منتديات مجلة أقلام - لبنان يواجه إيران أخيرا...
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى الحوار الفكري العام (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=9)
-   -   لبنان يواجه إيران أخيرا... (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=67376)

زياد هواش 21-10-2019 11:21 AM

لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(1)

الاصرار على بشار الاسد لأسباب غرائبية بالفعل "دمّر" سوريا
والاصرار على جبران باسيل لنفس الاسباب "يُدمّر" لبنان

ليس مهما كيف بدأ الحراك في لبنان وليس مهما بالفعل كيف ينتهي
لقد تجاوز (حالة الاحتقان الى حالة الحَراك الجماعي) وأكد انفصال النظام السياسي وبيئته الحاضنة عن "الاغلبية النسبية" الرافضة للإقطاع السياسي الديني المذهبي
لن يسقط النظام الاقطاعي ولكنه يتحول الى استبدادي قمعي وبدأ بذلك طريق السقوط التاريخي الحتمي

الناس في لبنان لم تكن يوما خائفة من نظامها السياسي بل من الجوار الإسرائيلي والسوري ثم العربي الى حد ما
والناس في لبنان على درجة عالية من الوعي السياسي ولكنه يميلون بالفعل الى تبسيط الحياة وينفرون بطبعهم الجمعي من اللغة السياسية العربية الخشبية السائدة

لبنان ضحية مباشرة للغزو الصهيوني_اليهودي لفلسطين وتحديدا بعد العام 1970 وأحداث أيلول الأسود في الأردن ورغبة العرب وإسرائيل وأمريكا والسوفييت بنقل الفدائيين الفلسطينيين الى لبنان وبيروت لأسباب متداخلة كانت محصلتها تحطيم الثورة الفلسطينية المسلحة

من 1971 وحتى 1983 وخروج منظمة التحرير الفلسطينية الى تونس واليمن بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982
ودخول الجيش البعثي السوري لضبط إيقاع الفلسطينيين في لبنان العام 1976 بعد حرب السنتين 1975_1976
وقيام الثورة الإسلاموية في إيران 1979
تحول لبنان الى "مختبر إقليمي" بامتياز

أنهى اتفاق الطائف في العام 1991 حالة الحرب الاهلية_الاقليمية على أرض لبنان واستمر الغزو البعثي حتى مصرع الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 وخروج الجيش السوري وسبقه خروج الجيش الإسرائيلي العام 2000 من الجنوب واعتقد اللبنانيون أنهم حصلوا أخيرا على الاستقلال !

من العام 1971 الى العام 2005 كان لبنان مسرحا لصراعات عربية وإقليمية وأحيانا دولية أمريكية_سوفييتيه حولت هذا البلد الصغير الى ساحة يتداخل فيها كل شيء افقيا وعموديا تحكمها طبقة سياسية غير تقليدية وميليشياوية تعيش على النزاعات العربية والإقليمية وتخشى الاستقرار والأمان

اليوم وعلى امتداد الجغرافيا اللبنانية وبعيدا عن المذاهب والطوائف يبدو أن ما كانت تخشاه الأولغارشيا اللبنانية قد حدث بفعل حركة التاريخ غير الواعية او بفعل مشروع الفوضى الامريكية الخلاقة التي انطلقت من السفارة الامريكية من بيروت زمن كونداليزا رايس وحطمت المنطقة لا تزال وتتدحرج الى الاقليم

كما في العراق او سوريا او مصر او اليمن وحتى في اوج الغزو او الحرب او الحراك او الصراع الداخلي الدامي كانت دائما الطبقة السياسية الاستبدادية الحاكمة تنتج الفساد وتعيد انتاجه بدون أي رادع او حساب بسيط لرد فعل المتضررين بشدة منه او طبقة الفقراء والمحرومين والوطنيين

عندما انقطع المال العربي والإقليمي عن لبنان انكشفت الطبقة السياسية التي لم تحاول ولو بالحد الأدنى أن تخفف من فسادها وتكالبها على المال العام حتى الدولار الأخير !
لقد حطم الجوع والفقر كل الحواجز والمخاوف والانتماءات الصغيرة

بدأت الطبقة السياسية في لبنان تعيد حساباتها وتعيد لملمت الشركاء والدفاع عن بعضها البعض بعد ان شعر الجميع في الداخل والخارج أن شيئا ما انكسر والغريب في الأمر أنهم مستمرون بالأساليب التقليدية المفضوحة "العصبيات" لتنفيس الاحتقان وتعطيل الحراك لقد قيل يوما في لبنان السياسي زمن الحرب وإعادة انتاج الحرب الاهلية: يبدو أن اللبنانيين/السياسيين لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا

ككل أنظمة المنطقة لن يستسلموا ولن يقدموا أي تنازلات حقيقية وسيستخدمون العنف حتما وصولا الى الحرب الاهلية ولن يتراجعوا لأنهم يمتلكون بأساليب مختلفة بيئة حاضنة حقيقية قادرة على حمايتهم من بقية الشعب او من الأغلبية النسبية الثائرة اليوم

الخصوصية اللبنانية هي في كون لبنان لا يقوم نظامه على جيش حقيقي وأجهزة أمنية قوية وفعالة ولا على أحزاب سياسية او نقابات عمال بالشكل التقليدي بل كل الدولة وهيكليتها والمجتمع ومؤسساته محكومة بالانتماءات الطائفية والمذهبية والمناطقية والمحاصصة الدقيقة

الحراك حطم الكثير من الثوابت التقليدية ومع ذلك قد لا يحقق هذه المرة مكاسب بنيوية بمعنى أنه حقق الكثير او المستحيل ولكنه لا يزال مطالبا بتحقيق الكثير او المستحيل

لا أحد يستطيع ان يواجه "الحراك اللبناني" اليوم غير حزب الله بالرغم من أنه ليس متضررا بالفعل من هذا الحراك او من احتمال الفوضى او حتى الحرب الاهلية بل على العكس تماما
ولكن الحزب مضطر لمواجهته لأنه يعرف أن من يساهم في تطوير وتوجيه هذا الحراك اللبناني يأخذ الجميع لمواجهة حزب الله وحليفه الرئيسي التيار الوطني الحر

من المتوقع أن يواجه حزب الله والحلفاء الحراك اللبناني بعد شد "العصب المذهبي" على قاعدة (شارع في مواجهة شارع) وهذا لن يحدث قبل استعادة السيطرة على المناطق الشيعية بالكامل وهو أمر يحتاج لجهود كبيرة بل هائلة علما أن الأمر غير مضمون النتائج وخصوصا فيما يتعلق بشارع التيار الوطني الحرّ !

البديل عن قاعدة (الشارع في مواجهة الشارع) سلميا هو "الفوضى" أو (الصخب والعنف) وهذا يعني أن إيران وتركيا ترغبان بإشعال حرب أهلية في لبنان للتغطية على غزو سوريا وان إسرائيل توافق على أمل تحقيق مكاسب ما وان أمريكا وروسيا لا تمانعان ويبدو أن هذه المشهدية الإقليمية_الدولية ليست مستحيلة التحقيق

الورقة العربية هي اليوم وغدا بيد السعودية وهي وحدها القادرة على تعطيل سيناريو الحرب الاهلية برعاية الإقليم وذلك بدعوة الرئيس سعد الحريري إذا سمح له الحلفاء بالمغادرة الى السعودية وإعلان استقالته من هناك بطريقة صحيحة وسليمة ووطنية هذه المرة لإغلاق مشهد المرة السابقة الانفعالي وغير المدروس بعناية
21/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

زياد هواش 22-10-2019 08:10 AM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(2)

الاستقالة حتمية !

لن يتراجع حزب الله والتيار الوطني قيد أنملة الى الوراء ولن ينتقل الرئيس بري الى تحالف جعجع_جنبلاط ولن ينسحب جنبلاط من الحكومة والوحيد القادر على قلب المعادلة او حالة السكون القاتل هو سعد الحريري ويحتاج لغطاء سعودي مباشر وواضح تأخر الاعلان عنه كثيرا

اذا كان الحساب مع الحريرية السياسية تم سعوديا فهذا لا يعني ترك الرئيس سعد الحريري لإيران في لبنان وحيدا بعد تجريده من كل شيء !
إيران تريد الفوضى في لبنان ولكنها غير قادرة على صناعتها بالسهولة نفسها في العراق واليمن وسوريا فلبنان مختلف ولكنه ضعيف للغاية وحتى الوعي فيه مرهق جدا

مهما كانت قرارات مجلس الوزراء اليوم هذا إذا خرج أصلا بقرارات حقيقية فستكون صادمة للجمهور وستدفع نحو العنف حتما لقد التقطت الطبقة السياسية أنفاسها وستبادر للهجوم والمزيد من الاحتقان إذا لم يخرج سعد الحريري من لبنان وإذا لم يستقيل خارج لبنان
لن يجرؤ على الاستقالة من لبنان

إذا ولأسبابها لا تريد السعودية التدخل بالمأساة اللبنانية بشكل مباشر فعلى الأقل يجب ان يتلقى سعد الحريري دعوة من فرنسا
يجب تأمين خروج الرجل من لبنان بطريقة صحيحة فمن قتل والده يبدو اليوم أكثر شراسة من أي وقت مضى

من الواضح ان معادلة شارع في مواجهة شارع قد لا تكون خيارا رئيسيا بل من الواضح أن معادلة انقلاب في مواجهة احتقان هي الأكثر حضورا
ومع ذلك قام الثنائي الشيعي بتجربة صغيرة او اختبار بسيط انتهى سريعا بتدخل الجيش اللبناني لصالح الحراك كما حدث ذات يوم في 8 آذار 2005

جمهور حزب الله مغلق ومحتقن ولكنه لن يخرج ضد السيد ولا جمهور أمل سوف يخرج ضد الرئيس نبيه بري وبمرور الوقت سوف تتجه الأمور الى الفوضى والعنف وخصوصا ان التركيز هو على شخص الرئيس نبيه بري والسيد حسن

وليد جنبلاط بالفعل يستطيع أن يخاطب اغلب اللبنانيين
القوات اللبنانية بالفعل تمتلك مؤسسة إعلامية متكاملة تقود الحراك ولا يستطيع التيار الوطني الحر او حركة أمل او حزب الله مواجهتها
المصارف بلبنان بالفعل قادرة على تنظيم الحراك وتمويله لوقت طويل وبسهولة
مواجهة هكذا حراك بغير العنف مستحيلة

المفروض أن يكون الرئيس سعد الحريري "حكم" في هذا الصراع بين الأمريكيين والإسرائيليين وبين الإيرانيين والأتراك على أرض لبنان وبالشعب اللبناني وليس مكسر عصا لأحد
القوات يريدون رئاسة الجمهورية بعد الرئيس عون والاشتراكي يريد ما يطلبه عادة والطرفان الرئيسيان متمسكان بقوة بشرعية النظام الطائفي_المذهبي ولا يريدان الانتقال الى نظام سياسي مدني لا ديني

الحرب الاهلية في لبنان 1975_1976 اسقطت الطبقة السياسية القديمة في لبنان ولم تسقط الأعراف والتقاليد الطائفية والمذهبية والمناطقية
اسقاط الابجدية السياسية في لبنان ومنع انتاج الاقطاع السياسي أمر يبدو معقدا اليوم وبعيدا عن طروحات الحراك اللبناني الذي لا يطالب بسقوط المحاصصة الطائفية_المذهبية مثلا اصل كل بلاء في لبنان والمنطقة والاقليم بل يطالب فقط برحيل الرموز !

من المستحيل ان يتغير المشهد في لبنان من الداخل لذلك الامل هو من الخارج بدخول قوات أمريكية أوروبية قادرة على تغيير النظام او بحرب إسرائيلية إيرانية في سوريا ولبنان
الأهم هو في كيفية الخروج من هذا الحراك بنتائج ما !
الساعات القليلة القادمة ستجيب

اقتباس:
يتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل عجز الحساب الجاري في لبنان إلى حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية هذا العام. ووسط أعمال العنف، التي انطلقت الخميس، أصدر الصندوق تقريرا جديدا، توقع فيه أن النمو الاقتصادي، الراكد عند 0.3% في 2018

كذلك توقع أن يرتفع الدين العام إلى 155% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية عام 2019.

وزعزعت حالة الارتباك التي يشهدها لبنان حاليا ثقة المستثمرين بالاقتصاد اللبناني ورفعت تكلفة التأمين على الديون اللبنانية ضد التخلف عن السداد، التي صعدت بمقدار 87 نقطة أساس إلى 1262 نقطة
انتهى الاقتباس

إذا نجح الحراك اللبناني_المصرفي في فصل الاقتصاد عن السياسة بمعنى (استقلالية النظام المصرفي) نموذجا عن المانيا عن النظام السياسي يبدأ لبنان بالاتجاه صوب الحداثة السياسية والديمقراطية الحقيقية والحرية الاقتصادية والأمن الاجتماعي والا فانه يتجه صوب الفوضى

إذا كانت السعودية (أقوى دولة ماليا واستقرار بالعالم) بالفعل ستطرح أسهم "أرامكو" الوطنية تماشيا مع (أبجدية القرن الأولغارشي الثاني) وخيرا تفعل
تعتقد الطبقة السياسية في لبنان أنها قادرة على استخراج الغاز وسرقته !

النفط والغاز (دمر العراق واليمن وسوريا وليبيا) وسيدمر (إيران) بدون أدنى شك
وحدها (حكومة مصرفية او استقلالية مصرفية) أولغارشية قادرة على استخراج الغاز اللبناني وطرح أسهما والاستفادة منه وتدوير عجلة اقتصاد لبناني متوقفة منذ العام 1971

لو كان هذا الحراك اللبناني واعيا بالعمق لحتمية المستقبل الوطني لطالب برفع يد السياسيين عن المصارف على توحشها وعن ملف النفط والغاز وانشاء "أرامكو" لبانية مثلا "لارامكو" مستقلة وتتبع مصرف لبنان المستقل بدوره ومسجلة في وول ستريت وتطرح أسهمها للبيع

كما لو أن حقيقة المشهد في لبنان اليوم هي:
الغاز بالبحر ماروني او شيعي او سنّي او درزي او ارثوذكسي او من الأقليات !

اليوم ستبدأ الأنظار بالاتجاه صوب لقاء اردوغان_بوتين في الصباح وانتهاء مهله (120 ساعة) الممنوحة للأكراد للخروج من المنطقة التركية الآمنة في شمال سوريا وسيبدأ الحراك في لبنان بالتحول الى مشهد لبناني وليس مشهدا عربيا_اقليميا وعندها فقط ستتكشف الابعاد وتنكشف الأوراق وتتحدد السيناريوهات
22/10/2019

..

زياد هواش 22-10-2019 01:44 PM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(3)

في الطريق الى الثورة

بالرغم من الاستمرار في لعبة تضخيم الأرقام في لبنان بإضافة صفر دائما الا أن (مئتي ألف لبناني) قادرين بالفعل على صنع التغيير النسبي في بلد نسبي في منطقة عربية نسبية وفي إقليم نسبي في عالم شديد النسبية لأنهم يمثلون أكثر من 50% من الشباب (صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير)

في اليوم الرابع للاحتقان اللبناني 20/10 الأحد مساءً تحول (الاحتقان الى حراك) لبناني وبدأت تظهر ملامح التنظيم والتناغم المناطقي في التوقيت والشعارات والملامح العامة للتجمعات الشبابية الحيوية/الابناء والمتضررة من الأحزاب التقليدية بشكل مادي او معنوي ومن خلفها بيئة حاضنة متفائلة/الاباء

في اليوم الخامس للحراك اللبناني 21/10 الاثنين استكمل (الحراك الوطني هويته الثورية المبدئية) بالإضراب شبه العام وبالخوف الطاغي على الطبقة السياسية عبرت عنه جلسة مجلس وزراء سالبة طغت عليها "الملامح الإقليمية" والتطور الأهم كان في وقوف "الجيش الوطني" الى جانب الحراك بشكل واضح وصريح

المنطق التحليلي للفيزياء السياسية لأي حراك وطني يفترض أن يكون لاحقا للحدث اليومي المتفاعل والتراكمي والمتدحرج ولذلك نحن ننتظر ما سوف يحدث في اليوم السادس للحراك اللبناني 22/10 ولا نمتلك القدرة او الحق في التنبؤ به او افتراض مساراته احتراما لإرادة شباب يريد بناء الوطن وبيده القرار

قدمت لنا الأيام الخمسة الماضية ما يمكن تسميته (ملامح الحراك الوطني اللبناني) الواقعي والسلمي والمنضبط بعكس الصورة الإعلامية السطحية والمقصودة ربما له وبعكس ما سبقه على امتداد الساحات الجمهورية العربية او ما يتزامن معه اليوم من أصابع فوضى إقليمية وامريكية في ثورات المنطقة العربية

هناك أصابع إقليمية وامريكية في لبنان ولكنها مكشوفة من جهة ومعلنة من جهة ثانية وهذا ما يميز لبنان بسبب تاريخ فريد ووحيد في المنطقة في الحرية الفردية والجماعية والاعلام والصحافة والنشر وفي الديمقراطية الاستثنائية والايجابية في الإقليم بالرغم من شوائبها المحلية والصدأ الذي أصابها

حراك لبنان لا يخرج ضد القمع بل ضد الفساد ولا يخرج مطالبا بالحرية للشعب بل بحرية البلاد من هيمنة الإقليم والسياسيين المحليين التابعين له ولا يطالب بالديمقراطية بل بتعطيل هيمنة طبقة سياسية مرتبطة بالإقليم على العملية الديمقراطية ونتائجها تسرق الأصوات وتزيف الإرادة وتتغطى بالهويات المذهبية

في الوقت الذي تتجه في الشعوب في جمهوريات الموت العربية نحو (الحرية والديمقراطية والاستقلال) يتجه لبنان نحو المزيد من الحرية والديمقراطية والاستقلال ولذلك لا يزال المشهد اللبناني الإنساني الشبابي الواعي يحتفظ بريادته عربيا وبفرادته إقليميا في منطقة القبليات وإقليم الاسلامويات

في الوقت الذي سقطت فيه الدولة الاستبدادية الستالينية عربيا وبدأت تتشكل ملامح دولة الحرية والديمقراطية المرهقة بالمحليات القبلية والمذهبية والفساد وتدخلات الاقليم بدأ لبنان بإسقاط الدولة القبلية المذهبية الفاسدة والتابعة للإقليم باتجاه بناء الدولة المدنية العادلة والحديثة او دولة القانون والمصارف

إذا نجح الحراك الوطني اللبناني بالتحول الى "ثورة شعبية" فالأمل في مستقبل المنطقة العربية سيتصاعد وسيتحول لبنان الى المختبر الإيجابي أخيرا والنموذج الخلاق عربيا وإقليميا بعكس دوره التاريخي المفروض عليه لأسباب معقدة ولذلك يجب رؤية المشهد اللبناني بكل الإيجابية وتأمين كل الدعم لهم

سيتعرض الحراك في لبنان الى هجوم كل القوى الإقليمية (إيران وتركيا وإسرائيل) التي سترى فيه نموذجا شديد الخطورة وسيتعرض الى هجوم كل القوى الرسمية العربية التابعة للإقليم والأكثر خوفا من هذا النموذج الصادم وغير المتوقع ولذلك يحتاج لبنان الى مساعدة عربية_خليجية سريعة وإيجابية

لحماية لبنان من التهديدات الإيرانية_التركية التي تستهدف في المقام الأول السعودية في المنطقة ومنها لبنان اليوم وغدا يجب ان تتدخل السعودية لسحب الغطاء المذهبي متمثلا برئيس الحكومة سعد الحريري والذي أضعفته كثيرا السعودية نفسها عن النظام السياسي اللبناني الميثاقي والذي تهيمن عليه إيران

اخراج الرئيس سعد الحريري من لبنان ومن السلطة هو خطوة سعودية ضرورية للسماح للحراك اللبناني بمواجهة إيران في لبنان بشكل مباشر وواضح وحلفائها في كل الاتجاهات أصبح واضحا أن تيار المستقبل انتهى وان البدائل عنه الطبيعية هي كما كانت قبله أي زعامات مناطقية تتمتع بالاستقلالية والخصوصية

لا يمكن مواجهة مركزية حزب الله بمركزية تيار المستقبل بل على العكس يجب مواجهتها باللامركزية المُرهقة للغاية فبدل التفاوض مع زعيم واحد يجب التفاوض مع عشرات الزعماء المحليين كما يحدث عند التفاوض مع الزعماء المسيحيين القادرين على انتزاع ما يريدونه من حزب الله لتمرير تشكيل حكومة او انتخاب رئيس او انتخابات نيابية

لا توجد مؤشرات هدنة سعودية مع محور إيران وتركيا الذي لم ينجح في جرّ السعودية الى المستنقع العراقي او السوري ويجب ان لا ينجح في جرّها الى المستنقع اللبناني أيضا لأنهم يعيشون ويعتاشون على الفوضى والحروب المذهبية العبثية والصراعات المناطقية المخادعة وتجارة اللاجئين وخطر الإرهاب المتمثل فيهم أولا وكل هذه الخلطة السحرية بل الشيطانية لا مصلحة للعرب والسعودية تحديدا فيها

حتى إذا أصرّت لأسبابها السعودية على التدخل بالمأساة اللبنانية وعدم الرهان على الحراك الوطني لمواجهة إيران في لبنان عليها ان تعيد الثقل السياسي لطرابلس بعيدا عن بيروت حزب الله وتزكية شخصية سياسية منها لرئاسة الحكومة علما ان الفراغ الحكومي يؤلم حزب الله أكثر من حكومة قائمة او حكومة تسيير اعمال

ليس المطلوب مواجهة إيران بالحراك اللبناني الوطني بل عدم الانجرار الى مخطط إيران لمواجهة الحراك بفوضى الإقليم علما أن هذا الحراك سيصطدم حتما بالمحور الإيراني الإقليمي وتوابعه في لبنان وعندها يمكن الحديث عن كيفية وشكل مساعدته لكي يتحول الى ثورة قادرة على تحرير لبنان من الوصاية الإقليمية
22/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

زياد هواش 22-10-2019 09:19 PM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(4)

حتمية الثورة او كارثة الفشل


انها لعنة التوريث
دمر مصر وليبيا واليمن كفكرة
ودمر سوريا تماما عندما وقع بالفعل
وهو الان يدمر لبنان لمجرد انه تجاوز الفكرة الى الامكانية الحقيقية
التوريث في لبنان يا حزب الله ويا ايران سيعني حرب أهلية وخروج باسيل من المشهد هو فرصتكم الاخيرة الا اذا اردتم بالفعل الحرب الاهلية !

مهما شعرت الأنظمة الاستبدادية الدينية او الحزبية بأنها قادرة على قمع الناس وإرهاب الشباب وعلى القتل والتدمير الا أن هناك حدودا لانتهاك كرامات الافراد وكرامات الجماعات ليس أكثر تعبيرا عنها من فكرة التوريث في أنظمة جمهورية تدعي ما تدعيه من علمانية وحداثة ووطنية وحقوق انسان !

هذا العناد عند الوزير جبران باسيل مصدره إيران من جهة ولعنة السلطة التي تصاب بها الأقليات من جهة ثانية ويبدو أنه حوّل التيار الوطني الحر والواعد الى فرع لبناني من حزب البعث العراقي_السوري والذي سيقود لبنان الى الفوضى والحرب والغزو والدمار في سعيه الانتحاري الى منصب فارغ وشكلاني !

للمرة الرابعة على التوالي سيتوافق اللبنانيون والعرب والاقليم وفرنسا على قائد الجيش اللبناني رئيسا للجمهورية ولكن في أي عام وبعد أي مأساة (انهيار اقتصادي او حرب أهلية او موجة إرهاب دامية او حرب غير تقليدية مع إسرائيل) وبعد انهيار ايران بكل تأكيد وربما بعد عقد من الزمن !

هل حقا انتصرت إيران في العراق
وهل حقا انتصرت إيران في سوريا
وهل حقا انتصرت إيران في اليمن
وهل حقا انتصرت إيران في لبنان !
أو أنها صُلبت على مذبح الفوضى الخلاقة في أربع انحاء المنطقة العربية وهي تنزف حتى الموت وأنها ستدفن في الأرض ولن تقوم في اليوم الثالث وأنها موتا توراتيا ستموت !

لم يكلف حزب الله نفسه في سوريا عناء الشراكة مع أي مكون ديني او مذهبي او قومي راهن فقط على بشار الأسد وعلى الاحتقان هكذا وببساطة
والحزب في لبنان اقوى منه في سوريا بعشرات المرات ومع ذلك يراهن على الموارنة وعلى رئاسة الجمهورية بشكل مبالغ فيه ويقدم تنازلات حقيقية !

لقد تجاوزت تنازلات حزب الله المفرطة المارونية السياسية الى السنّية السياسية فقط ليؤمن غطاء صلب وشرعية توافقية لرئيس الجمهورية المنزوع الصلاحيات !
ضغط حزب الله على جمهوره وعلى الشيعة عموما كرمى لعيون جبران باسيل الذي وجه لهم اهانات أحيانا لضمان شعبويته وقبلوا بها بكل رحابة صدر !

الرئيس سعد الحريري تفصيل والوزير جبران باسيل هو الجوهر في كل ما قام به حزب الله سياسيا واعلاميا وانتخابيا بعد خروج ميشيل سليمان من القصر الجمهوري ولم يكن العماد ميشيل عون في نظرهم الا مرحلة انتقالية لازمة وكافية لوصول الصهر العتيد الى رأس هرم السلطة المعنوي والضعيف جدا والرمزي !

لا يعير حزب الله كثير اهتمام ببقية مكونات المجتمع اللبناني تماما كالمجتمع السوري الا ممن باب الاخراج المسرحي ويستطيع إزاحة أي منها خارج المشهد السياسي بكل بساطة وعنف حتى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ادرك هذه الحقيقة جيدا ويناور اليوم بالحراك ليفاوض عليه !

على الحراك الوطني اللبناني إذا قبل التوصيف أعلاه لأبجدية حزب الله السياسية أن يطرح سؤالا لا يتعلق بالخلفية السياسة_الأمنية للوزير جبران باسيل على أهميتها بل بهذا الاهتمام المبالغ فيه برئاسة الجمهورية الصورية وما هي (القيمة الحقيقية المحلية المضافة) التي يحتاجها حزب الله بهذه الشدة !

هذا السؤال عن إصرار حزب الله على وصول "رئيس ماروني حليف" هو مفتاح تحول الحراك الى ثورة والجواب بالفعل يجب ان يكون (لبناني جمعي متفق عليه) لأن أحدا غيرهم لا يريد ولا يستطيع ان يجيب عليه لأسباب أمنية في المقام الأول والأخير
ولكن لماذا هذا الجواب على هذه الدرجة من الأهمية بالفعل !

هذا السؤال الثاني الموازي يمكن الإجابة بسهولة ووضوح عليه:
عندما يرفع الحراك الوطني اللبناني شعار اسقاط الطبقة السياسية وتغيير النظام القائم بهيكليته الشخصية اليوم وليس البنيوية الميثاقية واستهداف الوزير جبران باسيل شخصيا والرئيس سعد الحريري معنويا هو يستهدف "أمن حزب الله مباشرة"

حتمية المواجهة بين الحراك الوطني وحزب الله ومن خلفه التيار الوطني الحر وتيار المستقبل المُترددين اليوم جماهيريا والضائعين قليلا
تقود الى حتمية الانتقال الى الثورة لأن حزب الله سيعتبر محقا أن هذا الحراك بمثابة الغزو الإسرائيلي العام 2006 عليه وليس أقل من ذلك (اقتلاع من الأرض)

يعتقد حزب الله ان بقاؤه في الجنوب بأهمية بقائه في بيروت والبقاع وأن بقاؤه في السلطة السياسية الخاضعة له هو الضامن الوحيد له محليا وعربيا ودوليا وبكل الاتجاهات (امنية وسياسية واجتماعية واقتصادية وهي الأهم اليوم وغدا) وأن هذا البقاء السياسي يحتاج لرئيس جمهورية حليف ورئيس حكومة متعاون

الجدل في عقيدة حزب الله السياسية كالجدل في عقيدته العسكرية او المذهبية جدل عقيم
والحزب لا يخفي وجهه الإقليم او الغيبي وهو يتبنى كل أحداث او تداعيات تظهر هذه الهوية وتشرعنها وتثبتها في أذهان الجميع
وعلى الحراك الوطني ان يرى هذه الحقائق بوضوح قبل ان يسير في الطريق وحيد الاتجاه نحو الثورة

حزب الله يسير بـ (جبران باسيل او بسعد الحريري) في الطريق الإقليمي _ الدولي شديد الخطورة والذي سار فيه يوما (رفيق الحريري او رشيد كرامي او رينيه معوض او بشير الجميّل)...
الحراك موضوع معنوي نسبي ولكن الثورة موضوعة مادية مطلقة ولا عودة الى الوراء ويجب ان يُدفع ثمن التغيير غاليا جدا
22/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

زياد هواش 24-10-2019 05:56 PM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(5)

في فسيفساء الحِراك الوطني اللبناني

من مصلحة الشيعة في لبنان التحول نحو "الدولة المدنية" لأنهم الأكثر عددا وخصوصا أنهم تحت قيادة ثنائي (حركة أمل وشقيقها الاصغر حزب الله) متناغم ولكن حزب الله ملتزم بعمق برؤية إيران للبنان وهو لذلك المدافع الأكبر اليوم عن النظام الديني_المذهبي وعن رئاسة الجمهورية المارونية لأسباب وجودية إذا صح التعبير

حركة أمل لا تمانع ابدا كما صرح رئيسها ورئيس المجلس النيابي نبيه بري مؤخرا بإلغاء النظام الطائفي والانتقال الى "الدولة المدنية" لأن هذا هو مشروع نبيه بري بعد غياب الامام المؤسس موسى الصدر بظروف معقدة وملتبسة وهذا أيضا سبب انشقاق حزب الله عن الحركة والمطالبة بالدولة الدينية المذهبية

وبغض النظر عن تعارض في الرؤيتين بين "الحزب والحركة" الا أن التوافق تام بينهما فيما يتعلق بالهيمنة المطلقة على الجمهور الشيعي باستثناء جيوب يسارية وشيوعية سابقة هي التي تتحرك اليوم في الجنوب والبقاع ولكنها لا تملك أي فرصة في إحداث فرق حقيقي والانتقال الى حالة الثورة الوطنية

الأغلبية الشيعية في لبنان تحت هيمنة حزب الله وحركة أمل وتتوق كبقية مكونات المجتمع اللبناني المدني الى حريتها الشخصية وهذا ما يجعل الحراك الوطني اللبناني شديد الخطورة على حزب الله ثم حركة أمل نموذجا عن بقية أحزاب وتيارات لبنان الطائفية والمذهبية التي تهيمن على جمهورها ولا تمتلكه بمعنى تقنعه

لذلك نرى ونسمع رجال دين شيعة يؤيدون بقوة الحراك الوطني لأنهم متضررين من هيمنة الثنائي الشيعي المطلقة ولأنهم أصحاب مصلحة حقيقية في التغيير والدولة المدنية ولذلك أيضا يرى الثنائي في الحراك خطورة على جمهور الشيعة وعلى حصته في السلطة وعلى العلاقة المصيرية بإيران بالنسبة لحزب الله

حركة أمل لم تشارك في القتال في سوريا وتمايزت عن حزب الله وخسرت علاقتها التاريخية بالنظام لصالح الحزب المهيمن على سوريا مقابل احتفاظ رئيسها نبيه بري بعلاقات مميزة مع العرب وخصوصا السعودية وقطر ومع ذلك لا يمكنه ان يختلف على الصعيد الداخلي مع حزب الله في رفض الحراك الوطني وافشاله

إذا نجح الحراك الوطني بالتحول الى ثورة وأسقط النظام السياسي فهذا لا يعني أن حركة أمل تحديدا ستسقط او ستنهار بل ستحافظ على قوتها وسيطرتها وجمهورها الاغلبي النسبي لأسباب محلية ولكن الحركة ورئيسها يعرفان جيدا ان حزب الله لن يسمح بسقوط النظام ولو ذهب الى الحرب الاهلية والثورة المضادة

من مصلحة السنّة في لبنان التحول نحو "الدولة المدنية" بدورهم لأنهم عدديا الرقم الثاني بعد الشيعة في المعادلة الديموغرافية الطاغية ولأنهم يتوزعون على كل المناطق اللبنانية وفي كل المدن الرئيسية ولا يعانون بالفعل من عقدة العدد او المنطقة او الانعزال بمعنى الخصوصية المستهدفة والخائفة

والسنّة في لبنان لم يتورطوا بالحرب الاهلية وتجنبوا دائما تشكيل ميليشيات مذهبية وخرجوا من الحرب تحت قيادة رفيق الحريري منتصرين بالفعل من حيث انتقال الصلاحيات لرئيس الحكومة من رئيس الجمهورية بفضل اتفاق الطائف والدعم السوري المباشر لتنفيذ الاتفاق والحفاظ عليه حتى العام 2005

ولكن بالمقابل اتسمت تجربة رفيق الحريري بالسلطة بالكثير من الارتجال السياسي والأخطر الارتجال الاقتصادي حتى لا نقول الفساد والاسوأ المركزية او الديكتاتورية من حيث أنه تحول على زعيم أوحد واستأثر بالشارع السنّي الذي لم يتعود الا على التنوع واللامركزية والتعددية المناطقية والمرونة

لقد أمّن رفيق الحريري لحزب الله تغطية أوروبية سياسية لم يكن يحلم بها أمينه العام وإذا كانت عناصر من حزب الله قد اغتالت رفيق الحريري على ما هو شائع فان الضرر الأشد من وراء هذا الاغتيال هو تيار الحمائم او تيار نصر الله الذي استهدفه بهذا الاغتيال صقور الحزب والحرس الثوري في طهران

بكل الأحوال يرى صقور حزب الله في هذا الحراك الوطني اللبناني فرصة للاستيلاء على حزب الله والقضاء على تيار الحمائم وازاحة نصر الله عمليا والقضاء على كل إمكانية مستقبلية في التعايش بين الحزب وبين الطبقة السياسية اللبنانية الضعيفة والتي لا يؤمنون بأهمية تعايش الحزب القوي معها باحترام

من هنا الخطورة على الرئيس سعد الحريري الذي يغطي التيار الأضعف في الحزب في مواجهة التيار الأقوى وخصوصا إذا ثبت أن قائد الصقور قاسم سليماني في الاقليم بجسده وليس فقط بروحه في بيروت وهذا التوصيف ينطبق تماما على الوزير جبران باسيل فكلاهما لاعبان محليان ضعيفان في مشهد اقليمي متدحرج

تبعية الرئيس سعد الحريري لحزب الله اضعفته كثيرا ورد فعل السعودية السلبي عليه لأسبابها القت به بين يدي الحزب المتحفز ولذلك الجمهور السنّي في الحراك الوطني بالعموم متمثلا بجمهور طرابلس خصوصا مضافا اليه لمسات السيد أشرف ريفي المتحفز بدوره تأخذ الشكل الأكثر قوة وتنظيم ورفضا للنظام القائم !

من مصلحة الموارنة في لبنان "اسقاط نظام الطائف" ولأنهم يدركون أنهم خسروا الحرب (عبر الرهان المبالغ فيه على إسرائيل والرهان الكارثي على الامريكان الذين يكررون اليوم مع الاكراد في شمال سوريا والقوات الكردية ما فعلوه مع المجتمع المسيحي في لبنان والقوات اللبنانية) ويريدون صيغة سياسية جديدة

في ظاهر الحراك الوطني أن الجمهور المسيحي مستاء من تبعية الوزير جبران باسيل لحزب الله وتأثيره السلبي على رئيس الجمهورية بشخصه وموقعه ولكن في العمق هناك رغبة تقودها القوات اللبنانية لا تريد موقع الرئاسة بشكله الحالي بل اسقاط مفاعيل اتفاق الطائف وإعادة انتاج شكل جديد للسلطة السياسية

إذا هناك تلاقي بين صقور حزب الله الشيعي وصقور ما كان يسمى يوما بتيار المستقبل السنّي وصقور المجتمع المسيحي او القوات اللبنانية على تحطيم النظام السياسي اللبناني القائم سواء من داخل الحراك الوطني كالقوات وتيار يقوده السيد أشرف ريفي او من خارج الحراك وفي مواجهته او صقور حزب الله

هل سينجح تيار العقلاء في لبنان من داخل الحراك الوطني وخارجه في الحفاظ على لبنان بصيغته التاريخية او المعدلة بالطائف او سينجح تيار الصقور في الحراك الوطني وخارجه في اسقاط الصيغة التاريخية والمعدلة للبنان هذا هو الخط الأحمر الذي لا يرغب أحد في الاعتراف به أو في رؤيته وعدم تجاوزه !

بالخلاصة هذا الحراك الوطني اللبناني يختزن في داخله الكثير الكثير من "الاحتقان المتراكم" الذي لا يمكن بالفعل السيطرة عليه والذي سيجعل من تحوله الطبيعي الى ثورة حقيقية قادرة على التغيير الواعي والخلاق أمرا شبه مستحيل او بمقام المعجزة التاريخية والا فان الحرب الاهلية حتمية غدا او في المستقبل القريب
24/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

زياد هواش 25-10-2019 11:19 PM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(6)

بلاد الشام تواجه الاقليم

ما يحدث في العراق او لبنان هو:
مقاومة شعبية شبابية ضد الغزو الإيراني والحلفاء المحليين
السؤال المركزي هو:
هل نحن أمام "زلزال" او "بركان" !
فـــــوضى أو ثـــــورة

الحراك الوطني العراقي المُلهم للحراك الوطني اللبناني بسبب تشابه مشهدية الغزو الإيراني للكيانين العربيين والغطاء الأمريكي_الاسرائيلي له

الحراك العراقي خاض أول معاركه وقدم اول شهدائه وهو اليوم "ثورة" تتجه لأن تكون "مقاومة شعبية" لتحرير العراق من (الغزاة الإيرانيين والخونة العراقيين)

الحراك اللبناني يجب ان يستعد لخوض أول معاركه ولتقديم اول شهدائه ويجب أن يتحول الى "ثورة" ثم الى "مقاومة شعبية" لتحرير لبنان من (الغزاة الإيرانيين والعملاء اللبنانيين)

قد يكون من المؤلم من بعض النواحي ان نكتب عن "حزب الله الإيراني" بهذه اللغة ونستخدم هذا التوصيف ولكن ما فعله في سوريا والعراق واليمن وما سوف يفعله في لبنان لم يترك لـ (الأحرار والانسانيين والعقلاء) أي خيار

حزب الله الذي حرر الجنوب ذات مقاومة من إسرائيل وعملاء إسرائيل فيما كان يسمى يوما "جيش لحد" تحوّل الى "جيش قاسم سليماني" وعملاء محلين للغزو الإيراني وغزاة جدد لجنوب كلّ اللبنانيين

ولأننا (أحرار وانسانيين وعقلاء) في الكيان السوري وسنواجه نفس الغزاة الإيرانيين وأبناء عمومتهم الاتراك ونفس الخونة والعملاء المحليين تحت مسمى حزب البعث وأبناء عمومته حزب الله والحشد الشعبي وداعش والبقية...

نحن مؤيدون حتميون لثورة العراق وحراك لبنان لنا مصلحة وطنية سورية عليا في تحول ثورة العراق الى "مقاومة شعبية" وتحول حراك لبنان الى "ثورة" لأن مصيرنا واحد وعدونا واحد وسقوطنا واحد

ان أي انتصار او صمود لـ (ثورة العراق او حراك لبنان) هو نجاح لمسار طبيعي وتصاعد حتمي لحالة الاحتقان والألم في سوريا وضرورة تطورها الى حراك والى ثورة والى مقاومة شعبية

ان دماء الثوار في العراق هي فداء عن ثوار لبنان وعن سوريا ولا نريد ولا نستطيع ان نبقى "سلميين" او ان نترك العراق وحيدا أو نسقط جميعا او ننتصر جميعا تلك هي حتمية التاريخ في الجغرافيا

عدونا وعدو كل (الاحرار والانسانيين والعقلاء) في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واحد إنهم "غزاة الإقليم" المتجسدين في عملاء وأتباع ومريدي (إيران وتركيا وإسرائيل)

حتى هذا اليوم يقود "قاسم سليماني" وغلاة أتباعه وعملاؤه عمليات قتل ثوار العراق وترهيب وضرب المتظاهرين اللبنانيين ولا تزال قيادات حزب الله التقليدية ترفض زج الجمهور الواسع في مواجهة مع المتظاهرين السلميين ولكن الى متى !

قاسم سليماني متعطش للقضاء على الوجه السياسي لحزب الله وتحويله الى حشد شعبي او حوثي بمعنى الانفصال التام عن الهوية الوطنية وهوية المنطقة والولاء المباشر والنهائي للهوية المذهبية ولإيران

الأكيد ان حزب الله بعد هذا الحراك الوطني اللبناني لن يبقى كما كان قبله أو يستعيد جناح الحمائم فيه المبادرة أو يقع في قبضة جناح الصقور بعد فائض القوة الذي يتمتع فيه بدعوى الانتصار في سوريا بعد لبنان

الهدف الحتمي لثورة العراق ليس الفساد ورئيس الحكومة والطبقة السياسية العراقية_الايرانية الحاكمة بل تحرير العراق من الغزو الإيراني المباشر ومن الخونة العراقيين الذين يقودهم قاسم سليماني

الهدف النهائي لحراك لبنان ليس الفساد والرؤساء والطبقة السياسة التقليدية الصدئة اللبنانية بل تحرير لبنان من الغزو الإيراني غير المباشر ومن العملاء اللبنانيين الذين يقودهم قاسم سليماني

المشكلة الحقيقية ليست في الطبقة السياسية الحاكمة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين بل في تبعيتهم المطلقة لإيران وتركيا وإسرائيل على حساب الهوية والانتماء والسيادة والاستقلال

لم يعد هناك أي فرق بين المأساة الفلسطينية منذ العام 1948 او المأساة اللبنانية منذ العام 1975 او المأساة العراقية منذ العام 1981 او المأساة السورية منذ العام 2000

الثورة في العراق هي ثورة للهوية العربية على الغزاة الإيرانيين تمثلا بثورة الاكراد على الاتراك
والحراك في لبنان هو حالة مقاومة سلمية حضارية للهوية الوطنية اللبنانية على الغزاة الإيرانيين تمثلا بالانتفاضات الفلسطينية على الغزاة الإسرائيليين

حربنا الحقيقية في بلاد الشام (عربا واكراد ووطنين) ليست مع الامريكان وليست مع الروس في العمق بل مع الإقليم وعندما ننتصر على الإقليم سينسحب الروس ويتراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة الى ما يشبهه في الإقليم وعبر العالم
25/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

زياد هواش 25-10-2019 11:21 PM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(7)

العزف على قيثارة المذهبيات هزيمة

من سيتحدث الى شباب لبنان وسوريا والعراق بعد ظهر هذا اليوم !
حـــسن نصر الله أو قـــاسم سليماني
هذا هو السؤال الكبير.

هذا الحديث سيكون مضرجا بدماء ثوار العراق
والمجزرة التي تحدث اليوم في العراق هي تحديدا رسالة قاسم سليماني الى كل اللبنانيين
وفي الوقت الذي تتحول الثورة في العراق بدماء الاحرار الى مقاومة تحدث قاسم سليماني الى بقية اللبنانيين

حزب الله يعتبر بحق ويرى بوضوح لا لبس فيه أنه المُستهدف النهائي من هذا الحراك اللبناني وجاء خطاب أمينه العام هذا المساء ليقول للحراك أن هذه السلطة السياسية الخاضعة له لن تقدم أي تنازلات تتجاوز الإصلاحات وأنها مستمرة بعملها بغض النظر عن أي استقالات حصلت او ستحصل في المستقبل

وقدم حزب الله عرضا وحيدا للحراك الوطني هو الحوار مع (رئيس الجمهورية وفقط الرئيس) مؤكدا على أن هذا الحوار مشروط بالإعلان عن القيادات الحقيقة لهذا الحراك والتي لا تريد الكشف عن وجهها لأنها من بقية الطبقة السياسية والسلطة السياسية ومتورطة أكثر من غيرها بالفساد والارتباطات الإقليمية

من الواضح أن الرئيس ميشيل عون بالنسبة لحزب الله خط أحمر لأسباب حيوية إذا صح التعبير
ومن الأكيد أن أي تنازلات حتى على صعيد تعديل الحكومة كمبادرة إيجابية باتجاه الحراك الوطني ليست مطروحة أساسا للنقاش
وأن الرهان على الوقت هو خيار النظام السياسي وليس فقط خيار الحراك الوطني !

والأكثر وضوحا أن حزب الله مرتاح لوضعه في بيروت والجنوب والبقاع ويعتبر ان الحالة القائمة في طرابلس وبدرجة أقل في صيدا وصور ستبقى مناطقية ومذهبية وغير قادرة على الامتداد وعلى أكثر من عزل نفسها عن بقية لبنان بالرغم من الدعم الذي تتلقاه من الخارج وأنها انشقاق عن تيار المستقبل الشريك !

واعتبر حزب الله نفسه مسؤولا عن متابعة الحراك الوطني في مناطقه فقط وأن بقية الحلفاء كالتيار الوطني الحرّ مسؤول عن متابعة الحراك في مناطقه وكذلك الشقيقة حركة أمل والحلفاء في الجبل والأصدقاء في الشمال والبقاع وبقية المناطق وهي دعوة لما يمكن تسميته مبدئيا بـ (الأمن السياسي الذاتي) !

يرى حزب الله ان الحرب الاهلية قد تحصل وانه لتجبها يجب ان يكون تيار المستقبل في مواجهة الانشقاقات عنه والتيار الوطني الحرّ في مواجهة القوات اللبنانية واحزاب الجبل في مواجهة الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل في مواجهة اليسار الشيعي التاريخي وحزب الله في مواجهة إسرائيل والتنظيمات الإرهابية !

بمعنى أنه إذا كان أشرف ريفي المُتحمس وسمير جعجع المتربص ووليد جنبلاط المتردد يريدون الحرب الاهلية في لبنان خدمة لمصالحهم ومصالح الإقليم فحزب الله ليس خائفا على نفسه او مناطقه ولكن على حلفائه وأصدقائه ان يستعدوا مثله لهذا الاحتمال القائم والذي سيقود اليه استمرار الحراك الوطني !

