الحلقة الرابعة
في الطريق الى الوطن :
لم يعد يفصلنا عن تراب الوطن ، الا أمتارا قليلة ، يشغلها موظفون عسكريون ، من قوات الامم المتحدة ، مصطفون على جانبي الطريق ، واقفون باستعداد ، رافعين اياديهم بالتحية العسكرية احتراما لنا .
كانت الامنيات كثيرة ، وكانت الاحلام ، تزين لي الاستقبال الكبير ، من قبل أبناء الوطن .
لقد كان رفاق الاسر ، في المعتقل ، قد قالوا لنا : حينما تدخلون الى سورية سوف يستقبلونكم استقبالا كبيرا ، ويدخلوكم الى المشفى ( الحجر الصحي ) ثلاثة أيام ، كي يفحصونكم فحصا عاما ، لانهم يخافون عليكم من الامراض السارية ، التي قد يصدرها الاسرائيليين الى سورية ، وخلال هذه الايام الثلاثة ، يحققون معكم تحقيقا سريعا ، ويبعثون بكم الى اهاليكم .
ابحرت عيوني ، على بعد مائتي متر تقريبا ، وهي المسافة ، التي تفصلنا عن المستقبلين السوريين ، الذين كانوا بانتظارنا .
كانت اللهفة كبيرة ، والاشواق كثيرة ، وها هو قلبي يدق بسرعة من الفرح ، هاهي بلادي ، هاهي سورية .
يالله .. هل أنا أحلم ..؟
لم أكن أصدق ، أني سوف أرى بلادي ثانية ، ولذلك ، كنت قد نذرت على نفسي ، أن أقبل ترابك يا وطني ، قبل أن تطئك قدماي .
انتهت رحلتنا مع الاسرائيليين ، انتهت رحلتنا مع المآسي والعذاب ..
هكذا كنت أظن .
يتبع ..