منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - رؤية جديدة لغزو إسرائيلي...
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-2018, 02:07 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش متصل الآن


افتراضي رؤية جديدة لغزو إسرائيلي...

رؤية جديدة لغزو إسرائيلي...

يهدد النظام في سوريا مناطق خفض التوتر في "درعا والقنيطرة" بالاجتياح فيتلقى مع الحلفاء والأصدقاء الروس والايرانيين ضربة مؤلمة للغاية في "ساحة دير الزور المشتعلة" لأسباب خاصة بها تتعلق أساسا بشركات النفط والغاز ولكنها تصلح أيضا لتوجيه رسائل سياسية_دموية أمريكية لبقية سوريا المقسمة...

يتراجع النظام عن التهديد والتحشيد باتجاه الجنوب بعد خروج مسلحي (داعش وأخواتها) من مخيم اليرموك والحجر الأسود، ويتجه صوب الشمال الى "محافظة ادلب" ليبدأ حملة إعلامية تطالب (النصرة وأخواتها) بالاستسلام في الوقت الذي يستكمل فيه الجيش التركي انتشاره على حدود الشمال الغربي التركماني.

ما يقوم به النظام عسكريا لا يمثل أي مصلحة وطنية له بل يتحول المشهد الداخلي برمته الى ورقة تفاوض إيرانية_امريكية فاشلة تحت تهديد الحرب بين إسرائيل وحزب الله، تلك الحرب التي تريدها إسرائيل بقوة وتسارع ولا يجب ان يتورط بها حزب الله المكشوف تماما، ولا يحتاجها النظام المتضرر بشدة الآن.

نتنياهو وكما هو متوقع هدّد البارحة ومباشرة باستمرار الضربات المُركزة على قواعد حزب الله وإيران في سوريا وأضاف اليها القواعد الموجودة في لبنان، على طول طريق دمشق_بيروت، مخترقا بذلك التفاهم المستمر منذ التحرير العام 2000 والمتجدد بعد حرب تموز العام 2006 في سابقة شديدة الخطورة والايحاء.

في أي وقت الان ستضرب إسرائيل حزب الله في جغرافية ما بعد الليطاني، ولن يرد حزب الله على شمال إسرائيل، في سيناريو تمهيدي صغير لضربة أمريكية متوقعة داخل إيران ولن ترد طهران في الداخل الإسرائيلي، لقد أثبت الرد الصاروخي الحوثي داخل السعودية كارثية نتائجه العسكرية والسياسية والاجتماعية.

كان الحوثي واضح تماما البارحة في رفض أي مشروع سياسي والاستمرار بالمقاومة السالبة بالرغم من الهزيمة العسكرية الأكيدة وحتمية الاعتراف بالهزيمة الطبيعية وضرورة إطلاق الحل السياسي ولكنها إرادة إيران التي تريد إبقاء الحرب العبثية والجرح الإنساني الرهيب في اليمن مفتوحين الى ما لا نهاية.

والواضح أن هذا هو السيناريو المتوقع في سوريا التي تريد "طهران الثورة" إبقاء الحرب المُخادعة فيها الى ما لا نهاية أيضا، لأن المشروع الإيراني داخلي وصراع سلطوي مغلق يعبر عن نفسه في الإقليم او في المنطقة العربية ولا يملك مشروعا سياسيا لإيران نفسها حتى يقبل بالحلول السياسية خارجها.

حتى الساحة العراقية التي تحاول إيران جاهدة إدارتها سياسيا قد تنهار أمنيا في أي لحظة ويتكرر سيناريو "داعش"، لأنها ليست ظاهرة خارجية بل محلية عراقية كامنة تمتلك بيئتها وجمهورها وجغرافيتها وهو واقع يمتد الى داخل سوريا على طول البادية غرب الفرات وصولا الى أرياف دمشق وحمص وحماة وحلب.

السؤال الذي لا يجب الهروب منه او حتى من صيغته المذهبية: كيف يتوقع النظام في سوريا وحتى في العراق أن يقود ويحكم "المناطق السنّية" المدمرة والنازفة والحاقدة بعمق، المشروع السلطوي_المذهبي المرتبط بإيران سيكرس هذا الصدع العمودي، والمشروع الوطني التشاركي غائب ومغيب وغير مطروح أصلا.