يمكن الاستنتاج بأن حزب الله أعطى للحراك فرصة تمتد الى نهاية هذا الشهر للإعلان عن قياداته وتحديدا في بيروت والجبل والذهاب الى طاولة الحوار في القصر الجمهوري تحت سقف ورقة الإصلاحات التي قدمها رئيس الحكومة وبذلك يكون حزب الله قد صحح غلطا ارتكبه بحق سعد الحريري عندما اسقطه في المجلس النيابي

حزب الله اليوم يستفيد بعمق من تجربته في اسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة سواء عن طريق استقالة وزرائه ووزراء أمل او عن طريق الاعتصام امام السرايا الحكومي لأشهر طويلة ورفض فؤاد السنيورة تقديم أي تنازل لحزب الله او لحركة أمل او للتيار الوطني الحرّ يومها متمترسا وراء دعم السفارة الامريكية المباشر له

يمكن الاستنتاج بسهولة أن حزب الله يعتبر ان القوات اللبنانية أعادة بناء قواتها العسكرية والأمنية في الداخل والخارج وان الحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال يحتفظ بتنظيمه العسكري والأمني وان اللواء أشرف ريفي في طرابلس أعاد تنظيم القوى الإسلاموية المحلية واللاجئة على شكل تنظيم مسلح نائم اليوم

ولا تزال حركة أمل تحتفظ بمقاتليها وأسلحتها وكذلك الحزب السوري القومي الاجتماعي والمردة ومقاتلي الوزير وئام وهاب وكذلك هو حال بقية الحلفاء والأصدقاء والتنظيمات المستقلة كالحزب الشيوعي والمخيمات الفلسطينية في حين يبقى تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ خارج لعبة السلاح والميليشيات

كل ما قاله أمين عام حزب الله هذا المساء عن الحراك الوطني في ظاهره وابعاده واعماقه واحتمالات حركته هو صحيح ودقيق ولكنه ينطبق أيضا على الحزب والحلفاء والاصدقاء أيضا وبنفس الدقة !
ويبقى السؤال الرئيسي:
هل يرى حزب الله والحلفاء جمهورهم وبيئتهم الحاضنة بنفس العمق والوضوح والدقة !

وافق حزب الله والحلفاء على تسمية ما يحدث في لبنان بالحراك الوطني وهو أمر جيد ولكنه مؤقت واستبعدوا أن يستطيع ان يحمي نفسه من داخله من الاختراقات والتوظيفات وتداعيات الصراعات العربية الإقليمية وقال الحزب بصراحة متناهية أن الحراك لا يمثل جمهوره ولا يعبر عن بيئته الحاضنة وأنه في مكان ما يستهدفهم جميعا !

نجاح هذا الحراك الوطني اللبناني بعد خطاب امين عام حزب الله هذا المساء يتوقف بالفعل على وطنية البيئة الحاضنة لحزب الله وبقية الحلفاء وعلى قدرة الحراك نفسه على اغلاق صفوفه امام المراهنين والفاسدين والطائفيين والمذهبيين والمرتزقة وتجار الازمات ودكاكين السياسيين اللبنانيين التقليديين !

الحراك الوطني اللبناني وصل اليوم الى مفترق طرق أو يفرز بالفعل قيادات وطنية لا غبار عليها ويحاور بقوة النظام ويستمر بقوة او يتحول الى الثورة والى العنف الثوري ويراهن على التدخل الدولي او على الأقل الضغط الدولي او ينكفئ ويعيد حساباته قبل ان يجد نفسه بين سندان الداخل ومطرقة الإقليم

مقتل الحراك الوطني اللبناني واضح ووحيد انه حراك يستهدف هيمنة (حزب الله الإقليمي) على النظام السياسي اللبناني والفساد والدولة اللبنانية الوطنية الضعيفة ولا يستهدف "الشيعة"
عقلاء وانسانيو وأحرار لبنان كل لبنان والمنطقة العربية لهم مصلحة حقيقية في تغيير هذا الواقع.
25/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

زياد هواش 26-10-2019 01:07 PM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(8)

السبت 26/10/2019
الحراك الوطني اللبناني الى أين !

الجمعة 25/10/2019
من رحم (الحراك الوطني العراقي الدامي) تولد ثورة شبابية تمتلك القدرة على استخدام "العنف الثوري" الواعي وتتشبع بجماليته وتتجه حتميا نحو "المقاومة الوطنية المسلحة" لتحرير البلاد من الغزو الإقليمي والدولي (إيران وتركيا وأمريكا)

من الطبيعي ان يصل التناقض الحتمي بين طبقة الخونة والعملاء السياسيين_الاقتصاديين الحاكمين في العراق "الأولغارش العراقي المذهبي المتوحش" وبين الشعب العراقي صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير الى درجة الصدام المباشر وحالة الثورة والمقاومة والعنف والعنف المضاد والحرب الاهلية

قضى حزب البعث الستاليني الاستبدادي على الاقتصاد العراقي باكرا والحقه بالسياسة واستخدم موارد الدولة في مشاريعه الديكتاتورية حتى عام الغزو الامريكي 2003 والذي الحق الاقتصاد العراقي بالبنوك الامريكية وصنع بالتعاون مع إيران طبقة الأولغارش السياسية الضامنة للتبعية الاقتصادية

استمدت طبقة الأولغارش العراقي شرعيتها في الداخل من الهويات المذهبية العابرة للهوية الوطنية ومن العنف الميليشياوي المذهبي ولم ترد ولم تستطع القيام باي إصلاحات اقتصادية بالحد الأدنى او باي شراكة مع الطبقات المتوسطة والفقيرة وأدارت البلاد بأبجدية الفساد المطلق الصلاحيات

من الطبيعي امام هذا المشهد الاجتماعي_الاقتصادي المُغلق ان يكون الاحتقان ثم الحراك ثم الثورة في العراق ثورة اقتصادية_اجتماعية مستكملة لأسبابها التاريخية او ثورة الطبقات الدنيا على الأولغارش وأن تسقط بفعل الفساد والفقر والإرهاب الديني كل الهويات أمام المد الجماهيري والهوية الوطنية

الثابت ان قوانين التاريخ العلمية وحركته الى الأمام ستقود الى نجاح الثورة والمقاومة العراقية الحتمي ولكن المتغيرات الطبيعية هي من يحدد المدى الزمني المطلوب للانتصار وحجم التضحيات الثورية والإنسانية اللازمة والكافية لإتمام عملية التغيير الواعي وبناء دولة المواطنة والقانون المدنية

في لبنان المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي مختلف تماما عن المشهد العراقي ولذلك فان المسار المتوقع للحراك الوطني اللبناني مختلف تماما فلبنان يتمتع تاريخيا بالفعل بدولة مدنية فيها الحد الأدنى من المواطنة والقانون والحريات الفردية والعامة والديمقراطية العرجاء والحيوية السياسية

كنتيجة طبيعية لأسباب وتدخلات جائرة عربية (سوريا والسعودية وقطر) وعدائية إقليمية (إسرائيل ثم إيران) عبر تاريخ لبنان الحديث كله وبسبب لعنة الجغرافيا في المقام الأول وصل لبنان (لأسباب خارجية ثم داخلية) بعكس العراق وبقية جمهوريات الموت العربية الى نظام الأولغارش السياسي المتوحش

لذلك الحراك الوطني اللبناني والذي بدأ محليا مطلبيا واصلاحيا وشديد الواقعية عند استطلاع رأي شرائح واعية من المحتجين السلميين بالرغم من الشعارات الشعبوية التي رُفعت بأناقة وتحت سقف الذوق العام وبشمولية تجاوزت الفسيفساء اللبنانية السالبة والمهيمنة على الحياة بمناحيها في لبنان الأخضر

هو في جوهره (حراك استقلالي وحراك انقلابي) يعبر عن حالة الوعي الكامنة والمتفق عليها بين شرائح واسعة وعابرة "فرديا وجماعيا" للمناطق والطوائف والطبقات والانتماءات والثقافات والتجارب في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر وهو ما لمسته الطبقة الأولغارشية الحاكمة وأربكها

هو "حراك وطني انقلابي واعي" على الطبقة السياسية التقليدية المغلوب على أمرها اليوم (التيار الوطني وحركة امل والمستقبل والتقدمي الاشتراكي والمردة والناصري والشيوعي والقومي و....) والمرتهنة لصالح القوى الثلاث الكبرى في لبنان مذهبيا وسياسيا:
القوات اللبنانية وحزب الله والمستقبل/تيار أشرف ريفي

وهو "حراك وطني استقلالي" بدأ يتشكل وعيه العميق بعد خطاب حزب الله البارحة وهو يواجه:
القوات اللبنانية وعلاقاتها القديمة بإسرائيل ومشروعها الكونفدرالي
حزب الله وعلاقاته الاحدث بإيران ومشروعه الكونفدرالي
تيار المستقبل/انشقاق أشرف ريفي وعلاقته المتطورة بتركيا ومشروعه الكونفدرالي

هذا الحراك الوطني اللبناني عليه أن يدرك بقوة أنه مخترق في الشمال من داخله بتيار أشرف ريفي التركماني الذي يقوده على الأرض بوضوح ومخترق في بيروت من القوات اللبنانية الإسرائيلية التي تقوده من خلف الأكمة ويواجه بوضوح حزب الله الإيراني ومن خلف هذا الثلاثي الرهيب الأحزاب الصغيرة التابعة !

هذا المشهد الداخلي اللبناني المعقد في هذا البلد الصغير يتطلب من هذا (الحراك الوطني السلمي) الكثير من الوعي الإقليمي والكثير من الاهتمام والانتباه الى الخارج وبمقدار ما هو مطالب بالتحول الى ثورة حقيقية ذات تنظيم واضح المعالم بمقدار ما هو مطالب بالحفاظ على سلميته في المدى المنظور

لبنان كله وليس فقط الحراك الوطني فيه ورقة تفاوض قوية بيد حزب الله وجيدة بيد إسرائيل وضعيفة بيد تركيا على طاولة المفاوضات السورية_العراقية الفوضوية في صراع الإقليم مع تغوّل الروس والامريكان بالدرجة الأولى وهذا الواقع يتيح للحراك هامش مناورة وربح في مكان ما وهامش خسارة في مكان ما !

