منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - فوز محمد مرسي.. وقوده دم الشهداء
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-2012, 05:02 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام النجار
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام النجار
 

 

 
إحصائية العضو







هشام النجار غير متصل


افتراضي فوز محمد مرسي.. وقوده دم الشهداء

بقلم/ هشام النجار
صعدنا إلى الأتوبيس متجهين إلى ميدان التحرير.. أرادوا أن يفصلوا الحضور إلى فريقين متنافسين.. فسألوني عن اسم فريقي قلت بدون تفكير: "خالد سعيد".. والشعار "دم الشهداء مش ممكن يضيع" الشهيد حاضر معي في كل خطوة أخطوها.. وعانقته وشممت رائحته بمجرد اقترابي ومعانقتي للميدان!.
كنت أنظر إلى الأرض وأنا أدوس عليها بقدمي.. فشعرت بأنني أطير وبخفة في جسدي.. فهنا قضى الشهيد الفلاني.. وهنا سقطت الشهيدة الفلانية.. وكانت هنا أشلاء أحد شبابنا.. وسفكت هنا دماء إحدى فتياتنا.
كان الشهيد في كل مكان وفي كل زاوية وفي كل شعار وفى كل هتاف وفى كل العيون وعلى معظم اللافتات.. وجدتني شارداً وأنا ألتقط الصور.. ومع كل لقطة كنت أبتسم وأنا أردد مقطوعة كان يغنيها الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا بعد مجزرة مظاهرة شاريفيل الشهيرة.. فكان يقول:
الطفل لم يمت
الطفل يرفع يده بوجه أمه
التى تصرخ افريقيا
الطفل لم يمت
لا فى يانف ولا فى ينانفا
ولا في أولندو ولا في شاريفيل
ولا في مركز الشرطة في فيليبي
حيث يرقد والرصاصة تستقر في رأسه
الطفل حاضر في كل الجمعيات وهيئات التشريع
الطفل يحدق من خلال نوافذ البيوت إلى قلوب الأمهات
رفض عقلي كل التحليلات في كل المناقشات التي أجريت!!.
كنت أقول: نعم.. ساهم في فوز الدكتور مرسى حل مجلس الشعب والظلم الذي تعرض له البرلمان.. وساهم التطلع للتغيير وعدم إعطاء الفرصة للعودة للنظام القديم.. وساهم خطاب المرشح أحمد شفيق الاستعلائي والتهديدي الذي لا يختلف كثيراً عن خطاب مبارك.. وساهم توفيق عكاشة.. وساهمت الراقصات والممثلات ومحمد أبو حامد ورفعت السعيد وأبو عز الحريري وعادل إمام.. وغيرهم من الوجوه المكروهة للشعب التي ظهرت بغباء في كادر دعم شفيق .
ساهم كل ذلك في النصر.. إلا أن العامل الأساسي والنصيب الأوفر كان دم الشهيد.. الذي شعر المصريون أنه على وشك أن يضيع بالكلية إذا تم تنصيب شفيق رئيساً للجمهورية .
فلن يكون هناك مجال بعد ذلك للقصاص ولا لمحاكمات عادلة نزيهة ولا محاسبة لمن طمسوا وأخفوا الأدلة لكي يبرئوا قتلة الشهداء.. من أصغر أمين شرطة ومخبر سرى إلى أعلى رتبة في وزارة الداخلية من مساعدي حبيب العادلي.
ليس ذلك فحسب.. فقد يكون هناك إعادة لتدوير نظام مبارك القمعي.. وإعادة لإنتاج الظلم والتعذيب والطوارئ والمعتقلات واضطهاد المعارضين السياسيين وقتل المصريين بالبطيء.
كان دم الشهيد حاضراً بقوة في الميدان وفى عيون المتظاهرين الذين جاءوا بالملايين من كل مكان وكل قرية وكل مدينة بأرض مصر أنجبت شهيداً جاد وضحى بأعز ما يملك من أجل حرية وحياة وعزة وكرامة ونهضة وطنه ومن أجل رفعة المصريين.
جاءوا وخرجوا كما خرجوا في جولة الإعادة بالانتخابات.. ورأيت أصابع السبابة منهم مصبوغاً باللون الأحمر.. لون دم الشهيد.. لا بالأزرق الفوسفوري.. وعلموا بالصح على من يعتقدون أنه الأقرب لراحة نفس الشهداء والأقرب لاختيارهم .
ورأيتهم وسمعتهم في الميدان.. يصبون اللعنات على من خان وبدل واحتواه الزمان في عام ونصف فقط.. ناكصاً على عقبيه يهتف ويختار رمز النظام الذي ظلم وأفسد وسرق وقتل.
قلت لمن سألني عن تحليلي للموقف وناقشني في التفسيرات:
إنه يا أخي دم الشهيد!
إنه حاضر لا يغيب ولن يغيب.. ولن يختار المصريون أبداً من نهبوا أراضيهم وسرقوا ثرواتهم وحرقوا أعمار شبابهم في المعتقلات وقتلوا أبناءهم في الميادين.
لا تفسيرات.. ولا تحليلات.. ولا كثير من التأمل والتفكير.
إنه دم الشهيد .
كما غنى مانديلا .. وكما كان حاضراً في مدن وقرى جنوب إفريقيا .
فهو حاضر وبقوة في مدن وقرى مصر
فالشهيد هنا في مصر لم يمت
الشهيد رفع يده بوجه أمه
التي تصرخ .. مصر
الشهيد لم يمت
لا في المنصورة ولا في الإسكندرية ولا في الصعيد ولا بورسعيد ولا القاهرة ولا السويس ولا في البحيرة ولا في سينا ولا في سيوة .
ولا في مراكز الشرطة والأقبية والمعتقلات.
ولا في ميادين الحرية في ربوع مصر.
حيث يرقد والرصاصة تستقر في رأسه وعينه
الشهيد كان حاضراً وبقوة .. وكان هو وقود فوز الرئيس محمد مرسى
الشهيد يحدق في كل الجمعيات وهيئات التشريع
الشهيد يحدق من خلال نوافذ البيوت
إلى قلوب الأمهات
عفواً أيها اللواء محسن الفنجري.. فهذه هي التحية الحقيقية لدماء الشهداء.. هذه المرة أداها الشعب المصري الوفي العظيم.
الاثنين الموافق:
5-8-1433هـ
25-6-2012م






 
رد مع اقتباس