منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - بين الجيوش الديكتاتورية والأحزاب الاستبدادية...
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2019, 03:11 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي بين الجيوش الديكتاتورية والأحزاب الاستبدادية...

بين الجيوش الديكتاتورية والأحزاب الاستبدادية...

وبالتعاون والتنسيق والتكامل اللدود والدموي مع التنظيمات والحركات الإسلاموية في المنطقة العربية والاقليم
الشعوب العربية مطالبة بالحفاظ على وحدتها وهويتها الوطنية كتحدي حقيقي ووجودي ووحيد داخل كياناتها السياسية الاستعمارية الوظيفة والبنية ومع أنظمتها المتآمرة والخائنة

الحراك الشبابي الثوري الافتراضي في السودان والجزائر يسمح لنا اليوم بالعودة الى الحراك الصادم وغير المتوقع في تونس ومصر وليبيا وسوريا في العام 2011 لقراءة ما جرى يومها بهدوء وعلمية ومحاولة رؤية ما سوف يجري في الجزائر والسودان بالمقارنة من خلال ثوابت مشروع الفوضى الامريكية الخلاقة

مشروع الفوضى الخلاقة بتبسيط شديد هو مشروع قديم تريد من وراءه أمريكا بوصفها مركز التحكم بالاقتصاد الأولغارشي العالمي إعادة رسم وتشكيل ملامح آسيا الوسطى اقتصاديا وسياسيا من الشرق الأوسط ومن المنطقة العربية تحديدا لإعادة التوازن لعلاقاتها مع القوى الرأسمالية الجديدة (الصين وروسيا)

حالة الاحتقان في النظام الجمهوري العربي تحديدا لم تكن خافية على أحد لقد افلست الديكتاتوريات العسكرية واحزابها الشمولية الستالينية الاستبدادية تماما ونهائيا وتحولت الجيوش الوطنية الى برجوازية جديدة او أولغارش متوحش في المدن والاحزاب الشمولية الى اقطاع جديد وقذر في الأرياف

هل تحرك الشباب في تونس من خلال مؤثر خارجي وكذلك كان عليه الحال في مصر وليبيا وسوريا !
بالتأكيد هناك حالة ثورية شرعية وكامنة وهناك أسباب علمية للثورة ولكن التوقيت والتوجيه جاء بفعل السفارات الغربية والإقليمية ومحطات الاستخبارات التابعة لها تمويلا واعلاما ودعما لوجستيا كاملا

هذا التوصيف لا يبرر القمع الرهيب للأنظمة الديكتاتورية الفاجرة في جمهوريات الموت العربية ولا يسقط شرعية تلك الثورات وأهميتها المستقبلية
ولكنه يوضح لماذا انتهت تلك الثورات الطبيعة الى نتائج غير طبيعية وكيف تمت سرقتها وصولا الى الحرب الاهلية في سوريا وليبيا وعودة العسكر القوية في مصر

وعلى أمل ألا تنتهي الثورتين المباركتين في الجزائر الى عودة اقوى للاولغارشية العسكرية التابعة لفرنسا وامريكا والقادرة على تمزيق وحدة الشعب والأرض لتبقى وتنهب وتستمر
وألا تنتهي الثورة في السودان الى مزيد من التمزيق الجغرافي والى حرب أهلية مكررة عن الحرب التي لن تنتهي في جنوب السودان

قد يكون توقيت خروج الشباب في الجزائر طبيعيا ورد فعل متوقع على محاولة التجديد للرئيس الحي _ الميت بوتفليقة لأن المشهد تجاوز كل منطق وكل سفه عسكري وفجور حزبي بالفعل
وربما تكون مسرحية التجديد العبثية فخا عسكريا وحزبيا للانقلاب على الجيش من داخله وهو الاحتمال الأكثر منطقية

وبالتأكيد جاء رد فعل الوعي الجزائري طبيعيا ومنطقيا ومتدحرجا لتاريخه بعلمية ووطنية وعقلانية وجاء رد فعل المؤسسة العسكرية _ الحزبية ذكيا ومراوغا ومتمهلا
ولكن هذا لا يلغي وجود السفارات وقدراتها الحقيقية على سرقة الثورة بسهولة
ولا يعطل قدرات الإسلامويين او الشركاء الالداء للعسكريتاريا

وقد يكون خروج الشباب في السودان متأخرا ربما على رقص البشير في السنوات الأخيرة مع الذئاب مستهترا بالوعي والهوية الوطنية والتاريخ المعاصر للأحزاب والتنظيمات والقوى الحية لمجتمع سوداني شديد التعقيد وشديد الغنى في الوقت نفسه
الكارثة ان البشير لم يكن لديه الكثير ليخسره بالفعل

ولكن الأكيد هو أن المؤسسة العسكرية في السودان أكثر خبرة وقوة وتماسك وخصوصية من قرينتها في الجزائر
ومن جهة ثانية الشراكة بين الإسلامويين والجيش أكثر عمقا واقل عدائية لقد ظهر التناغم تاريخيا بين هاتين القوتين المتعطشتين للسلطة والقادرتين على العنف وارتكاب المجازر الجماعية بسرعة !

أهم ما يجب على أي ثورة شبابية في جمهوريات الموت العربية ادراكه بعمق وتذكره دائما هو أنها تخرج لإسقاط الجيش الوطني الافتراضي والذي هو تكتل ميليشياوي متوحش وطائفة ومذهب ودين وطبقة اقتصادية واجتماعية وبيده كل أساليب القوة ولن يتردد في استخدامها ولا أحد يستطيع ردعه !

وان الحزب الشمولي المحيط بالعسكر هو رحمه الطبيعي وبيئته الحاضنة التي ستقاتل عن ابنها المدلل حتى النهاية وأنهما معا (الأم الستالينية والأبن الديكتاتور) ليسوا من الشعب وينظرون اليه في عقيدتهم ومذهبهم على أنه العدو الرئيسي والوحيد والشريك القسري الذي لا يمكن أبدا الوثوق به !

حزب البعث في سوريا والعراق والجزائر والسودان أيضا نموذج كريه ومثال واضح لا تخطئه العين
وأن القوى الإسلاموية المخادعة والمتلونة هي طوق الحماية الثاني للعسكر وهي القادرة على وراثته مرحليا وهي لذلك الراغبة في اثبات حضورها وقوتها او دمويتها ووحشيتها منسوبين الى الشرائع السماوية بوصفهما فعل عبادة وايمان !

الثورة الواعية فعل تاريخي حتمي وفعل شبابي عنيف وخلاق ولا يمكن سرقتها الا عبر الاطمئنان الساذج وغير الواعي الى نوايا الجيش الوطني الافتراضي واحزابه الاستبدادية المحيطة به ولا يمكن تحويلها الى فعل فوضى الا عبر الاختراق الإسلاموي لها وحرفها عن سلميتها ومدنيتها صوب العنف والسلاح

لا بد دائما من التوصيف الدقيق:
الثورة الشبابية الواعية هي على مؤسسة الجيش الوطنية الافتراضية باعتبارها غير شرعية وغير دستورية عندما تمارس فعل السلطة المباشر (السياسة والاقتصاد) وعلى الأحزاب الشمولية التي يتغطى العسكر بها ويمارس الديكتاتورية من ورائها والتسلط والفساد والتآمر

وأخطر أعداء الثورة هي التيارات والحركات الإسلاموية لأنها بالفعل مرتبط بالعسكر ولأن ولاءها بالفعل للإقليم ولأن شعاراتها السياسية مجرد قناع للوصول الى السلطة وإقامة نظام حكم أشد ديكتاتورية وفسادا وتآمرا يشرع ويشرعن التعطيل المقدس لثوابت المساواة والحرية والعدالة والديمقراطية

بانتظار ما ستقوم به الحركات الإسلاموية في السودان والجزائر ولا مبرر للاستنتاج أو التكهن اليوم
وبمتابعة النفاق والعبثية في المفاوضات بين الحراك الجزائري والجيش الجزائري الى ما شاء الله
وبمراقبة القمع الوحشي للجيش السوداني للشباب السوداني بدون أي تردد
لأثبات أو نفي ما سبق

يمكننا أن نقول بلا كثير عناء أن هذا ما حدث للثورات في مصر وليبيا وسوريا لقد فشلت وسُرقت
ويمكننا توقع أن تسرق وتفشل الثورتين في الجزائر والسودان المعرض لأكثر من السرقة والفشل بكثير
إذا لم يتراجع عن حراكه ويعيد ترتيب بيته الثوري وتدعيمه والاتفاق الواضح على الأهداف والاعداء

لكل ثورة حقيقية أهداف وليس فقط شعارات وكل ثورة في التاريخ رفعت شعارات تقول بوضوح (من هم الأعداء) الذين يقفون في الطريق لتحقيق الأهداف
الثورات العربية تريد اسقاط الرئيس او النظام وهما تعبيران بسيطان عن حقيقة عميقة: اسقاط الدولة الديكتاتورية الأمنية
والحقيقة الأهم أن: هذه الثورات لا تمثل كل الشعب

والنتيجة المنطقية أن يدرك الشباب العربي صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير السياسي
أنه لوحده في مواجهة جيل الاباء المتآمرين والاجداد الخونة وأنه ليس كل الشعب وأنه يواجه الدولة كلها بمؤسساتها الرهيبة صاحبة المصلحة العليا بقهره واذلاله وقمعه وأن بقية من الشعب ستحاربه بوحشية

ما هي القدرات الحقيقية للشباب العربي وما هو سقف المطالب الذي يجب ان يدركه جيدا ويقف عنده !
سؤال برسم الشباب العربي في الجزائر والسودان اليوم قبل ان يتلو مع بقية الرفاق الثوريين في مصر وسوريا وليبيا فعل الندم عالي السقف وغالي الثمن
هل تستطيع هذه الثورة السلمية تحقيق ما تريده !

لا تستطيع أي ثورة سلمية في جمهوريات الموت العربية تحقيق أي شيء وبالتأكيد لا تستطيع الثورة المسلحة تحقيق أي شيء على الاطلاق
التغيير في المنطقة العربية يحتاج الى مقدماته الطبيعية الغائبة اليوم بفعل الفوضى الخلاقة وما يحدث اليوم هو
:
صناعة تجربة ثورية لأجيال قادمة وواعية وقادرة على فعل التغيير بزمنه الطبيعي

تستطيع الثورات السلمية الشبابية اليوم أن (تعطل الدور الوظيفي) لتحالف العسكر والأحزاب الستالينية والاخوان او أعداء التغيير المحليين والحقيقيين
عبر رفض التفاوض نهائيا ورفض تحديد مطالب محددة والإبقاء على الحراك هادئا ومستمرا ومنضبطا بل تحويله الى:
طقس اسبوعي وفعل مقاوم يومي نقابي

فشلت النقابات في الأردن في إطلاق حراك اقتصادي معيشي عقلاني لأن القيادات النقابية تخضع للتحالف الثلاثي أعلاه (أمن وأحزاب واخوان)
والحراك النقابي في السودان لا يمسك بالشارع بالحد الأدنى
إذا فعل المقاومة النقابي:
هو في فعل العمل اليومي المباشر وفق خصوصيات الزمان والمكان

فعل المقاطعة النقابي المتدرج اثناء الأسبوع والتهديد الدائم بالتوقف التام وطقس التظاهر الأسبوعي النهاري والحراك الأنيق داخل الجامعات وبقية الأساليب السلمية والمدنية والتي لا يمكن رصدها والتي لا تخضع لشرط المكان والزمان وبالتالي القمع او السرقة هو "الفعل الثوري التمهيدي" المديد والطبيعي

"المناورة الثورية" هي اقصى ما يمكنا فعله في زمن مشروع الفوضى الامريكية الخلاقة الدائرة في المنطقة العربية والتي تتدحرج اليوم صوب الإقليم او صوب إيران وتركيا وما بعدهما من ضمن رؤية الأولغارش العالمي لعالم أكثر عنفا وفوضى وفساد وانقسامات عمودية وافقية في كل مكان من العالم القديم

لا يمكن لعسكر الجزائر او السودان او سوريا او مصر او ليبيا ان يقوم بما يقوم به لولا أنه يخدم بوحشيته مشروع الفوضى الخلاقة الأكثر وحشية ويغطي عليه ويبرره ويحقق له أهدافه.
6/6/2019

صافيتا/زياد هواش

..









التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس