مَهْلاً بنفسِكَ مِنْ شرورِ الحاقِد ِ
واثْبُتْ على نَهْجِ الكفافِ الماجِد ِ !
واحْذَرْ مِنَ المرءِ اللئيمِ لأنَّهُ
في البُخْلِ يحيا بانْحِطاطٍ زائِد ِ !
واجْنَحْ لِصُحْبَةِ صاحِبٍ مُتوكِّلٍ
باللهِ ، في ثوبِ الولاءِ الصامِد ِ !
واجْعَلْ مسيرَكَ في الحياةِ لِغايَةٍ
أرْقى مِنَ الزَبَدِ الهباءِ النافِد ِ !
فالجَذْرُ ينْبُتُ في التُّرابِ لأنُّهُ
يُعطي الحياةَ بِنَفعِهِ المُتزايِد ِ !
والجَذْرُ فيكَ أصولُهُ بتمامِها
في الخيرِ يسري بالطَهورِ الخالِد ِ !
فَخُذِ الأمورَ بِرُشْدِها لِرَشيدِها
حتى تنالَ نعيمَها كالحاصِد ِ !
وابْرأْ لِرَبِّكَ إنْ أتاكَ سفيهُها
يُغْويكَ في أمرِ اللباسِ السائِد ِ !
فلقدْ تغلَّبَ في الأنامِ بِصوتِهِ
مِنْ غيرِ سُلْطانٍ لهُ في العابِد ِ !
غيرُ الوساوِسِ في الصدورِ لِغايةٍ
يُرديكَ فيها بالغواءِ الناهِد ِ !
فالمرءُ يخْطأُ في الحياةِ لأنَّهُ
مِنْ غيرِ عَصْمٍ لِلإلهِ الواحِد ِ !
والمرءُ أعْطاهُ الإلهُ خُزانةً
عَقْلاً يَميزُ أمورَها كالراشِد ِ !
فيكونُ في حُضْنِ البساطةِ يرْتَجي
عَفْوَ الإلهِ بِشُفْعَةٍ مِنْ رائِد ِ !
ويغضُّ طرْفاً عنْ غوايةِ مُرْجَمٍ
يسعى لِنيلِ مَرامِهِ كالحاسِد ِ !
فإذا اسْتَقامَ بِدرْبِهِ بثباتِهِ
يلقى الإلهَ وعونُهُ كالراصِد ِ !
فارْبأْ بنفسِكَ عنْ جميلِ قبيحِها
فالقُبْحُ في شِكْلِ الجمالِ الفاسِد ِ !