منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2011, 07:12 AM   رقم المشاركة : 262
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش متصل الآن


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

وعلى الأرض العربية ثورة ..
ويصنع الإنسان العربي المستقبل .

البروباغاندا الإعلامية الاستعمارية تحاول حتما سرقتهما .
والاعلاموفوبيا الرسمي العربي يقول أنها محض مؤامرة أمريكية ..!!

بل هي ثورة الفقراء , فقراء الحرية والديمقراطية وأغنياء الوطنية والكرامة والكبرياء الفردية والجماعية , على أغنياء الفساد والنهب الرسمي وفقراء الكرامة والوطنية والأخلاق .

وهي ثورة الأحرار العرب الشرفاء , على الاستعماريين الأمريكان اللصوص وقواعدهم العسكرية والأمنية والمالية في المنطقة وأهمها إسرائيل ومملكة الهاشميين ومملكة آل سعود , وبقية النظام الرسمي العربي .

وهي ثورة عربية رائدة وقائدة لثورات التحرر العالمية على الاستعمار الامبريالي , والقادمة بقوة التاريخ الإنساني وحتمية قوانينه .
تنطلق هذه الثورة كرد فعل طبيعي , من هذه الجغرافية العربية , التي يتخذها الاستعمار التقليدي وأمريكا :
_ منطلقا (لغزو وتدمير العالم) منذ ما بعد الحرب الكونية الثانية .
_ وقاعدة لوجستية هائلة للسيطرة والتحكم بالتجارة العالمية , من خلال الهيمنة المباشرة على الطرق الجوية الرئيسية والممرات البحرية الإستراتيجية .
_ ويستخرج ثرواتها الطبيعية وأهمها عصب الحضارة الملوثة الحديثة وصناعتها التدميرية بيئيا وأخلاقيا , النفط والغاز , ليخنق الاقتصاد الكوني بالدولار الورقي محوّلا الحركة الاقتصادية الكونية إلى (لعبة مونوبولي) , والثروات القومية للشعوب العربية إلى (مصارف لتمويل الاستعمار الكوني) وحروبه الدموية العسكرية الهمجية والأمنية القذرة .
_ ويضع على عروشها (جذوع نخيلها الخاوية) , طبقة من الحكام المُستخرجين من باطن الخيانة العربية التاريخية , (جرذان السجون) , التي تسرق فتات اللصوص الاستعماريين الكبار , الذين يستبيحون الشعب العربي والجغرافيا العربية , لتدمير الأرض والقضاء على الحياة فيها , في نهاية الأمر .

وصف العقيد معمر القذافي الثوار بالجرذان ..!
ويصنع الأمريكان عبر (حلف كل الأطلسي) المصيدة الافتراضية للعقيد والثورة معا , للثورة التي تثق بالضربات الجوية الأطلسية , وللقذاذفة الذين يثقون بقيادة الموساد لثورتهم المضادة .

يريد الاستعماريون الأوربيون وإسرائيل (تدمير ليبيا وإغراقها بالديون) لإجبار الديمقراطية القادمة على ليبيا بقوة الشعب العربي في ليبيا العربية الواحدة , على الارتهان بقوة القانون الدولي لعشرات السنين لاقتصادهم الاستعماري القائم على النهب الحاد لثروات أفريقيا .

الأرصدة التي يتم تجميدها للعقيد القذافي وأبناؤه ليست ثروات شخصية , بل هي ثروة الشعب العربي في ليبيا والمنهوبة عبر كبير (جرذان السجن الاستعماري) والتي يجب أن تعاد للشعب لا أن تذهب ثمن سلاح استعماري يفتك (بكل الشعب الليبي) الآن , ويدمر كل مدنه وكل اقتصاده وكل نسيجه الاجتماعي العربي الإسلامي العظيم .

المال النقدي الورقي السائل , المليارات التي يحتفظ بها (اللص العقيد الجرذ) من دولارات (النفط الليبي وليس نفط القذافي) , دولارات لعبة المونوبولي , يوزعها الآن على المرتزقة (العرب والأفارقة) ليقتلوا الليبيين , وعلى القذاذفة ليعبدوه ويقدسوه ويقبّلوا الأرض بين قدميه ..!!

لا .. القضية أعمق من ذلك بكثير , إنها قضية صناعة دولة للقذاذفة تكرس (آل القذافي) حكام أبديين ، هي هنا القصة كلها إذن ..

هناك (الطبقة المتوسطة العربية الفاسدةوالقذرة) التي تغذي الدائرة التي تشكل طوق حصار الحاكم العربي , أو الطوق المافيوي , وهو في الحالة الليبية واليمنية والبحرينية , (آل الحاكم أو آل الفقيد) لا فرق حقيقي الآن ليذكر .
هذه الطبقة من الكلاب واللصوص , (فئران جرذ السجن) , تعرف جيدا أنها متورطة إلى درجة يستحيل فيها عليها أن تستمر أو تحافظ حتى على مكتسباتها بالظلم والنهب , وهي لذلك تدفع دفعا حثيثا الحاكم العربي (القذافي نموذجا) إلى الحرب الأهلية وصولا افتراضيا إلى (دولة القذاذفة نموذجا) .

