[إبراهيم العبّادي]

أشكرك يا رولا ..
وإن كنت أتمنى لو وثقت هذا الموضوع أكثر .
فمثل هذه المعلومات كثيرا ما تنتشر دون توثيق ثم يكتشف الناس أنها كانت معلومات غير صحيحة .
وقد بحثت في (جوجل ) فوجدت عددا كبيرا من المنتديات والمدونات يشير إليها بلا توثيق أو تثبت في الغالب .
ومن هنا أقترح عليك وعلى الإخوة جميعا تطعيم مثل هذه المعلومات بقدر من التوثيق العلمي حتى يكون ما نقدمه في أقلام دائما متميزا ثقافيا وموثقا .
في سبيل ذلك بحثت سريعا على الشبكة فوجدت الآتي :
وردت : ( G.A.P) في معجم URBAN بهذه الصيغة :
Gay and proud, openly gay. Ironically also used to describe GAP models
أي : شاذ و أفتخر ( شاذ بلا مواربة ) . تستخدم أيضا للسخرية من أزياء شركة GAP .
وكما نرى فلا تأكيد هنا على المعلومة ، فهذا الوصف يستخدم للسخرية من أزياءها .


موقع Snopes.com
اعتبرها خطأ من المهووسين بالبحث عن المعاني المختبئة الخفية خلف الاختصارات . وضرب أمثلة على ذلك بتأويلات قام بها بعضهم لشركات كأديداس وغيرها .
وذكر الموقع أن الشركة - برغم كونها تأسست في مدينة الشذوذ الأولى - سان فرانسيسكو إلا أنها لا علاقة لها بهذه التسمية . فقد تأسست على يد دونالد و دورين فش وكان الاسم اختصارا لـ( the generation gap ) بمعنى ( الفجوة بين الأجيال ) .
ثم ذكر الموقع أن هذا المصطلح أصبح ( قفشة ) في أوساط الشواذ للاعتزاز بشذوذهم والابتعاد عن الشعور بالخجل الذي كان يسيطر عليم .
ولذا فهي سخرية تماما .

وللشركة على موسوعة ( ويكيبيديا ) صفحة ذكرت هذا الامر كأمر منتشر لا يخرج عن كونه شائعة ، وأشارت إلى معجم ( أوربان ) المشار إليه سابقا .

أما في موقع الشركة الرسمي فقد وجدت أن المؤسسين كانا زوجين طبيعيين :
It was the summer of 1969: Man took his first walk on the moon.... And Doris and Don Fisher opened the first Gap store in San Francisco.

في صيف 1969 خطا الإنسان خطوته الأولى فوق القمر ....
و افتتح دوريس ودون فيشر أول محل لشركة ( GAP ) في سان فرانسيسكو .وهنا كما تلاحظون تمت الإشارة إلى زوجين طبيعيين .


هذا أهم ما وجدته .
وبالنسبة للقناة فهي إيطالية وليست أمريكية ، ولا يوجد ما يثبت تمويل الشركة لها .
وإن كان ، فليس هذا بخطير قياسا على نظرتهم للحياة .
فقد أصبح مستهجنا من قبل الأعم الأغلب في اميركا إنكار حق الشواذ في إظهار هوياتهم و الاعتزاز بها في ظل السيولة والنسبية التامة ..
أو العلمانية الشاملة .
ولذا فلا أعتقد أنه تبقى - بشكل معتبر- في اميركا من ينكر الشذوذ لنعتبر أن عدم إنكاره أو تشجيعه تهمة خطيرة تلحق بشركة دون أخرى ودون المجتمع والنظام ككل .
وعلى العموم ..
الخطير في هذه الشركات في أنها أصبحت إلها يعبد ، وحولتنا إلى كائنات استهلاكية لا فرق بينها وبين مثيلاتها في أي مكان .
أصبحت هي الكفيلة بإسباغ المكانة على الإنسان وتحديد طبقته الاجتماعية ومستوى دخله ، وأصبح شراء الملابس ومتابعة الأزياء والموضة الشغل الشاغل للأغلب الأعم من الشباب والفتيات .
هذه الروح الاستهلاكية المادية هي الاخطر على حاضرنا ومستقبلنا .
حتى لو كانت الشركات لا تحمل في أسمائها وشعاراتها معان خفية شاذة أو منحرفة .
من العجيب أن الناس تغضب جدا إن وجدت أسفل حذاء ما يشبه لفظ الجلالة ، ولكنها لا شعر بالغضب - أو بالخجل - وهي تستورد كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ من غيرها .
الأول ليس هو الخطر الحقيقي المؤثر على حاضرنا ومستقبلنا ، أما الثاني فمصيبة !
تحياتي .