منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - نقد كتاب محنتى مع القرآن ومع الله فى القرآن2
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2020, 07:35 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رضا البطاوى
أقلامي
 
إحصائية العضو







رضا البطاوى متصل الآن


افتراضي نقد كتاب محنتى مع القرآن ومع الله فى القرآن2

-المفترض أن عباس يطالبنا بالحرص على ترابط الآيات ولكنه هنا لا يذكر الآية السابقة خاصة الجملة الأخيرة التى تفسر الآية وهى وأولئك هم الكاذبون " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم" أستحلفكم بمن تحبون هل فهمتم شيئا قلت فى نفسى لعل فى هذه الآية خطأ فى النسخ"ص 148
فهم القوم كلهم أن الآية تبيح كذب المؤمن المكره أى من يخاف من تعذيب الكفار له فيعلن انه كافر وليس مسلم مع أنه فى قلبه مسلم والآيتين هما:
"إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم"
-الغباء لازم عباس فى الفقرة التالية فقال:"وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى إسرائيل " الآية اللغز هنا هى الآية الأخيرة وما سبق من الآيات هو تمهيد بها اقرئوها ثم أعيدوا قراءتها مثنى وثلاث ورباع وعشار وزيدوا فى القراءة ما تشاءون وقولوا لى بصدق واخلاص هل فهمتم شيئا وأنا من الشاكرين أنا لم أفهم كيف يكون التعبيد أى الاستعباد كما يقول المفسرون نعمة يمن بها فرعون على موسى"ص151
لو فهم الآية فهما صحيحا لعلم أن المعنى وتلك نعمة أى العفو عن قتل موسى للذى من قوم فرعون تفتخر على بها مع أنك أجرمت مع بنى إسرائيل حيث قتلت أولادهم واستحييت نساءهم وعذبت رجالهم والمعنى بألفاظ أخرى تفتخر على بالعفو عنى فى جريمة مع أنك ارتكبت آلاف الجرائم مثلها فى قومى هل هذا الكلام يحتاج لمن يشرحه له مع وضوح المعنى
-"قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون إيان يبعثون "بل ادارك علمهم فى الآخرة بل هم فى شك منها بل هم منها عمون"ترى هل فى هذه الآية ذرة من البلاغة هل يبلغ الكلام من الارتباك والإلتواء والركاكة أكثر منه هنا إنه لعمرى الإعجاز فى عدم الإعجاز أنا لا أنكر أن هذه الآية وأمثالها من الآيات الألغاز لابد أن يكون لها معنى ولكن هذا المعنى لا يزال مخبوء فى بطن صاحبه فالألفاظ المذكورة غير صالحة للكشف عنه"ص152
يعترف الرجل هنا بجهله فى الفهم والمعنى واضح ولكن نفسه المظلمة هى التى جعلته لا يفهم وهو : قل لا يدرى من فى السموات والأرض الخفى إلا الرب وما يعلمون متى يرجعون ؟ لقد ذهبت معرفتهم فى القيامة وهم فى تكذيب بها أى هم عنها غافلون فى الدنيا
-يتحدث عباس عن عبارة ما أنسانيه إلا الشيطان فيقول:
"وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا "فلما بلغ مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله فى البحر سربا فلما جاوزا قال لفتاه ائتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا "قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإنى نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله فى البحر عجبا "يقولون أن كلام الله ليس فيه زيادة ....إن كلمة"ما أنسانيه إلا الشيطان" كافية لتأدية المعنى المطلوب فما الحكمة البالغة من إضافة" أن أذكره" وإذا كان القرآن حريصا على كلمة أن اذكره فما فائدة الضمير فى أنسانيه"ص153و152
الخبل هو أن المتكلم هنا ليس الله وإنما هو كلام بشر والله ينقله كما قيل فلو كان هناك خطأ فهو فى المتكلم وليس فى الناقل عنه لأن النقل يكون كاملا من باب الأمانة
وعباس لو نظر فى كلامه لوجد أنه يكرر نفس المعنى بألفاظ متعددة خلف بعضها مع أن الأولى منهم كافية كقوله" إن كلامهم حق وسليم وموزون "ص164
فكلمة حق هنا تغنى عن كلمة سليم وكلمة موزون فهم زيادة لا يجب ذكرها طبقا لمنطقه
-وسخر عباس من التسخير الإلهى فقال" وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه إن فى ذلك آيات لقوم يتفكرون"أنا لم أفهم لهذه ال منه أى معنى أو وظيفة إنها حشو فى حشو"153
عجزه هنا عن الفهم أعماه عن أن البعض من البشر قد ينسب لنفسه خلق السموات والأرض كما قال الملك لإبراهيم(ص) أنا أحيى وأميت ومن ثم قال منه أى من قدرته أى من قوته حتى لا يظن بعضهم وجود خالق أخر أو خالقين أخرين
-وتكلم عباس بلغة الفلاحين فى مصر الحالية عن كلمة سيق فقال:"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين"....وبعبارة أكثر تبسيطا مجد فى آية المتقين واو العطف زائدة شوهت المشهد كله حتى ليظن الإنسان أن هذه الآية لا جواب لها....والعيب الثانى فى هذه الآيات هو الفعل سيق الذى يستعمل للدواب ولا يجوز تطبيقه على الإنسان ...بل لقد سوى فى هذا الاستعمال بين الذين كفروا والذين اتقوا وهى تسوية أمعن فى الظلم "ص154و155
تحدثه المستمر عن الحروف الزائدة هو حديث المجانين فالعرب حسب التاريخ الذى عرفه لم يتحدثوا فى كلامهم عن هذا الخبل وإنما تم اختراع هذا الكلام بعد نزول القرآن بقرون فهل يصلح أن نطبق كلام اللاحق على السابق مع عدم وجوده عند السابقين بل إن من اخترعوه مختلفين فى علمهم بحيث لا توجد مسألة فى النحو إلا واختلفوا فيها حتى طالب البعض كالمعرى بمحو النحو فقال يا نحو يا نحو حق لما كتب منك المحو ومعظم كتب المعرى هى نقد للنحو وكتب المعانى
وأما كلمة سيق التى يستخدمها هنا كفلاحى مصر فتدل على الخبل فكما قلنا الكلمة لها معانى متعددة والسوق هنا لازم فالمسلمون والكفار لا يعرفون مكان هذه أو تلك ومن ثم يلومهم من يعرفهم الطريق كالسائق الذى يسوق الناس للمكان الذى يقصدونه وهم لم يعرفوه من قبله أليس هذا سوق لعدم المعرفة ؟
-عباس يقول كغيره من الضالين أن هناك تناقض فى عدد أيام الخلق بين ستة وثمانية فى الفقرة التالية:"قل أإنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين""ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " "فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم"..إن كل ما جاء فى القرآن بخصوص عدد الأيام التى خلق الله فيها العالم تحصر العدد فى ستة أيام إلا الآية الأخيرة ":ص155و156
ولو أنه نظر فى قوله بالذى خلق الأرض فى يومين وقوله فقضاهن سبع سموات فى يومين لعلم أنهما نفس اليومين فالسموات والأرض خلقتا فى نفس الوقت لأنهما كانتا ملتصقتين ففرقهما فقال "أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما" ومن ثم لا يوجد هنا أى إشكال
-كالعادة يتبع عباس اللغويين فى كلامهم وهو هنا يتحدث عن الرهبانية فيقول:"ثم قفينا على آثارهم برسلنا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون"لا يمكن لأحد ينقب عن الآيات المرتبكة فى القرآن أن يمر على الآية الأخيرة بسلام فلا يعرف المرء هل الرهبانية من ابتداع النصارى أم أن الله كتبها عليهم وأمرهم بها ؟ إن القرآن جمع النقيضين وأثبت المتعارضين"ص158
يبين الله أنه قفى على آثار والمراد أنه أرسل على خطا وهو دين نوح(ص)وإبراهيم (ص)برسله وهم مبعوثيه الذى منهم عيسى ابن مريم (ص)الذى أتاه الإنجيل والمراد الذى أوحى له الإنجيل وجعل فى قلوب الذين اتبعوه رأفة أى رحمة والمراد ووضع فى نفوس الذين أطاعوا حكمه نفع أى فائدة ورهبانية ابتدعوها والمراد وخوفانية زائدة اخترعوا أحكامها من عند أنفسهم بحيث لا تخالف حكم الله ما كتبناها عليهم والمراد ما فرضنا طاعتها عليهم وهم اخترعوها ابتغاء رضوان الله والمراد طلبا لثواب الله وهو الجنة فما رعوها حق رعايتها والمراد فما حافظوا عليها واجب حفظها
فالله لم يفرض الرهبانية هذا واضح والقوم اخترعوها للدلالة على خوفهم الزائد من عذاب الله
-"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شىء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "...العقدة الأولى هى هذه ال لئلا المحيرة إنها هنا كالزيف لا تستطيع أن تلمس لها أى معنى أو أى وظيفة ...فالنفى لئلا حشو لا معنى به.... كما أن إثبات النون للفعل المضارع يقدرون رغم حرق النصب مضلل أخر "ص158و156و160
يبين الله للمؤمنين أن إعطاء المؤمنين رحمته هو لئلا أى لكى يعلم أهل الكتاب والمراد لكى يعرف أصحاب الوحى السابق ألا يقدرون على شىء من فضل الله والمراد أنهم لا يملكون من جزء من رحمة الله وأن الفضل وهو الرحمة بيد الله أى بأمر وهو حكم الله يؤتيه من يشاء والمراد يعطى الرحمة من يريد وهم المؤمنين والله ذو الفضل العظيم والمراد والرب صاحب الرحمة الواسعة
لئلا معناها اللغوى من تسبب فى الاشكال فمعناها ليس لكى لا وإنما معناها كى فقط
-تكلم عباس عن أول سورة القلم فى كلمة بأييكم فقال:" ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم ""فستبصر ويبصرون بأييكم المفتون إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون"...هذا ما فعله حرف الباء المشئوم ل أيييكم المفتون ومع أن الصم البكم العمى ينفون الزيادة عن كلام الله فإن حرف الجر هذا حرف زائد شاؤوا أم أبوا... وإذا لم يكن الباء هنا حرفا زائدا وقعنا فى إشكال أخر وهو كلمة مفتون وهى كلمة لا معنى لها هنا والأصح أم تكون فتون أى جنون"ص160
نفس الكلام وهو اتباع كلام اللغويين الذين اخترعوا علمهم بعد نزول القرآن بقرون والمعنى
يقسم الله لنبيــه (ص)بنون وهى الناس والقلم وهو أداة الكتابة وما يسطرون وهو الذى يكتبون من الحق أى الوحى على أنك ما أنت بنعمة ربك بمجنون والمراد ما أنت بحكم إلهك بكافر وأن لك لأجرا غير ممنون والمراد وإن لك ثوابا غير مقطوع وهو الجنة وإنك على خلق عظيم والمراد و"إنك على هدى مستقيم "كما قال بسورة الحج وهذا يعنى أنه يسير على دين سليم هو دين الله ويبين الله لنبيه (ص)أنه سيبصر ويبصرون والمراد سيعلم ويعلم الكفار بأييكم المفتون أى واحد منكم المعذب فى النار ،إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله والمراد إن إلهك هو أدرى بمن بعد عن طاعة دينه وهو المفسد مصداق لقوله بسورة يونس"وربك أعلم بالمفسدين"وهو أعلم بالمهتدين والمراد وهو أعرف بالمتقين له مصداق لقوله بسورة النجم"هو أعلم بمن اتقى "ويطلب منه ألا يطع المكذبين والمراد ألا يتبع دين الكافرين مصداق لقوله بسورة الفرقان"فلا تطع الكافرين"ودوا لو تدهن فيدهنون والمراد أحبوا لو تكذب بدين الله فيكذبون مثلك.
-اعتبر عباس لفظ مسبوقين غريبا فى الآيات فقال"فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين"أى بعاجزين عن ذلك فإذا كان القرآن يريد هذا المعنى فلذلك عدل عنه واختار له لفظا أخر غريبا عنه وغير مناسب له ولا علاقة له لوجه من الوجوه"ص161
والغرابة تحتاج لاثبات مستحيل وهو احضار الناس فى ذلك العصر هل يعرفون الكلمة ومعناها أم لا وهو ما لا يقدر عباس ولا غيره على عمله
الغرابة اخترعها الكفارونسبوها للمسلمين وكلام الله كلها بين أى واضح كما قال تعالى " وكل شىء فصلناه تفصيلا"
-يقول عباس أن هناك تناقض فى نزول القرآن فى شهر رمضان وفى ليلة القدر " دونكم هذه الآيات التى يختلط فيها الغموض بالتناقض " شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن"والمعلوم أن القرآن نزل منجما...لكم فى أى يوم من رمضان نزل القرآن" إنا أنزلناه فى ليلة القدر ".."ص162
بالقطع ليلة القدر جزء من شهر رمضان ومن ثم فلا تناقض لأنه تعبير فى الأولى بالكل عن البعض
وأما كون القرآن نزل منجم على محمد(ص) فشىء لا ريب فيه ولكنه نزل مرة واحدة قبل هذا على جبريل(ص) حتى ينزل به مفرقا على محمد(ص)
-اعتبر عباس أن الكلمة لها معنى واحد ومن ثم أخطأ فى تفسير التالى:"أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا""ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا... كما فى الآيتين السالفتين حيث جاءت الآية الثانية معارضة للأولى ..إذ أن تكد ألآية الأولى تقرر أن الخير والشر كليهما من الله حتى جاءت الآية الثانية التى تليها مباشرة لتقرر العكس"ص163
يبين الله للنبى(ص)أن الفريق إن تصبهم حسنة والمراد إن يأتيهم خير من الله يقولوا :هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة والمراد وإن يأتيهم ضرر يقولوا :هذه من عندك والمراد إن الضرر أصابنا بسبب وجودك معنا يا محمد وهذا تخريف منهم ،ولذا طلب الله من نبيه(ص) أن يقول لهم:كل من عند الله والمراد السيئة والحسنة كلاهما يأتى من لدى الله كاختبار لنا ،ويسأل الله :مال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا والمراد مال هؤلاء الناس لا يهمون يطيعون حكم الله؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى(ص)والمؤمنين أن هذا الفريق كافر لا يطيع حكم الله و يبين الله للنبى(ص)وكل إنسان أن ما أصابه من حسنة فمن الله والمراد أن ما أتاه من ثواب فمن طاعته لحكم الله وأن ما أصابه من سيئة فمن نفسه والمراد وأن الذى أتاه من عذاب فهو من طاعة حكم نفسه أى هواه كما فى سورة الجاثية"أفرأيت من اتخذ إلهه هواه"،ويبين الله لنبيه(ص)أنه أرسله للناس رسولا والمراد أنه بعثه للخلق مبلغا لوحى الله ويكفى النبى(ص)دليل على رسوليته أن الله شهيد أى عليم أى مقر بها
فالحسنة والسيئة لهما معانى متعددة فالحسنة تعنى الخبر الدنيوى كما تعنى الثواب وهو أخروى والسيئة تعنى الضرر وهو الشر كما تعنى العذاب وهو العقاب
-اعتبر قول الكفار لو شاء الله ما أشركنا صحيح وليس كذب كما قال القرآن فقال "سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شىء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون"...فهل قولهم لو شاء الله ما اشركنا " ولو شاء الله ما عبدنا من دونه من شىء ظن بل وتخرص إن كلامهم حق وسليم وموزون وهو فوق ذلك له سند من القرآن التى لا تعدو أقواله فى هذه المسألة على الأقل كوكتيلا من التناقضات؟"163و164
الفهم الخاطىء هنا هو سبب قول عباس فهم ينسبون كفرهم لله معلنين أنهم غير مسئولين أى ليسوا مخيرين فى ذلك وهو ما يخالف قوله تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وأما كون أن الله خلقهم وخلق أعمالهم فهذا لا ريب فيه كما قال تعالى على لسان إبراهيم(ص)"والله خلقكم وما تعملون" وهو ما فسره بقوله أن مشيئة الله ومشيئة الإنسان متوافقين فالله يقدره على الكفر الذى يعمله كما يقدره على الإسلام الذى يعمله وفى هذا قال تعالى " وما تشاءون إلا أن يشاء الله"
-تحدث عن تناقض القرآن فى اليهود فقال"اليهود شعب الله المختار بنص القرآن "يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين" واليهود ليسوا شعب الله المختار بل هم بشر كسائر البشر " "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء".. "قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين"ص165
بالقطع لا يوجد تناقض فالله اختارهم فى عصر معين بشرط طاعتهم له فلما تركوا الطاعة بطلت الأفضلية لأنه قال لهم" يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم" فإن عادوا للوفاء عادت الأفضلية التى هى لكل شعب شرط الوفاء بطاعة الله وإن لم تعد بطلب الأفضلية التى هى مبنية على قوله تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
-نتيجة الفهم الخاطىء اعتبر عباس الخلود ثلاثة أنواع فقال" والخلود فى القرآن ثلاثة أنواع يناقض بعضها بعضا ...فى الخلود المطلق قال تعالى "قال الله هذا ينفع الصادقين... خالدين فيها أبدا "... لكن أعجب أنواع الخلود هو الخلود المقيد بدوام للسموات والأرض حيث لا سموات ولا أرض فقد طوينا بحلول يوم القيامة وذهبنا إلى غير رجعة " يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب "...يليه الخلود المقيد بمشيئة الله ولهذه المشيئة لم يقيد الله نفسه بشىء ..." خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء الله"
بالقطع لا يوجد أنواع للخلود فهو خلود واحد الخلود الأبدى وهو يكون لمشيئة الله التى قضت أن الكون الجديد المبدل بسمواته وأرضه لا يفنى ولو رجع لآيات القرآن الأخرى مثل " لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى" لعلم أنه لا يوجد موت ومن ثم لا يوجد فناء أى كله خالد بأمر الله
-يتحدث عباس على هواه رافضا الآية التالية كما فهمها خطأ فقال"إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم" هل هذا صحيح بل هل هذا معقول ما هذا التعميم الغريب ما هذا الحكم المطلق الذى لا يبرره منطق ولا التاريخ ما حكم أولئك الذين آمنوا بآيات الله بعد أن لم يكونوا مؤمنين من هداهم الشيطان هل خرجوا من بطون أمهاتهم مؤمنين؟ص166
التعميم هنا لم يقل أن من آمن ثم كفر لا يحق له الإيمان ثانيا ومن ثم دخول الجنة لأنه اعتبر من نكث بإسلامه ثم عاد له مسلم مؤمن يدخل الجنة فقال "لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون"
-اخترع عباس أن الله نفى الإيمان المستقبلى عمن ضلوا وقت ظهور الإسلام فقال "يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ""واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون"عجيب حقا أمر هذه الآيات التى تنفى الهداية فى المستقبل عن الذين كانوا كافرين أو مشركين أو فاسقين أو ضالين أو مضلين وقت ظهور الإسلام مع أن جميع من دخلوا فيه كانوا يكفرون به من قبل أو كانوا فاسقين أو ضالين "ص167
لا يوجد لفظ فى الآيات يدل على هذا المعنى المخترع من قبله
-يقول عباس أن ما دام الله المضل فتلاوم الكفار عن إضلال بعضهم تناقض وهو قوله:"ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا" فإذا صح ذلك فما مصير الآيات الأخرى التى يتلاوم فيها أهل النار ويقذف كل منهم بالتبعة على الأخر-"إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب"وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار""ص167
وهو تكرار لخطأ فى الفهم والرد أن الله أراد ضلالهم لأنهم أرادوا ضلال أنفسهم كما قال تعالى "وما تشاءون إلا أن يشاء الله"
ومذهب عباس فى الأمر جنون لو عقله فهو فى الكتاب يقول بهذا الكلام بالجبرية وما دام هناك جبر فلا ثواب ولا عقاب ولا يحق أساسا له أن يعترض على كلام الله لأن المجبر لا يملك أن يعارض من أجبره
-"وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى ليلا إنكم متبعون " صدق أو لا تصدق لقد اخرج الله بنى إسرائيل من مصر وأورثهم مصر وخيرات مصر وكنوز مصر"فأرسل فرعون فى المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون ""فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بنى إسرائيل"ص168
ضيق أفق عباس جعله يخترع تناقضات من عنده فى الآيات السابقة فلو أنه فهم قوله تعالى "وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم" لعلم أن بعض بنى إسرائيل نزل مصر مرة أخرى ليأكل تلك الأطعمة ومن ثم ورث ما تركه الغرقى
-قال عباس بوجود تناقض فى بعث الرسل فى الفقرة التالية"إنما أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير"ولقد صرفنا بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا "لكن هذه الآية تعارضها آية أخرى "ولو شئنا لبعثنا فى كل قرية نذيرا "ص168
بالقطع لا يوجد تناقض لأنه ترك سياق الآية الثانية فهى نزلت فى عهد النبى لقوله تعالى ""ولو شئنا لبعثنا فى كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا" وهو جعله خاتم النبيين ومن ثم استحال أن يقرر بمشيئته ارسال نذيرين أخرين
-من فهم عباس الخاطىء أنه اعتبر أقوال الله فى يونس(ص) متناقضة فقال:" دونكم تناقضا يتعلق بيونس هل قذفه الله بالعراء بالساحل أم لم يقذفه للقرآن فى هذه المسألة قولان متعارضان أحدهما يثبت والأخر ينفى "وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم" لقد نبذه الله بالعراء لإذن كلا لم ينبذه ""فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم"ص169
لا يوجد تناقض لأن الله بين أنه لم يقذفه بالساحل وهو مذموم وإنما قذفه وهو راض عنه نتيجة توبته فى بطن الحوت حين أقر بذنبه واستغفر الله فما فهمه عباس من قوله لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم هو فهم خاطىء وهو أن الله لم يقذفه بينما ما نفاه الله هو القذف المذموم وإنما قذفه القذف وهو راض عنه
-فى قصة موسى(ص) ادعى عباس وجود تناقض فى عقدة اللسان فقال:" لكنه اشتكى إلى ربه ان لسانه به عقدة فلا يحسن النطق وسأل الله أن يشفيه منها وان يشرح صدره وييسر أمره فاستجاب الله دعائه قال رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى اشدد به أزرى وأشركه فى أمرى كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا "",,,لكن هذه الآية تعارضها آية أخرى تفيد أن موسى رغم استجابة طلبه فقد ظل يعانى صعوبة فى النطق تمنعه من الإبانة والدليل أن فرعون كان يجد عسرا فى فهم أقواله""وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ونادى فرعون قومه قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين"ص170
لا يوجد تعارض لأن المتكلم عن عقدة موسى(ص)فى الآيات الثانية هو عدوه فرعون وكلام الكفار ليس دليلا على صحة شىء إن لم يؤكده الله بكلامه وإنما يقع التناقض فى كلام الواحد وليس اثنين منفصلين
-عاد هنا عباس لحكاية أن الكلمة لها معنى واحد فقال "ففى القرآن آيات تؤكد السؤال وأخرى تنفيه ولذلك أنا حائر لا أستطيع أن اقطع فى هذه المسألة برأى حاسم"فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون"ص170
وهو هنا يعلن عدم تأكده من قوله فالسؤال يأتى بمعنى الحساب كما فى الآية الأخيرة ومرة يأتى بمعنى أنه لا يستفهم أحد عن ذنوبه كما فى قوله تعالى "فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان"
-تكلم عباس عن التناقص فى سنن الله فقال"والغريب أن القرآن يتخذ من هذا التناقض شاهدا وحجة على قدرة الله تعالى قدرة ص172 مطلقة فعلى حين يقول " سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " فهل ينظرون إلا سنة الأولين ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا" هذه الآيات فيها تناقضان عاد كثير الوقوع وتناقض أخر صارخ أسميناه تناقض التناقضات فأما التناقض العادى فهو أن هذه الآيات قد جاءت فى معرض الحديث عن الأولون ..فإذا كانت سنة الله فى الأولين الانتقام منهم فى الحال أو على الأقل إنزال العذاب بهم فى الحياة الدنيا فلم لم يحدث ذلك إلا فى الماضى الذى لا يمكن التحقق منه بينما المخالفون الذين جاءوا من بعدهم أى الذين عاشوا تحت أضواء التاريخ وعلى الخصوص فى هذه الأيام يعيشون بمنأى عن العذاب بل يرفلون هانئين فى أبهى حلل السعادة والنعيم ...ص172 وهنا الطامة الكبرى فالدليل على نبوة إبراهيم عدم احتراقه بالنار والدليل على نبوة المسيح إحياء الموتى .. إذا لا تبديل لقانون الاحتراق الذى استثنى منه إبراهيم كما لا تبديل لقانون الموت الذى استثنى منه موت عيسى"ص173
الرجل يقول هنا بوجود تناقض فى السنن فسنة اهلاك الأقوام لكفرهم لم تعد موجودة ومن ثم فلا وجود لتلك السنة المزعومة والذى لم يفهمه عباس هو أن الأقوام كانت تأتيهم الآيات المعجزات والوحى ويعيشون طويلا وأما بعد البعثة فلم تعد هناك معجزات ولا رسل بعد الأخير ومن ثم رفع العذاب عنهم حتى يعلموا بالوحى مرة أخرى وهو الرسول المذكور فى قوله تعالى "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
وتكلم عباس عن أن الآيات المعجزات هى تبديل لسنن الله فى الكون فعدم احتراق إبراهيم (ص) هو تبديل لسنة الاحتراق وفى الحقيقة فإن الله لا يبدل سننه فعدم الاحتراق من اللهب موجود فى بعض الكائنات حيث بداخلها نار ومع هذا لا تحترق كخنفساء المدفعية وبعض الكائنات فى البحر تنير رغم كونها مغمورة فى المياه ومع هذا لا تنطفىء وأما أحياء الموتى فشىء يتكرر يوميا من خلال النباتات التى تموت وبعد قليل تنبت بذورها الميتة ومن ثم فكل ما فى الآيات المعجزات هو أن الله يستعمل سنة أخرى من السنن الموجودة فى كائنات أخرى يجهلها البشر ومن ثم فلا يوجد تبديل وإنما الموجود هو جهل البشر ببعض السنن









 
رد مع اقتباس