من الطبيعي أن يصل التفكير بهذه البنية الاستعمارية اللصوصية الفاجرة إلى هكذا مستوى تآمري وتطبيق تقسيمي على الأرض , فهم لم يكونوا يوما إلا أولاد الزانية "لانغلي" , ولن يكونوا يوما إلا لصوصا وكلابا , الليل ساحة عملهم والتمزيق والعض والنهش باللحم الحي أخلاقهم بل سعارهم الطبيعي , ونحن الآن لا نرى في نظام القواعد العسكرية الأمريكية في الجغرافية العربية غير حالات (الجرب) مترافقة بالحكة الشديدة والرائحة الكريهة .

ولذلك أيضا هي الحالة في اليمن , عندما لم ينجح (عقيد اليمن أو قذافي اليمن) , في دفع الحراك الجنوبي إلى فعل التقسيم ليستفرد هو وأسرته (قذاذفته) بحكم اليمن الشمالي , ولم ينجح أيضا , في دفع الحوثيين إلى القتال من جديد , ليقتطع من اليمن الشمالي دولة (الصوالحة) ملكا خالصا له ولذريته من بعده , ولكنه لم يفقد الأمل بعد .

في الحالة البحرينية , البحرين الآن (مختبر مجلس التعاون الخليجي) , كل ما يجري وسوف يجري حتميا من تجارب عسكرية وأمنية همجية ودموية , لا علاقة مباشرة له لا بالبحرينيين ولا بإيران , بل بكيفية الحفاظ على مملكة سعودية ذات ميزات نفطية في بلاد الحرمين يتوارثها (آل سعود) , وعلى ذلك فقس في بقية فسيفساء جزيرة العرب , فالتغيير قادم , تلك حقيقة لا ريب فيها .

العراق , سيكون النموذج القائد عربيا لعودة الروح القومية الأصيلة إلى الأجيال العربية الشابة والمندفعة باتجاه الحياة والمستقبل الحرّ , وفي أرض العراق العربي والإنساني العظيم سيولد الثائر العربي الحقيقي على الاستعمار والطائفية والمذهبية والعنصرية والديكتاتورية .

السودان يضمد جرح الانفصال النازف , قبل أن ينطلق إلى ثورة سلمية قادرة على الحسم والنصر الأكيدين , فالسودان هو القطر العربي الرائد في التغيير السلمي , ولكن المؤامرة عليه كانت دائما إستراتيجية تمتد على مساحة القارة الإفريقية الكنز كلها .

الجزائر تنتظر ليبيا , وليبيا تنتظر الجزائر , والقرن الإفريقي العربي يعيش حربا استقلالية حقيقية منذ سنوات , وموريتانيا تنتظر المملكة المغربية , والمملكة المغربية وسوريا العربية لا تزالان قادرتين على إحداث (التغيير السلمي الرسمي) بطريقة حضارية , ولو أن الفرص الكثيرة بدأت تضيع دافعة بالحالة على الأرض وبتسارع مخيف باتجاه النموذج اليمني .
ولكن , سيكون شهر نيسان هذا , الشهر الحاسم , في رسم ملامح (الثورة العربية) على امتداد الجغرافيا العربية , فلقد وصل الجميع تقريبا الآن , إلى نقطة اللا عودة .

فلسطين , أو (جغرافية القضية الفلسطينية) , شرق وغرب الضفة والجولان ولبنان وسيناء , من هنا بدأ كل شيء , وهنا سينتهي كل شيء .
أو تُهزم هذه (الثورة العربية) وتصير هذه الجغرافيا العربية كلها (إسرائيل الكبرى) , تعمل لصالح أمريكا الإمبراطورية العظمى , التي تحكم الأرض والقمر الذي يدور حولها .
أو تنتصر هذه (الثورة العربية) وتزول (إسرائيل الصغرى) من الوجود , وتنهار الإمبراطورية الأمريكية عبر العالم , وتنهار من الداخل أيضا , لتنتهي الحقبة الاستعمارية التي امتدت لألف عام , والتي انطلقت مع الحروب الصليبية التي غادرت آخر فلولها المهزومة من مرفأ عكا , ثم استعرت من جديد مع الحروب النابليونية التي تراجعت عن أسوار عكا , واليوم جغرافية القضية الفلسطينية هي كلها , تصير عكا .

القضية الفلسطينية هي التي أعطت للغة العربية الحديثة فعلها المقاوم , وللشعر العربي الحديث بندقية المقاومة .
لقد أيقظ الألم الفلسطيني والكبرياء الفلسطيني المخضل بالدم الثائر من قناة السويس إلى بيروت , الروح العربية الحرّة والكامنة في الذاكرة والوعي .
لقد كانت حرب غزة نهاية العام 2008 الشرارة التي أشعلت الثائر العربي العظيم (الحرّ البوعزيزي) الذي أطلق النموذج القائد للشباب العربي الذي يريد التغيير ويمتلك أدواته الواعية ويستحقه .

وغدا تستكمل الثورة العربية انتصاراتها على الصهاينة العرب , لترتد كرة الثورة الملتهبة الآن إلى (جغرافية القضية الفلسطينية) لتحقق انتصارها النهائي وتحرر آخر وأقدس المدن العربية , القدس .

التاريخ الفردي يصنع ويقدس الأبطال الأسطوريين الذين خانوا أو الذين اختبؤوا عندما تساقط الثوار في الميادين .
التاريخ الجماعي يصنعه الثوار الأحرار الذين سقطوا قمحا في الميادين , في الطريق إلى القدس , القدس لنا , القدس عربية .

6/4/2011

القدس العربية / زياد هواش

النص نشر أولا في مجلة صوت العرب العدد 51 .

..







 
رد مع اقتباس