشا بينهم وهي الأفكار والمشاعر والأنظمة، والفرد إنما هو جزء من المجتمع وليس كل المجتمع، وعندما ندعو المجتمع إنما نوجه خطابنا للفرد بما يحمل من أفكار ومشاعر، وللنظم القائمة التي تخالف المبدأ الذي نحمله، فنحن لا نهمل الفرد بدعوتنا للمجتمع بل نوجه الدعوة للمجتمع برمته بناسه وأفكاره ومشاعره والأنظمة المطبقة فيه.
هذا ما أحببت أن أعلق به على مداخلتيكما
وبارك الله فيكم جميعا







 
رد مع اقتباس