منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - فروق لغوية (الإطنابِ والإسهاب)
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2014, 11:01 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سمر محمد عيد
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية سمر محمد عيد
 

 

 
إحصائية العضو







سمر محمد عيد غير متصل


افتراضي رد: فروق لغوية (الإطنابِ والإسهاب)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما أن علماء اللغة عرّفوا الإيجاز وهو التعبير عن المراد بلفظ غير زائد، ويقابله الإطناب؛
وهو التعبير عن المراد بلفظ أزيد من الأول. ويكاد يجمع الجمهور على أن الإيجاز، والاختصار بمعنى واحد؛
ولكنهم يفرقون بين الإطناب، والإسهاب بأن الأول تطويل لفائدة، وأن الثاني تطويل لفائدة، أو غير فائدة. ويعدُّ الإيجاز والإطناب من أعظم أنواع البلاغة عند علمائها، حتى نقل صاحب سر الفصاحة عن بعضهم أنه قال: اللغة هي الإيجاز والإطناب.وقال الزمخشري صاحب الكشاف: كما أنه يجب على البليغ في مظانِّ الإجمال أن يجمل ويوجز، فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل أن يفصل ويشبع.

- ومن بديع الإيجاز قوله تعالى في وصف خمر الجنة:﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ(الواقعة: 19)، فقد جمع عيوب خمر الدنيا من الصداع، وعدم العقل،وذهاب المال، ونفاد الشراب. وحقيقة قوله تعالى:﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ﴾.
أي: لا يصدر صداعهم عنها. والمراد:لا يلحق رؤوسهم الصداع، الذي يلحق من خمر الدنيا. وقيل: لا يفرقون عنها، بمعنى: لا تقطَع عنهم لذتهُم بسبب من الأسباب،كما تفرق أهل خمر الدنيا بأنواع من التفريق.
وقرأ مجاهد:﴿لَا يَصَدَّعُونَ، بفتح الياء وتشديد الصاد، على أن أصله: يتصدعون، فأدغم التاء في الصاد. أي: لا يتفرقون؛ كقوله تعالى:﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ(الروم: 43).
وقُرِىءَ:﴿لَا يَصَدَعُونَ، بفتح الياء والتخفيف. أي: لا يصدع بعضهم بعضًا، ولا يفرقونهم.
أي: لا يجلس داخل منهم بين اثنين، فيفرق بين المتقاربين؛ فإنه سوء أدب، وليس من حسن العشرة. وقوله تعالى:﴿وَلَا يُنْزِفُونَ، قال مجاهد، وقتادة، والضحاك: لا تذهب عقولهم بسكرها،
من نزف الشارب، إذا ذهب عقله. ويقال للسكران: نزيف ومنزوف.قيل: وهو من نزف الماء: نزحه من البئر شيئًا فشيئًا.
-ومن بديع الإطناب قوله تعالى في سورة يوسف عليه السلام:﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِإِلاَّ مَا رَحِمَ رَبّى(يوسف: 53). ففي قوله:﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي تحيير للمخاطب وتردد، في أنه كيف لا يبرىء نفسه من السوء،وهي بريئة، قد ثبت عصمتها !
ثم جاء الجواب عن ذلك بقوله:﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِإِلاَّ مَا رَحِمَ رَبّى.
والمراد بالنَّفْسَ النفس البشرية عامة. وأمَّارَةٌ صيغة مبالغة على وزن: فعَّالة. أي: كثيرة الأمر بِالسُّوءِ. أي: بجنسه. والمراد: أنها كثيرة الميل إلى الشهوات. والمعنى: إن كل نفس أمارة بالسوء، إلا نفسًا رحمها الله تعالى بالعصمة.وهذا التفسير محمول على أن القائل يوسف عليه السلام. والظاهر أنه من قول امرأة العزيز، وأنه اعتذار منها عما وقعت فيه مما يقع فيه البشر من الشهوات.
والمعنى: وما أبريء نفسي، مع ذلك من الخيانة، فإني قد خنته حين قذفته،
وقلت:﴿مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾(يوسف: 25)،
وأودعته السجن. تريد بذلك الاعتذار مما كان منها. ثم استغفرت ربها، واسترحمته مما ارتكبت.
مع خالص الشكر والتقدير لطرحك القيّم أستاذة سلمى.






التوقيع

 
رد مع اقتباس