رد الحراك الوطني اليوم في الساحات على خطاب أمين عام حزب الله البارحة سيحدد الى حد كبير درجة وعي هذا الحراك لمكوناته وبيئته وخصومه وقراءته الصحيحة للمنطقة والاقليم لأنه حراك وطني بعمق عربي_اقليمي شديد التغير والتبدل والعدائية والفوضى كما لو أن المطلوب هو (الاستمرارية والرهان على الوقت)

كما لو أن كل متربص (من خونة الحراك الوطني اللبناني او من عملاء الإقليم) يريد أن يتحول هذا اليوم المفصلي الى "سبت الساحرات" !
26/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

زياد هواش 27-10-2019 11:52 AM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(9)

27/10/2017
يوم الذروة


في العراق المشهد دامي ولكنه واضح
الدم العراقي طريق الى الحرية
في لبنان المشهد سلمي ولكنه شديد الغموض
الغموض اللبناني طريق الى الفوضى
الساحتان تفترقان اليوم

حكم الأكثرية الشيعية الإيرانية في العراق جعل من أكثرية الفقراء الشيعية في العراق أكثر قدرة على الحراك وأكثر تعطشا للثورة وأكثر اقترابا من هويتهم العربية المتأصلة في جذورهم السنّية التاريخية القريبة
من هم في الحكم اليوم من أصول فارسية ومن يثور عليهم من أصول عربية انه صراع قوميات

حكم الأكثرية السياسية الإيرانية في لبنان جعل من أكثرية الفقراء في لبنان أكثر قدرة على الحراك وأكثر تعطشا للحرية وأكثر اقترابا من هويتهم الوطنية المتأصلة في جذورهم المسيحية والاقلوية التاريخية
من يهمن على السلطة اليوم من أصول إيرانية ومن يواجههم من أصول وطنية انه صراع سيادي

سينتصر العرب والكرد على الإيرانيين والأتراك في العراق هذا أمر حتمي في منطقة عربية تعود الى أصولها التاريخية القبلية_المذهبية الطبيعية بعد (انتهاء وانهيار وانحسار لعنة سايكس_بيكو) عن كياناتها السياسية الضيقة وشعوبها القلقة وهوياتها القومية المتضخمة والدينية والمذهبية المشبوهة

الوهابية الصاخبة تنحسر عن جزيرة العرب لصالح المذاهب السنّية التقليدية والتاريخية والهادئة والمسالمة والعنف الإخواني العثماني يسقط قناعه المذهبي الكارثي ويتحول الى عدو مباشر للعرب والثورة الإسلاموية المذهبية الفارسية يسقط قناعها التبشيري وتكشر عن انيابها القومية الحاقدة والمخادعة

العرب في جزيرة العرب يستعيدون هويتهم القومية ومذاهبهم التاريخية واسلامهم الإنساني ويتجاوزون بهدوء وسلام الغزو العثماني السنّي القديم والغزو الإيراني الشيعي الحديث وكذلك هو واقع الحال في العراق واليمن ولكنهم يتجاوزون الزيف والشبهة بثمن كبير (عنف غير مسبوق وصخب يمتد على مساحة الإقليم)

في سوريا النظام أقلوي والعرب أقلية وبقية المكونات التاريخية أقليات دينية ومذهبية ذات جذور قومية اقليمية حادة وحاقدة وتجربة التعايش تحت ضغط الهوية القومية العربية كان خدعة شديدة الخطورة وأدت الى كارثة إنسانية واخلاقية وقومية ووطنية حطمت الى الابد هذا الكيان المنكوب بسكانه بل غزاته

في لبنان لا يوجد عرب تاريخيا ولا يوجد من يريد الانتماء الى الهوية العربية حاضرا لا قوميا ولا تاريخيا حتى لأسباب صحيحة وكفى
استغل صهاينة إسرائيل لبنان للهروب من حالة الشذوذ التاريخي والإنساني والأخلاقي لكيانهم وانسانه استغلالا مروعا لم يحتمله لبنان (هذا الكيان المنسجم مع جغرافيته وشعبه)

استغل العرب كلهم لبنان الجميل ليهربوا من مسؤوليتهم التاريخية ودورهم الحاسم في المأساة الفلسطينية واستغلت القيادات الفلسطينية لبنان لتهرب من دورها التحرري ومسؤولياتها المستقبلية واستغلت مصر لبنان لتمرر اتفاقيات كامب ديفيد الفاشلة واستغل النظام الملكي والجمهوري العربي لبنان في صراعهم الإعلامي العبثي !

وحطم حزب البعث في سوريا ثم العراق لبنان تحطيما كاملا ونهائيا في حربهما العبثية وهويتهما القومية العربية المخادعة واختص فرع سوريا بغزو لبنان ونهبه وتبرير ديكتاتوريته واستبداده وعمقه الإقليمي (الإيراني الإسرائيلي) قبل ان يخرج من لبنان مهزوما ويدمر سوريا سيرا على خطى صاحبه العراقي

مع خروج البعث السوري من لبنان ظهر حزب الله بوصفه الوريث الطبيعي والوجه الحقيقي المحلي الإقليمي الفارسي الذي لا لبس فيه ولا شبهة وبدأ يملأ الفراغ ويمسك السلطة السياسية بيديه الحديديتين الباردتين اللتين امتدتا لنصرة صاحبه البعثي في سوريا يوم حان متأخرا جدا زمن السقوط الحتمي هناك

في الأيام الأولى للحراك الوطني اللبناني كانت استقالة الحكومة بشخص رئيسها سعد الحريري حل جيد يحتاج فقط لتغطية السعودية التي رفضت ذلك لأسبابها
وكان خيار (شارع في مواجهة شارع) مطروحا من جانب حزب الله وحلفائه المُستهدفين ولكن تجربته المحدودة لاحقا اثبتت فشلها ولم تلغي هذا الاحتمال العنفي

قبل نهاية الأسبوع الأول للحراك الوطني اللبناني حُسم المشهد الإقليمي في شمال سوريا لصالح تركيا وبالتالي إيران وشعر حزب الله بمزيد من القوة وشعر الحراك الغامض في طرابلس في الشمال بمزيد من القوة بدوره وازداد التمسك بالرئيس الحريري وغابت أي إمكانية لاستقالة او لأي تغيير في الوجوه السياسية

كعادته وقف الجيش اللبناني الذي يجسد دون بقية المؤسسات الرسمية اللبنانية "الهوية الوطنية" بالحد اللازم والكافي مع الحياد الإيجابي او مع سلمية الحراك بشكل جيد ونجحت وزيرة الداخلية بقوة في تحييد (الامن العام ومكافحة الشغب) الأكثر تأثرا بالسياسيين واحتكاكا بالمتظاهرين وتغطيته بالجيش

اظهر حزب الله موقفه من الحراك الوطني اللبناني بوضوح شديد بلغ حد التهديد واصطف حلفاؤهم واصدقاؤه بصمت خلفه في الوقت الذي بدأت تظهر ملامح الحراك الوطني الإقليمية بوضوح أقل وبدأ يأخذ شكله التنظيمي الضبابي ويفقد استقلاليته واتضح ان سيطرته على الشارع لم تتجاوز في سبت الساحات الـ 50%

لن يتجاوز في قدراته على الحشد الحراك الوطني اللبناني حاجز الـ 50 % اليوم الأحد او يوم الذروة والذي يؤهله لإطلاق مبادرة سلمية سياسية تستند الى مطلب وحيد: اجراء انتخابات نيابية مبكرة في ظل الحكومة الحالية في مدة لا تتجاوز نهاية هذا العام مع رعاية دولية تؤمن له شفافية معقولة ومنطقية

الانتخابات النيابة المبكرة وحدها القادرة على سحب الحراك الوطني اللبناني من "فوضى الإقليم" المتربصة به وإظهار قدراته التمثيلية الحقيقية وبالتالي قدراته الفعلية على التغيير الدستوري للنظام الطائفي ولمحاسبة الفساد ولإسقاط الطبقة السياسية التقليدية ولنزع سلاح حزب الله سلميا بمساعدة دولية

لقد حدد حزب الله ومن خلفه 50% من القوى الفاعلة والصامتة على الأرض مهلة تنتهي آخر الشهر للحوار مع الحراك الوطني عبر القصر الجمهوري وليس مهما ما سوف يفعلونه بعدها المهم هو ما سيفعله الحراك الوطني وما هي رؤيته لمواجهة مفتوحة مع القوى التي يستهدفها في وجودها وسلطتها وعمقها الاقليمي !

قد ينجح الحراك في البقاء متماسكا والحفاظ على سلميته ووطنيته وقد لا ينجح ولكنه بالتأكيد لن ينجح في تحقيق أي من مطالبه الشعبوية بعد نهاية الشهر الحالي الا عبر "التدويل" الذي لا يبدو مضمونا او حتى مطروحا من الخارج باتجاه لبنان وحراكه الذي لا يمتلك مشروعا سياسيا حقيقيا يقدمه للعالم !

حزب الله والحلفاء والاقليم يراهنون على عدم قدرة الحراك الوطني اللبناني على مزيد من الحشد او التمدد المناطقي وعلى الوصول الى قيادة موحدة ومنسجمة وجماهيرية وعلى الاتفاق على ورقة سياسية واقعية وعلى البقاء في الساحات وقطع الطرقات وتعطيل الحياة العامة والاقتصادية والسياسية لفترة طويلة

يمكن تسجيل ملاحظات ذات دلالات في يوم الذروة للحراك الوطني:
هناك قوى كثيرة صامته في بيروت والشمال والجنوب
المستقبل والتيارات الإسلامية في بيروت لا تشارك
الشخصيات السياسية التاريخية لا تشارك ولا تصرح إعلاميا حتى
الأكثرية السنّية والشيعية في بيروت الكبرى غائبة عن هذا الحراك
المردة في الشمال لا يشاركون والناصريون في الجنوب لا يشاركون
التقدمي الاشتراكي لا يشارك فعليا بقوة وبقية القوى الدرزية غائبة تماما
النقابات باستثناء الشمال لا تشارك وطلاب الجامعات منقسمون مناصفة بين مشارك وصامت

(الحراك الوطني اللبناني الأفقي) يعبر عن 80% من الشعب اللبناني في مطالبه الأساسية ووعيه الجمعي
ولكنه يختزن في اعماقه (صراعا عموديا طائفيا مذهبيا) داخل كل طائفة ومذهب محوره الوصول الى السلطة السياسية الطائفية المذهبية او البقاء في السلطة او الخروج منها
إذا بقي هذا الحراك "أفقيا" بقي حراكا وطنيا وجماهيريا وعابرا للفسيفساء اللبناني المعقد والسريع التفكك
وإذا تحول الى "صراع عمودي" تحول الى (فوضى في حده الأدنى يحتاجها الجوار والإقليم الملتهب) والى (حرب أهلية قد يحتاجه الجوار والاقليم)

المطلب الافقي او الجماعي للحراك الوطني اللبناني هو تحديد موعد رسمي للانتخابات النيابية المبكرة خلال شهر ولبنان دائرة انتخابية واحدة أو قانون الصوت الواحد للناخب الواحد
المطلب العمودي أو الأقلوي للحراك الوطني اللبناني اسقاط الحكومة وتحولها الى حكومة تسيير اعمال وفراغ لا نهاية له وفوضى حتمية

الانتخابات النيابية المبكرة هي الطريقة الصحيحة لتغطية الحراك اللبناني الوطني أمميا ودوليا وتواجد مراقبين دوليين يعتبر عرف ديمقراطي عالمي سائد ووجودهم ضمانة حقيقية لعدم التزوير وتقاريرهم تسمح في حالة التزوير بإدخال المجتمع الدولي الرسمي كحليف للحراك الوطني

الزمن ليس في صالح المكون الشيعي الوطني الذي يتعرض للضغط الاعظمي من الثنائي الشيعي بعد ان أصبح مكشوفا تماما كقيادات وكمناطق
والزمن هو في صالح القوات اللبنانية التي تريد فقط سحب البساط من تحت التيار الوطني الحر وليس تغيير النظام
والزمن ليس في صالح بقية المكونات الوطنية بدرجات مختلفة

أخطر كلمة قيلت البارحة ويمكن أن تقال:
المشكلة ليست في اغلاق المصارف لأبوابها المشكلة عندما تفتح المصارف أبوابها !
وبانتظار يوم 1/1/2019 (المصارف وفقط المصارف في لبنان) ستحسم هذا المشهد الوطني محليا والفوضوي إقليميا والمعطل عربيا بكل أسف وحسرة.
27/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

زياد هواش 30-10-2019 12:43 PM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان يواجه إيران أخيرا...
(10)

ما بعد استقالة سعد الحريري 29/10/2019

النظام السياسي اللبناني الاقطاعي ينهار بفعل حركة التاريخ وحتمية قوانينه ويتجه نحو الاستبداد والقمع والاحتقان الشعبي الذي تحول الى حراك وطني يمتلك تدريجيا "وعيه" وبالتالي قدرته وليس فقط رغبته في التغيير

لم تقدم السعودية لأسبابها التغطية الضرورية للرئيس سعد الحريري ليستقيل في أيام الحراك المبكرة وتأخرت الاستقالة الى حين قامت فرنسا وألمانيا أخيرا بتغطية الرجل (أمنيا سياسيا واجتماعيا و....) ولذلك شعر حزب الله المهيمن على النظام السياسي بعدم الحاجة الى معادلة (شارع في مواجهة شارع)

المقدمات الطبيعية لاستقالة الحكومة كانت بالموافقة بالإجماع في آخر جلسة لها على التمديد لحاكم مصرف لبنان في منصبه وتصريحات حزب الله بالموافقة على بقاء الرجل بالرغم من تصريحات الحاكم رياض سلامة للصحافة الامريكية ضد حزب الله ومن هذه الزاوية تتضح حاجة حزب الله للنظام القائم ودفاعه عنه

بدأ الإرهاق الحقيقي يظهر على الطبقة السياسية اللبنانية عندما تم الإعلان عن اكتشاف الغاز في المياه اللبنانية المحاذية لإسرائيل مع ما يعنيه ذلك من ضغط دولي للمصارف المُقرضة للبنان عبر المصارف المحلية والمصرف المركزي تحديدا لضمان سداد الديون بل ومنح المزيد منها للفساد السياسي

بدأت إسرائيل باستخراج الغاز وكذلك مصر وحتى تركيا بدأت باستخراج الغاز من المياه القبرصية_التركية وباعت سوريا البعثية غازها ونفطها في مياهها للروس مقابل الاستمرار في السلطة وظل لبنان عاجزا عن استخراج الغاز بسبب فساد الأولغارش اللبناني ورغبة المصارف في تدخل أعمق في النظام القائم

وجد النظام الأولغارشي تحت هيمنة حزب الله نفسه في مواجهة مع المصارف الأوروبية ولذلك تدخلت فرنسا وألمانيا لإنقاذ سعد الحريري كما لو انها (لم تعد تريد حزب الله شريكا وضامنا لها في موضوع الغاز) بسبب العقوبات الامريكية على إيران وعلى أذرعها في المنطقة العربية وتحديدا على حزب الله في لبنان

تحرك الشارع اللبناني المحتقن بإيحاء من المصارف او بغيره المهم والأكيد انه تحول الى "حراك مصرفي" يتقاطع مع الشارع المحتقن في الكثير من المصالح وقادر بالفعل على إنقاذه من الديون الهائلة وتحريره من الاقطاع السياسي وإطلاق دورة اقتصادية معطلة بل واقفة تماما ولكن ليس تحريره من هيمنة إيران

يمكننا القول ان رياض سلامة حاكم مصرف لبنان يفاوض أوروبا التي تفاوض إسرائيل وامريكا في الملف الإيراني الشديد التعقيد لرفع العقوبات عن إيران وفي هذه الاثناء عن لبنان وعن حزب الله مقابل الغاز اللبناني ولذلك مددت الحكومة اللبنانية للحاكم ولايته ووافق حزب الله بدون أي تردد والحل بيد المصارف اليوم

المصارف اللبنانية لا تريد حكم لبنان مباشرة ولا تريد التغيير السياسي في العمق وليست معنية بحزب الله اللبناني بل بوصفه ورقة تفاوض إقليمية_اوروبية ولكنها تريد ضمانات للقروض وحكومة تقدم تلك الضمانات رسميا لمرة واحدة فقط بمعنى (عقود غاز وينتهي كل شيء) تماما كما فعلوا بعقود قناة باناما

الحراك الوطني اللبناني عليه ان يقدم اليوم مرشحا مصرفيا لرئاسة الحكومة يضمن حقوق المصارف المحلية والأوروبية والديون عبر الغاز في البحر ويحقق للحراك مطالبه في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي (انها فرصة حقيقية لمرة واحدة فقط) قدمتها الظروف الإقليمية المتغيرة وقد لا تتكرر أبدا

المشهد اللبناني برمته يرتبط اليوم بإيران المختنقة والتي يمثل لها حزب الله الذي فقد لبنانيته ولبنان فرصة أخيرة للتفاوض مع الامريكان عبر الأوروبيين والإسرائيليين ومن خلال ملف الغاز تحديدا وخصوصا أنها خسرت الورقة السورية نسبيا وتخسر بتسارع الورقة العراقية واستسلمت بالفعل في اليمن او تكاد

أكمل الاكراد انسحابهم من المنطقة الأمنة التركية شمال سوريا واعترفت تركيا بذلك واستمروا بإدارة سجون داعش ووضع النظام يده على حقول نفط الرميلان والسويدية واحتفظ الأمريكي بحقول العمر والشدادية ووافقت إيران وارتاحت بالفعل عسكريا وامنيا واقتصاديا في سوريا الروسية وتفرغت للبنان والعراق

لا يمكن للحراك اللبناني او للثورة العراقية الرهان على المتغيرات الإقليمية والدولية ولكنهما بحاجة ماسة ودائمة لمتابعتها واستغلال "الفرص السياسية" المتاحة او الفراغات العابرة فالعروض المحلية لا تقدم مجانا وغالبا ما تسحب باكرا وفي أحيان كثيرة لا تتكرر والوعي الثوري هو الكفيل بتحقيق المكاسب بعقلانية

لبنان يتجه بعد استقالة الحريري الى خيار الحل السياسي المصرفي كشريك رئيسي للحراك الوطني او كمستثمر جيد له او كمستفيد وحيد منه تلك قضية تتعلق بالوعي الوطني والسيادي للحراك نفسه
او الى مواجه مباشرة مع حزب الله وإيران وخصوصا بعد سقوط الغطاء السنّي عنه وتفكك الغطاء المسيحي من حوله !

الجيش الوطني اللبناني خيار شعبي ومصرفي وهو أمر جيد بشرط أن ينتبه الحراك الوطني الى حساسية دور الجيش اقتصاديا بقدر انتباهه الى حساسية دور المصارف وأهميته بوصفه مخرج انقاذي سلمي وفعال وسريع ولكنه غير دائم
لا يحتاج الوعي اللبناني الى نصائح ولكنه يحتاج الى قيادات جديدة تسمع وترى

النظام البعثي الايراني في سوريا يرتبط بقاؤه باتفاق روسي إيراني وتركي متأخر وموافقة أمريكية وإذا خرج الروس من سوريا سيسقط وإذا خرج الإيرانيون سيسقط وإذا خرج حزب الله من سوريا ومن السلطة السياسية في لبنان سيسقط ولم يعد لدى هذا النظام الساقط حكما غير "ورقة اللاجئين" البعثيين في لبنان

كان يفترض بأن يكون التيار الوطني الحر هو تيار المصارف في لبنان ولكن بسبب العامل النفسي/الشخصي للوزير جبران باسيل والسردية/المظلومية المارونية وشبكة الفساد (ثلاثية التطرف) سقط التيار الوطني الحر وهو امام تحدي اخراج باسيل من صفوفه او الخروج من المشهد السلطوي والسياسي والماروني أيضا !

بالفعل "نظريا" من الافضل اسقاط الرئيس عون وعدم القبول بفكرة الاستشارات النيابية والحكومة ثم اسقاط المجلس ثم الدعوة الى مجلس تأسيسي وطني يضع دستور علماني ويلغي المحاصصة ويعود الى شكل النظام الرئاسي الفرنسي او الامريكي ثم يدعو الى انتخابات نيابة ويحل نفسه

هذا التدرج الطبيعي للحراك الوطني اللبناني سيصطدم بأهم عقبة (نهاية الجمهورية المسيحية الأخيرة في الشرق) وهو ما لن توافق عليه فرنسا والمانيا ولا حتى روسيا وامريكا او السعودية او اسرائيل!
ولا المسيحيين في لبنان يوافقون
إذا لماذا رفع الجميع هذا الشعار الغرائبي
اسقاط النظام !
خدعة !

يمكن للحراك الوطني اللبناني ان يحقق مطالبه بأخذ البلد الى الانهيار المالي وعدم فتح الطرقات والذهاب الى المواجهة (شارع لشارع) وعندها ستتحرك المصارف المهددة بالإفلاس ومن خلفها المصارف الاوروبية لإيجاد صيغة حكم جديدة خلاقة وهو خيار يُحدث التغيير بالفعل

اهم انطباع بنهاية هذا اليوم الاستثنائي في الحراك الوطني اللبناني:
احزاب السلطة الرسمية بالفعل تتعامل مع الحراك على أنه "مؤامرة اسرائيلية" بالعمق وهذا التوصيف شديد الخطورة إذا ما خرجت القاطرة عن السكة بفعل ثنائية الرأس وليس بفعل تخريب متعمد في السكة
30/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..


زياد هواش 01-11-2019 02:09 PM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد هواش (المشاركة 493324)

أخطر كلمة قيلت البارحة ويمكن أن تقال:
المشكلة ليست في اغلاق المصارف لأبوابها المشكلة عندما تفتح المصارف أبوابها !
وبانتظار يوم 1/1/2019 (المصارف وفقط المصارف في لبنان) ستحسم هذا المشهد الوطني محليا والفوضوي إقليميا والمعطل عربيا بكل أسف وحسرة.
27/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..

لبنان يواجه إيران أخيرا...
(11)

يوم المصارف اللبنانية 1/11/2019

في النظام السياسي اللبناني التوافقي ليس فقط المارونية السياسية تتهافت على أبواب حزب الله والى يساره حركة أمل من أجل منصب رئيس الجمهورية الضعيف والمعنوي ولكن السنّية السياسية تبدو اليوم أكثر تهافتا على أبواب حزب الله وحركة أمل من اجل منصب رئيس الحكومة القوي والفعلي !

يبدو ان كل القوى السياسية في لبنان تخاف بالفعل من الثنائي الشيعي بقيادة حزب الله الذي لا يريد أن يطمئن لا الحلفاء ولا الأصدقاء ولا المعارضين ولا الأعداء لا في داخل لبنان ولا في المنطقة العربية أيضا ولكن الحزب يقدم بالفعل تنازلات في السياسة للموارنة والسنّة ويجبر حركة أمل على تقديمها فلماذا !

ولأن حركة أمل بدورها تخاف من حزب الله أكثر مما يخاف منها بكثير يجب ان يكون السؤال بالفعل محصورا بحزب الله لماذا يقدم كل هذه التنازلات السياسية ومما يخاف !
يخاف من المصارف اللبنانية وامتداداتها الخارجية وتأثيرها المباشر على الساحة الداخلية وقدرتها لوحدها على تقويض سلطة الحزب ماليا وبالتالي اجتماعيا

لا يملك حزب الله أي مصدر تمويل محلي ولا يتمتع جمهوره بأي قدرات اقتصادية حقيقية ولم يتجه الحزب لتقوية الطائفة الشيعية اقتصاديا بل سلطويا وربطها بالسلطة وبحصته من السلطة لأسباب واضحة ويعتمد في تأمين "تمويله الشهري" على التحويلات المصرفية من الإقليم وعبر العالم ومن مصادر متنوعة جدا

يحقق حزب الله للمصارف في بيروت أرباحا عالية وأحيانا عالية جدا ولكن العقوبات الامريكية الصادمة على القطاع المصرفي اللبناني بمعنى المراقبة الحقيقية عليه جعلت الحزب يتجه الى تهديد المصارف من جهة والى رفع نسبة الأرباح على أمواله لتأمين تغطيتها جيدا في الوقت الذي بدأ قطاع المصارف يشعر بالخوف أيضا

الانقسام في الشارع اللبناني يعكس من زاوية رؤية صحيحة انقساما في الشارع المصرفي حول كيفية البقاء في المنتصف بين الامريكان وبين حزب الله وهو أمر شديد التعقيد وشديد الخطورة وهذا الوضع يتطلب تقديم تنازلات للأمريكان في موضوع الغاز البحري وهيمنة مصرفية مباشرة في هرمية السلطة السياسية

لذلك يأخذ مطلب حكومة "التكنوقراط" طابعا مصرفيا بحتا يبدو أنه سيكون مُعتمدا للخروج من الازمة التي سببها للمصارف حزب الله وارتباطه السياسي الأهم بكثير من المالي بإيران في حين تبقى مطالب الحراك الوطني من خارج الرؤية المصرفية أو بقية المطالب السياسية كما لو أنها ثانوية او ظرفية !

لذلك عندما تحدث رئيس الجمهورية يوم أمس تجاوز موضوع حكومة التكنوقراط المنتهي الى بقية المطالب السياسية للحراك الوطني المعلقة ووضعها بحق في عهدة المجلس النيابي صاحب الصلاحيات الفعلية والمتضرر الأول من أي إصلاحات محتملة والممثل الوحيد لطبقة الأولغارش اللبنانية ذات الانياب والمخالب

القطاع المصرفي اللبناني هو استقلال لبنان الحقيقي واستقراره والضامن الوحيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للكيان المهدد بقوة من الجوار وليس الجيش الوطني وبقية المؤسسات الأمنية الضعيفة وهو يواجه اليوم سلاح حزب الله وحاجته ورغبته في الاستيلاء على الكيان وهو الوحيد القادر على فعل ذلك

السيولة النقدية هي مقتل المصارف اللبنانية ومقتل حزب الله أيضا ولذلك الشراكة بينهما حتمية وعادلة بشرط ان يكون نقص الوطنية عند أحدهما "حزب الله" يواجهه زيادة في الوطنية عند الآخر "المصارف" وإذا ما اختلت هذه المعادلة اختل الكيان واتجهت البلاد الى الفوضى وما بعد الفوضى بدون أدنى شك

يحافظ حزب الله على "موقع رئاسة الجمهورية" لأنه يمثل الضمانة المعنوية للمصارف شركاؤه والتي تعتبره من عوامل قوتها الرئيسية وتحافظ المؤسسة الدينية المارونية المتماسكة على موقع الرئيس لأنه يمثل الضمانة المعنوية الأخير للوجود المسيحي في الشرق وهذا الموقع لا يريد ولا يستطيع أحد اسقاطه

طبقة الفقراء في لبنان تحتاج الى ليرة قوية تجاه الدولار الأمريكي وطبقة الأغنياء تحتاج الى ليرة ضعيفة تجاه الدولار والطبقة المتوسطة في لبنان تحتاج الى ليرة مستقرة تجاه الدولار وهذه الثلاثية الرافعة الحقيقية للاقتصاد الوطني هي بيد المصارف والمصرفيين وليست بيد السياسيين الفاسدين حكما

الثلاثية الرافعة الحقيقية للكيان اللبناني هي المصارف الوطنية والطبقة السياسية والشعب الذي أصبح أخيرا قوة ثالثة في المعادلة بعد ان كان قوة ملحقة بالسياسيين في مواجهة المصارف وقوة خاضعة لهم بحكم الانتماءات الطائفية والمذهبية هذه القوة الثالثة هي اليوم تتحرك وتتحرر بقوة وعيها ومعاناتها

اليوم تحاول الطبقة السياسية التقليدية ومن خلفها حزب الله التحريض على المصارف الوطنية لابتزازها فقط في شكل حكومة التكنوقراط وهو أمر شديد الخطورة على مطالب الحراك الوطني الإصلاحية السياسية في المقام الأول والأكيد ان مصالح الحراك هي في طمأنة المصارف حاضرا ومع ضمان استقلاليتها مستقبلا

المصارف في لبنان والحراك الوطني أيضا لا مصلحة لهم في اسقاط موقع رئاسة الجمهورية او اسقاط شخص رئيس الحكومة بل في اسقاط المجلس النيابي او الحصن الكبير للطبقة التقليدية والفاسدة والمدافعة عن النظام التوافقي الطائفي المذهبي عكس التاريخي والسد المنيع بوجه أي تغيير وتطوير او حتى تعديل

المصارف تحكم العالم الأولغارشي التقليدي او القديم وتحكم بقوة أكبر العالم الأولغارشي الجديد ولقرن من الزمن قادم وبتوحش أكبر ولكنها تبقى مؤسسة عالمية أفضل بما لا يقارن من منظومة الفساد المحلي المافيوي والعشوائي او منظومة الفوضى الإقليمية العنيفة هذه هي الثلاثية السائدة اليوم وغدا

خيار الثورة في العراق او الحراك في لبنان او الجزائر او السودان او مصر او تونس حتى
مافيات الفساد السياسية المحلية الاستبدادية
ميليشيات الفوضى الإقليمية العنيفة الارهابية
المصارف الأولغارشية المتوحشة التي تترك هامشا معقولا للهوية الوطنية والحريات الفردية والاستقلال النسبي والسيادة المنقوصة والديمقراطية العرجاء.
1/11/2019

زياد هواش/صافيتا

..


زياد هواش 04-11-2019 08:49 AM

رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...
 
لبنان الى التدويل او الفوضى
(12)
شذرات يوميات حراك في لبنان والمنطقة

بين إيران وبين الثورة على الحرس الثوري والخامنئي أسبوعين من الضغط في بغداد وبيروت كحد أقصى لتنفجر طهران واصفهان وعربستان بمدنها كلها
(أمنية)

80% من الشعب مع الحراك الوطني و60% من القوى السياسية الفعالة معه على الاقل
لقد أسقط بعد ظهر يوم 3/11/2019 نظرية ان الحراك الوطني هو مؤامرة إسرائيلية

الحراك الوطني اللبناني يتجاوز بالفعل القوى السياسية التقليدية (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب وحزب الله وحركة أمل واليسار الشيعي المتجدد والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل وانشقاقاته في الشمال والجنوب والقوى القومية العربية والشيوعي والقومي السوري و....)

لا يزال الحراك الوطني اللبناني قوي جدا في الشمال وقوي نسبيا في الجنوب وقوي في الوسط او المركز او بيروت ويتناغم في حركته الأفقية ولكنه يفتقر الى قيادة مركزية واضحة المعالم لذلك يطرح مشروعا سياسيا يعبر عن الوسط او بيروت ولا يعبر عن الـ 80% او عن الشعارات الأفقية التغييرية الجامعة

أهم ما تحقق ليل 13/11/2019 هو ذلك الاجماع الوطني الحاسم وهو ذلك الانطباع العام للداخل والخارج بأن القوى السياسية المحلية التقليدية وداعميها الإقليميين والعرب قد فقدت السيطرة الفعلية او التقليدية على جمهورها التاريخي وبدأت بالتراجع خوفا او بالإرهاب تسلطا وخوفا ايضا

جزئية وحيدة يمكن الحديث عنها لمرة أخيرة احتراما للإجماع الوطني اللبناني تتجسد في حماقة الوزير جبران باسيل التي تحطم التيار الوطني الحر والتي تتمثل بوضعه في مواجهة زعيم وطني هو رئيس الحكومة سعد الحريري باعتبار الوزير باسيل الرئيس المقبل والزعيم الأوحد لطائفته !

بسبب الخصوصية اللبنانية هناك الكثير من الشخصنة في السياسة المحلية ولكنها اليوم ليست كذلك لا محليا ولا عربيا وإقليميا ويجب ان تسود مشهدية جديدة وابجدية جديدة يبنيها الحراك الوطني وتتجنبها الطبقة السياسية ويعارضها التيار الوطني الباسيلي وحزب الله ويخسران الكثير بسبب ذلك

ضعف القيادة العمودية للحراك مقارنة بقوة الحراك الافقية لأسباب معقدة وتاريخية ونفسية على مستوى الجماعات وليس الافراد تأخذ المشروع الوطني الثوري السلمي صوب مطالب سياسية ضعيفة تتمثل بحكومة تكنوقراط !
أو نصف تكنوقراط !
وهي مشهدية أكثر من ضعيفة انها سيئة

التغيير السياسي البنيوي لا يمكن ان يكون من خلال حكومة وطنية حتى فكيف إذا ما تقاسمتها القوى التقليدية ولو بشكل غير مباشر او من خلف الستار كما يجري حاليا في المفاوضات
حكومة ترضي الحراك الوطني شكلانيا هي مقتل للحراك الوطني على الأقل بنسخته الحالية

او العصيان المدني / العنف السلمي وهو المتوقع حدوثه اليوم باتجاه الثورة او العنف الثوري وهو خيار له مخاطره العميقة في لبنان
او حكومة تكنوقراط لإنقاذ الوضع الاقتصادي (حكومة مصارف) تقوم بدور تشريعي مؤقت ينحصر في إدارة البلاد وحلّ المجلس النيابي والدعوة لمجلس تأسيسي وطني مؤقت

بعد حصول حكومة تكنوقراط حقيقية على شرعية من مجلس نيابي واقعي يقوم المجلس بسن تشريع ينقل بموجبه صلاحياته الى هذه الحكومة لإقامة مجلس وطني تأسيسي يلغي الطائفية السياسية والقوانين والمراسيم المتعلقة بها ويتوافق على شكل النظام السياسي المستقبلي

(رئاسي فرنسي او رئاسي امريكي او كندي حكومي او الماني استشاري ....) المهم ان لا يحمل أي شكل من اشكال "الخصوصية" ويمكن ان تمتد مداولاته لعام كامل
ثم يدعو الى انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون طبيعي وبإشراف أممي يحوّل توصياته الى دستور وقوانين ويعطل دولة الأعراف والتقاليد والتفاهمات والطائف

لبنان او يتجه صوب التدويل الإيجابي الذي يساعد على تغيير سلمي للنظام السياسي وفق الأصول التي تجنبه مواجهة حزب الله
او يتجه الى التدويل السلبي الذي قد لا يساعده على تغيير واقعه السياسي إذا اتجه نحو الفوضى او العنف الثوري الذي سيضعه في مواجهة مباشرة مع حزب الله

لا يوجد شك في ان حزب الله قادر على استخدام سلاحه في الداخل وقد اظهر الحزب بلا مواربة وجهه الإقليمي النهائي ولا اثر لوجه لبناني في مشهديته التنظيمية او السياسية او البيئة الحاضنة له !
إذا حزب الله هو الرافعة الوحيدة لمواجهة الحراك الوطني لصالح القوى التقليدية

لو كان حزب الله لبنانيا في أي اتجاه لكان هذا الحراك ليمثل بالفعل برنامجه الوطني الاجتماعي والسياسي والمقاوم لإسرائيل في جنوب لبنان
ولكان قاد هذا الحراك بلا تردد ووصل به الى حالة التغيير الكامل والنهائي ولكن قاسم سليماني لا يريد ذلك !

بالفعل اخطر ما يواجه الحراك الوطني هو الطرح الأمريكي لقائد الجيش لمنصب الرئيس المعنوي مع ما يعنيه ذلك من تعطيل فعلي لأي تغيير سياسي وهنا يتوافق هذا الطرح مع الطرح الإيراني كما توافقوا على حاكم مصرف لبنان وعلى الكثير من الخطوات !

هناك الكثير من الشخصي في قيادة التيار الوطني الحر ولكن أثره هو على التيار والمجتمع المسيحي
وهناك الكثير من الشخصي في قيادة حزب الله والكارثة أن اثره هو على لبنان وسوريا وخصوصا ان ثورة العراق نجحت في تحطيم المقدس ما انعكس تصلبا وعنادا عليه وليس مرونة وانفتاحا !

لا أحد في المنطقة العربية والاقليم يستطيع ان يعطي اللبنانيين دروسا في السياسة او الاقتصاد او الحرية او الديمقراطية بالفعل
يمكننا ان نطرح سؤالا واحدا:
هل تستطيعون وهل تريدون بالفعل تغيير النظام السياسي !
سننتظر فعل الحراك
4/11/2019

صافيتا

..




الساعة الآن 12:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط