منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-2012, 09:06 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أميمة وليد
إدارة المنتديات الثقافية
 
الصورة الرمزية أميمة وليد
 

 

 
إحصائية العضو







أميمة وليد غير متصل


افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"


أنفاسي تتأرجح على سفوح الذكريات ، والحنين أبكم ، يتركني بلا لغة أو هوية ، متناثرة فوق سطور اللهفة ، لا أملك سوى ملامح الدهشة ، وبقايا عبق طفولي محبب ، أعطّر به أوردتي حينما يخذلني الفرح !


سأرتدي ثوب الطفولة ، وأرتدّ معك إلى زمن بعيد ، أعزف الحنين فيتراقص الوطن على خشبة الذاكرة وتزهو بالفرح مواسم الفلاحين !


سأرقص .. أرقص كنجمة تنفض عن كاهلها غبار العتمة والمنفى ، وسأنثني كما السنابل امتنانا للرياح التي حملتني في عزف ناي شجي إلى الوطن الجميل ، سأشهد معك هناك موسم التزاوج في حزيران مجردةً ذاكرتي من برد كانون ، مصغية بشغف إلى ابتهالات الحقول ، وأهازيج الأغاني ، وهمس المروج !


عيناي متعطشتان للتفاصيل ، نعم ، ويداي لا تكفان عن محاولة انتزاع الشوكة من قلب الذاكرة لتتراءى الخيالات وطنا خصبا أرقد على ضفافه ، وأنغرس في أرضه زيتونة تنزف دمعها زيتا مباركا يكاد يضيء ، يطارد ذيول الليل المهزوم !


حلمي أعياه السهر ، فامنحني وقتا لأغفو برهة في حقول طفولتك على حواف الأمل .. علها تكتمل الحكاية وتتضح التفاصيل .


هاأنذا الآن أحتسي معك قهوة الأمس على طاولة اليوم ، فتحلو من غير سكر ، أرقب بعينيك مرج ابن عامر طفلا يلهو في حضن الجليل ويلثم يد الجمال الممتدة نحوه من بيسان ، المح واردات العين بأثوابهن المطرزة يملأن جرار الصبر فيضا من كوثر الجنة ، أشهد كرنفال التزاوج بين نجوم الأرض وقمح السماء !


هاأنذا أشرب من نبع الحمى ماء الحياة براحتيك ، وأسمع زقزقة العصافير وهي تغازل الفجر ..


هاأنذا عاشقة أصعد الروابي وأطوي فيافي الحب ، أتنسم شذى نسيم القدس ، حيث الرحمات تتعانق مع الجمال في ربوعها ويرقصان سويا.

ها أنذا أبلغها بالحلم وبالشوق ، فأذرف الدمع عذبا على خد الصبح !

وأحلم .. أحلم لا زلت .







 
رد مع اقتباس