منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - سوريا تخرج من دائرة العنف...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2018, 01:42 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: سوريا تخرج من دائرة العنف...

سوريا تخرج من دائرة العنف...
وتدخل في دائرة الفوضى السياسية_الأمنية بالتزامن مع تدحرج كرة النار من العراق الى الإقليم وانحسارها عن المنطقة.

كما كان متوقعا نفذت إسرائيل ضربة استباقية في محيط العاصمة دمشق فجر 2/9/2018 ستكون بداية لتنفيذ سلسلة ضربات استباقية على مواقع إيرانية في سوريا المفيدة لروسيا سبق، نشرت وسائل المعارضة السورية احداثياتها وصورها الفضائية وما يوجد فيها ولماذا تستخدم بتفصيل استخباراتي دعائي مُشين.

الضربات الإسرائيلية تتقارب في تتاليها الزمني وتتسع دائرة اهدافها في الجغرافية السورية وتزداد مساحتها التدميرية ويرتفع عدد ضحاياها ودرجة أهميتها اللوجستية، في ظل صمت اعلامي روسي وغياب تام للمضادات الجوية الصاروخية ومنظومتها الأشهر s 400 والتي تقترب الضربات من مواقع نشرها.

من الواضح ان المعادلة التي حاول حزب الله فرضها على المسرح السوري عبر الرد الصاروخي في الجولان المحتل قد تعطلت لأسباب يمكن ربطها بالتفاهم الإسرائيلي_الروسي والرغبة الروسية في تحجيم الدور الإيراني بحيث تبقى إسرائيل داخل حدود الكيان المحتل، وهو أمر مشكوك في استمراريته في المستقبل.

روسيا تحتاج الى إيران في سوريا، وإيران تريد البقاء في سوريا، وإسرائيل هي من يضح حدودا متغيرة للتواجد الإيراني فيها، وإيران هي من يضع حدودا متغيرة لدور حزب الله في الداخل السوري، وعند كل تفصيل او مفصل في هذا الوضع المعقد امنيا وعسكريا تضرب إسرائيل إيران في سوريا لفرض وضع جديد.

حاجة روسيا الى إيران تنحصر في تأمين "عديد المقاتلين" المطلوب لفرض الامن في المدن والطرق الرئيسية في سوريا المفيدة لروسيا وحاجة إيران تنحصر في تأمين "خط بري" بين سوريا والعراق، ولا يبدو ان الامريكان سيسمحون به ولا يبدو ان الروس قادرين على تأمينه وتغطيته سياسيا مع حدّية "الشروط الامريكية".

الضربات الإسرائيلي في سوريا ترتبط أيضا بالمفاوضات غير المباشرة وعبر الروس بين الامريكان والإيرانيين على الخط البري، والذي يشكل خطرا على إسرائيل في نهاية الأمر ولذلك يضغط الامريكان بقوة على الايرانيين في العراق سياسيا ويرد الإيرانيين في لبنان سياسيا، في ظل ضبابية الشروط الامريكية.

كفقاعة ستنتهي خدعة ادلب ولن تكون هناك ضربة أمريكية_غربية في سوريا وهذا لا يعني ان ضربة بهذا الحجم لن تحدث خارج سوريا، ومروحة الاحتمالات والسيناريوهات هنا معقدة في كل الاتجاهات، وستكون مشهدية ادلب نهاية بروباغاندا المصالحات_المعارك، ثم تبدأ الفوضى السياسية_الأمنية السورية المديدة.

فعلا الابتزاز السياسي_الأمني الدموي، الأمريكي_الروسي والإقليمي_الدولي، وصل في سوريا والعراق ولبنان الى مستويات غير مسبوقة في العنف والتآمر والخداع والفوضى والمذهبيات والعنصريات والتوحش وكل الصفات غير الأخلاقية وغير الإنسانية وحتى غير السياسية بالرغم من دونية هذا العلم.

لا أبجدية تستند على أي مقياس يمكن لها قراءة الفوضى الخلاقة اليوم وغدا، المسرح العربي عبثي بالمطلق والمشهد الإقليمي مخادع كل الوقت، والروس هواة حقيقيون في لعبة احترافية يحاول الاوربيون أن يتوسعوا فيها بخبث، ويسيطر عليها بالكامل المحترفون الامريكيون وشركاؤهم الجدد الصينيون المتعطشون.

مع نهاية المأساة السورية في وجهها الدموي، وعودتها الى وجهها العربي الفوضوي الجديد، وانتقال مركز الثقل الخلاق خارج المنطقة صوب الإقليم الأكثر تعقيدا بما لا يقارن، واقع الحال يشبه الانتقال من موقع "فيسبوك" السردي والتفصيلي الى موقع "تويتر" الكثيف والموجز، صار يجب الوصول الى نتائج.

ويبقى السؤال المبدئي من خسر ومن انتصر في المأساة السورية مع اقتراب نهايتها الدموية في عامها الثامن...!
"امراء الحرب" هم من انتصر في السلطة والمعارضة على حد سواء، وهم من يتقاسم اليوم برعاية روسية تعكس اجماع إقليمي واهمال امريكي، المدن والمناطق وتأمينها لصالح الخارج ورؤيته لفائدتها.

المقاتلين المعارضين الذين تصالحوا مع الروس بقوا في مناطقهم المدمرة ولكنهم حصلوا على استقلالهم السياسي إذا صح التعبير، وكذلك هو حال من تصالح مع الإيرانيين او الاتراك، ويبقى وضع الاكراد معلقا نسبيا ومرتهنا بالفوضى السياسية المتوقعة، في حين يستعد مقاتلو ادلب لحكم ادلب عبر مصالحة معقدة.

مقاتلو "داعش" واخواتها الى العراق وعلى طول الخط الأرضي الإيراني العراقي_السوري الافتراضي أو قيد التفاوض الخلاق.
النظام انتصر لأنه استمر بشكل أو بآخر ولكن الى متى...!
هذا هو السؤال الذي سيبقى معلقا بانتظار حسم الصراع الإيراني_الأمريكي الفيسبوكي الطويل عبر التغريدات القصيرة والصادمة.
2/9/2018

صافيتا/زياد هواش

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس