منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - نُذر حرب وشيكة في سوريا الجنوبية...
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2018, 04:17 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: نُذر حرب وشيكة في سوريا الجنوبية...

معركة درعا تبدأ من البو كمال...
في زمن الندم تحلو الـ لو ويطيب التمني.

ومعركة درعا تتزامن مع معركة الحديدة المديدة والمعركتين العبثيتين عربيا على الأقل تتواقتان وتنسجمان مع استعراضية كأس العالم في روسيا الاتحادية صديقة الجميع أو الاتحاد السوفييتي السابق صديق العالم الثالث...

في الوقت الذي تقدمت فيه قوات سوريا الديمقراطية على حساب جيب تنظيم داعش في الشرق السوري في منطقة الدشيشة معقل تنظيم "الدولة" في محافظة الحسكة، بمساعدة طيران التحالف لإجبار التنظيم على قتال قوات النظام وحزب الله العراقي واللبناني شرق الفرات وفي البادية السورية وصولا الى تدمر والسويداء.

قام سلاح الجو الإسرائيلي بغارة صامته هي الأعنف على مواقع حزب الله العراقي واللبناني في منطقتي البو كمال السورية والقائم العراقية في الجهة المقابلة من الحدود، من سلسلة غارات جوية تعتبر مقدمة سياسية وتمهيد ناري لاجتياح وغزو إسرائيلي متوقع بشدة لسوريا الجنوبية وصولا الى العاصمة دمشق.

من الواضح ان التهديد الأمريكي بالانسحاب السريع من سوريا يعني بالضرورة تسليم "قاعدة التنف" للغزاة اليهود لإدارة سوريا الجنوبية بالتعاون والتكامل مع التنظيم الإرهابي داعش، لقطع الطريق البري بيروت_طهران ومساراته حتى داخل سوريا المفيدة لروسيا أو الوسطى، عبر تدمر وحمص والقصير وبعلبك.

ولذلك يجب توقع أن يتمدد الغزو الإسرائيلي_الداعشي (الى حمص من دمشق) على طول الحدود اللبنانية_السورية في المرحلة الثانية منه، وفق مخطط متكامل وافقت عليه أمريكا وفرضته على روسيا التي تجد صعوبة كبيرة في منع إيران من دفع النظام في سوريا من خوض "معركة درعا" التي ستخرج حتما عن السيطرة.

لقد أعلن بوضوح الحليف الروسي اللدود لإيران وسوريا أنه لن يؤمن تمهيد وتغطية جوية لمعركة درعا ولن يؤمن دفاعا جويا لها او للمواقع "الإيرانية" على امتداد سوريا الوسطى وليس فقط الجنوبية، وهذا ما يؤكد وجود مخطط الغزو الإسرائيلي بمرحلتين واضحتين على الأقل، ويؤكد قوة الموافقة والدعم الأمريكي له.

إسرائيل لا تريد اسقاط النظام في سوريا ولا تريد خروج إيران من سوريا، تلك لعبة ورغبة حليفها الأمريكي، إسرائيل مرتاحة لوجود حزب الله في سوريا وتريد أن تخوض معركتها الحتمية معه على امتداد الساحتين السورية واللبنانية معا، وخصوصا أنها ضمنت موافقة الروس بشروط سهلة وخلو الأجواء لطيرانها الحربي.

يمكن أن تتوافق روسيا وإيران وإسرائيل على شكل سوريا ونظامها ودستورها وجيشها، ولكن لا يمكن لإيران وإسرائيل ان يتفاهما على شكل ودور وسلاح حزب الله لا في سوريا ولا في لبنان، لذلك الصدام حتمي في سوريا حاضرا وفي لبنان مستقبلا، والمشهد يقول إن لا رأي فعال للنظام او لحزب الله فيما يجري.

والمشهد العربي والإقليمي يقول إن إدارة الرئيس ترامب لها مشروعها الاقتصادي العالمي الحاد ولها مشروعها السياسي المحدود جدا ولها مشروعها الاجتماعي_الداخلي القاسي ولها مشروعها العسكري شديد الوضوح: توجيه ضربة عسكرية لإيران تبدأ بمشروعها النووي المبالغ كثيرا في خطر وقد لا تنتهي أبدا.

مشهد انهيار الحوثيين في مطار الحديدة ثم داخل مدينة الحديدة لاحقا يذكرنا بمشهد انهيار تنظيم داعش على ضفتي الموصل ثم في سوريا والعراق، وإيران التي وضعت حليفها الحوثي على نفس المسار الذي وضعت فيه أمريكا حليفها داعش، تأخذ حزب الله اللبناني على الأقل والنظام في سوريا على المسار نفسه.

إيران تقامر بكل الحلفاء العرب في لبنان وسوريا والعراق واليمن ولا تراهن على شيء حقيقي، كما لو أن قادة النظام في طهران يكررون مشهد سقوط مدينة القسطنطينية على يد الغزاة العثمانيين، وحرسها الامبراطوري فوق الأسوار ينتظر جدل قادته في جنس الملائكة...!
بداية الهزيمة الحقيقية الانكار.

الانسحاب الحوثي من الحديدة يعني انسحاب حزب الله وإيران من جنوب سوريا واستمرار معركة الحديدة يعني بدء المعركة في جنوب سوريا، وسقوط صنعاء بيد التحالف العربي يعني سقوط دمشق بيد التحالف (الامريكي والروسي والإسرائيلي) هذه المعادلة التي أطلقتها يوما طهران بزهو تنقلب عليها اليوم بقتامة.

الفوضى الخلاقة مشروع أمريكي مُعلن، في ليبيا فوّض الامريكان الأمر لأوروبا، وفي اليمن للعرب، وفي العراق لإيران وتركيا، وفي سوريا لروسيا وتركيا وإسرائيل، وفي لبنان لإسرائيل.
وعلى امتداد ساحات الفوضى، كانت أمريكا تحقق مصالح تكتيكية متغيرة ومصلحة استراتيجية واحدة: ضرب إيران واخضاعها.

المأساة أن كل ما يجري في سوريا لا علاقة لمصالح السوريين فيه، نحن جميعنا مجرد أدوات ومرتزقه نحقق بوعي وبلا تردد او تذمر مصالح أمريكا وروسيا وتركيا وإسرائيل في النهاية ويقع البعض في شبهة تحقيق مصالح إيران ولا أحد يريد او يستطيع ان يحقق مصالح سورية وطنية او حتى جزئية او حتى مرحلية.

اغلب السوريين في العالم وكلّ السوريين داخل الكيان/المأساة يعتقدون بقوة أن البقاء في السلطة هو الانتصار النهائي أو أن اسقاطها هو الانتصار النهائي، ويتجاهل الجميع اراديا حقيقة أن سقوط الوطن وانهيار الدولة يحوّل السلطة الى غطاء محلي للانتداب والوصاية والاحتلال، ولا يريد أحد التراجع.

لا أحد من العملاء السوريين يبحث عن حل ولا أحد منهم قابل لأن يستوعب حقيقة الهزيمة، ولا أحد من الإقليميين يبحث عن حل كلّ منهم يبحث عن حصة أكبر من الغنيمة، ولا أحد من الدوليين/الرأسماليين يبحث عن حل انهم يبحثون عن توسعة وتمدد وعولمة لصراع مخادع في جغرافية مصابة تاريخيا بعقدة العبثية.

انهار الاتحاد السوفييتي وبقي العالم الثالث وقامت من رماده روسيا الرأسمالية التي بقيت صديقة للعالم الثالث...!
ما هي حكاية هذا العالم الثالث الذي لا يتغير حتى في زمن المتغيرات ولا يثبت حتى في زمن الثوابت...!
انه "العالم السائل" الذي يحكمه "الرجل السائل" الذي يأخذ شكل الوعاء المسكوب فيه.
19/6/2018

صافيتا/زياد هواش

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس