منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2009, 12:29 PM   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

وحتى أعرف كيف أدخل الصور والرسومات / إليكم آخر مقال كتبته / عدد ابريل 2009

من القلب

الديك المجنون..!


ذات يوم، قيل إن قرداً في بنجلاديش، عض وجرح عدداً من الأطفال، وإن الفلاحين البنغاليين شكلوا فرقاً لمطاردة ذلك القرد المجنون الذي عاث في القرية فساداً..
في عالمنا العربي، نطمح أن نكون في عافية، وأن تكون قُرانا من غير قرود، وأن يكون أطفالنا بعيداً عن الاستلاب الأخلاقي الذي تمارسه فضائيات الرذيلة، أو بعيداً عن أيدي المفسدين.. لكن، رغم أنه ليس لدينا قرود مجنونة، فإن عندنا «ديوك» مجنونة كما قال نزاد قباني ذات يوم في قصيدة رمزية..
ديوك تنتف ريش الدجاجات «البيّاضة» ولا تعترف بالصيصان، ولا تعرف عددها أو عدد البيض..!
كل ديك له «عُرف» أحمر ولا شيء غير ذلك..
وعندنا أيضاً ما هو أكبر من الديوك، وأخطر من القرد المجنون.. وهذا من أسف شديد، إذ تجد من يتلذذ بإيذاء أخيه الذي ولدته أمه، والذي لم تلده..
الطامة الكبرى، في هذا الجانب، أن بعض هؤلاء لا يملك سبباً سوى الجهل الذي يتحول إلى غيرة ثم إلى أحقاد، فترى الواحد من هؤلاء أصفر الوجه، يحمل في داخله جرثومة لا علاج لها، وإن تمكن منك بسبب أو آخر، عليك أن تصرخ أو تصمت..!
قد يقول لك حكيم: الصمت أفضل، لأن العرب قالت في زمن غابر «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» ونحن نحب الذهب بطبيعتنا، لكننا نميل إلى تنفيذ الحديث الشريف: «قل خيراً وإلا فاصمت»..
وفي وقتنا الحالي، قال العلماء - على ذمة أحد قراء المجلة- إن ضغط الإنسان يرتفع لمجرد البدء بالكلام، فهل الصمت يحافظ على معدل الضغط..!
ربما، لكن سألني أحدهم: كيف يصمت المرء إذا رأى منكراً «فكرياً» وتطاولاً من الجهلة الذين لا يعلمون على الذي يعلمون..؟!
وقال: كيف يصمت المرء، حين لا يعلو الحق على الباطل، وحين ترى في الوجوه إصفرار الأحقاد والجهالة، وحين يكون الجاهل مقرباً أكثر من العالِم. أليس في ذلك ظلماً..؟!
.. وقبل أن أفسح له المجال للاسترسال، قلت: يا عبدالله، احتسب عند ربك أمرك، فإن العاقبة للمتقين، والحكاية برمتها، وشخوصها الذين ذكرت، لا تستحق مجرد الكلام..
لا تتكلم، حتى لا يرتفع ضغطك، فهناك أكثر من وسيلة غير الكلام..
دعهم يموتون بجهلهم، حتى تقبل الدنيا، ويبيض الحمام على الوتد..!







 
آخر تعديل حسن سلامة يوم 09-04-2009 في 07:49 PM.