هتفت شهرزاد بوجهه البارد المرتكز على كفه
أيها الملك المتغطرس المغرور، قل لي من أين آتيك بقصة جديدة كل مساء
القصة أحكيها لك مساءً ، و تحكيها لبطانتك صباحا، تدعي أنك بطلها ..
إن القصة غصة في حلقي مادمت أعلم أنك سترسلها للحائك يرتق فتقها و يعيد تفصيلها لتصبح مقاسك.
أيها الملك التعيس
هلا خرجت في رعيتك تسمع منهم، فلكل مكلوم حكاية و لكل ثكلى أنشودة ترددها وحيدة، تزفرها حمما في أثر الليل الجاثم على صدرها ساعة رحيله.
لكن ربما أحكي لك الليلة قصة، وربما هي آخر قصة؛ أستقبل بعدها سيف مسرور بسلام .
لكن أي قصة أنهى بها ليالينا البائسة
هل أحكي عن الصبي الذي غرق في بالوعة المجاري التي ضنت خزائنك عن شراء غطائها و هو لا يساوي فريدة من قلادة في عنق جارية من جواريك.
أم أحكي لك قصة المعدم الذي لفظته المشافي فغادر إلى قبر يحفره و يرقد فيه حتى لا يفاجئه الموت فينتفخ كحيوان نافق في طريق الناس أو وسط أكوام القمامة،
لا لن أحكي، فالحكايات ملأت الشوارع و البيوت و الحانات لا يفصلك عنها إلا أن تغادر محبسك هذا و تجول طرقات المدينة قبل أن يأتي يوم يحشدون فيه على باب قصرك أو ربما تصرفوا كأذكياء، فتخرج يوما ما وحيدا مجبرا ، فلا تجدهم.
لن تحكم يومها إلا رفاتا و أشباحا تدور تبحث عن قصة في جحر فأر أو عش عصفور فترجع صفر اليدين لتدرك أن القصص قد ماتت جميعا .