بل وحتى كيف يتوقع حزب الله في لبنان أن يكون شريكا وطنيا كاملا في مجتمع مقسوم عموديا ونهائيا بين (من هو مهدد بوجوده من إسرائيل وبين من يعتمد في وجوده على إسرائيل)، لا بد من صيغة جديدة لتعايش طائفي_مذهبي لا يقوم على الزغل الوطني والتكاذب العربي والاقليمي، في العراق وسوريا ولبنان.

فلسطين التي لم تعد تحتمل رفع شعارات مأساتها الوجودية في إقليم مستهدف أمريكيا ومنطقة عربية مستباحة إسرائيليا، وإسرائيل التي صارت شعارا لمقاومة تمتد من الحديدة في اليمن الى شمال الموصل وحلب، صارت تشكل "تهديدا مذهبيا" داخل البيت العربي_الاسلامي و "شريكا مذهبيا" داخل الفناء الإقليمي.

من غير المجدي عربيا أن نتحدث عن مكاسب إيران او خسائرها في المنطقة والاقليم لأن المشهد سيبقى ضبابيا وحمالا على وجوه، ولكن الواضح أن إسرائيل تتمدد في المنطقة العربية والاقليم بلا كثير عناء وعلى حساب المصالح العربية الوطنية والقومية وعلى حساب القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية.

وبالنتيجة المباشرة لا يمكننا القبول بالربط الإيجابي بين محور المقاومة الافتراضية أو المذهبية بقيادة إيران في المنطقة العربية وبين المصالح العربية الاستراتيجية وطنيا وقوميا ولا يمكننا القبول بالدور الإيجابي لإيران في دعم القضية الفلسطينية، على الأرض هناك خسائر حقيقية ودائمة الآثار.

بالتأكيد هناك مسار أمني_عسكري من مسارات المأساة السورية يرتبط بالمخطط الإسرائيلي لتطويق حزب الله على طول الحدود السورية_اللبنانية، يمكن في جغرافيته استيعاب الدور اللوجستي لحزب الله وشرعنته، ولكن التوظيف الإيراني الجائر للمقاومة اللبنانية في العمق السوري حولها الى تنظيم مذهبي...

الارتباط الاستراتيجي بين النظام في سوريا وحزب الله كان خطأ كبيرا وقراءة إيرانية سطحية لأبجدية الصراع العربي_الاسرائيلي ولرؤية سوريا العربية السابقة لكيفية ادارته بالرهان على الزمن وليس على السلاح، تلك الحقيقة التي دمرها النظام عندما افترض ان مصلحته في جعل الصراع إقليمي_اسرائيلي.

لقد نجحت الفوضى الخلاقة في تحويل الصراع الوجودي العربي_الاسرائيلي الى صراع مذهبي سنّي/اسرائيلي_شيعي، لا يمكن لحركة المقاومة الإسلامية في غزة "حماس" وأخواتها أن تحدث فيه "الفارق المذهبي" الذي ترجوه إيران ولا يمكن حتى لانتصارات حزب الله الحقيقية أن تعطيه وجها عربيا ولو بالحد الأدنى.

قد يكون من المُبكر طرح مشروع (الوحدة القومية الطبيعية بين العراق وسوريا) تلك التي دمرها الصراع البعثي_البعثي، علينا أن ننتظر خروج الفوضى الخلاقة من المنطقة الى الإقليم ثم نرى ما الذي بقي من عرب وعروبة في سوريا والعراق، بل هو مشروع "وحدة قوميات" في مواجهة وحدة طوائف ومذاهب مرتهنة.

علينا أن نراهن على غزو إسرائيلي لسوريا للعودة الى ابجدية الصراع العربي_الاسرائيلي وخلق مقاومة (استرداد الهوية وتحرير الأرض) من مشروع الفوضى الخلاقة وأدواتها.
28/5/2018

صافيتا/زياد هواش

..






التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس