منتديات مجلة أقلام - دراسة
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=34)
-   -   دراسة (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=9548)

مالكة عسال 27-12-2006 01:12 AM

دراسة
 
حين يلتاع الشاعر بالهموم الإنسانية ويكرس عشقه للوطن





هو الشاعر المغربي المصطفى فرحات من مواليد قرية أيت مولى' ب''ابزو'

تحت عنوان 'تقاسيم الصرير' يثري الشاعر الإبداع، بمجموعته الشعرية المتميزة التي تتضمن 32 قطعة تتسع ل99 صفحة يستهلها بنص معنون ب'تصدير'، يعرض فيه الشاعر رؤيته للشعر ، ويختمها بالفهرس ، ومابينهما تمتد القطع مبتدئة ب'أغنية 'ل 'أيت مولى ' و تنتهي ب' القدس' ...

1- الغلاف:

*- تقاسيم الصرير: يشكل العنوان وحدة متكاملة قائمة بذاتهان تتسع لأكثر من تحليل .. تقاسيم : أجزاء من الكل ،أو مجموعة من القطع لتأليف شيء ،أو إيقاعات مختلفة لقطعة موسيقية .. ، ويقصد بها الشاعر الإيقاعات المختلفة للزمن العمودية منها والأفقية، :بأفراحها ومسراتها وأوجاعها وآلامها وجراحها ...الصرير:مايسمع من صداع أو أزيز، عندما يفتح مصراع حديدي غير مشحم، نتيجة احتكاك أجزائه ،والمقصود به الوضع المزري الذي يفرخ القهر والألم والجراح..

*- اللون:لقد شاء الشاعر أن يختار اللون الأصفر المائل إلى الاخضرار من الأسفل إلى الأعلى ،ويعني به الشاعر أنه بعد اصفرار الخريف سيأتي الربيع ،قاصدا بذلك انفراج الغم بعد المحنة تحت خيط أمل دقيق...

*- اللوحة: تتوسط الغلاف لوحة لبيت قديم مبني بشكل عشوائي له باب مهشم خشبه :تعبر بالواضح عن الوضع المزري الذي يعيشه السكان بضروب القهر ،والتهميش ، والمحن والعذاب ...

فالغلاف ككل فتح لنا منقذا مضيئا نطل منه على محتوى الأضمومة ،ويجلي كنهها...

2- المحتوى

لقد التاع الشاعر بالهموم الإنسانية جمعاء، فصدح صارخا على المستويات :مناشدا على المستوى المحلي ،منددا على المستوى الوطني ، رافضا على المستوى القومي ،معالجا على المستوى الإنساني، ،مستعرضا رؤيته الواسعة على مستوى الشعر ...ويحصر ذلك في خمس تيمات ....

*- التيمة الأولى: الشعر المحلى

يبين الشاعر قمة عشقه لبلدته التي تربى بين أحضانها ،يتغنى بأمسها الزاهر ،مستنهضا تاريخها الأمجد مشيدا ببطولات رجالها،....

منها ينهض التاريخ

ومنها تلوح أزمنة الرجال

ص:27

كما يعود بنا إلى وصف بلدته متحسرا على مفاتنها الضائعة بسبب التهميش الذي طالها ،و الانهيار الذي وصلت إليه، وما سببته لها القطيعة من توسيع هوة عميقة بينها وبين الحضارة والتنمية ،مما جعلها كسفينة بمرفأ مهجور..

وسفينة ملقاة بمرفأ مهجور...

رحل عنها الماء

وهجرها الربان

ص:27

وهذه صرخة واضحة يناشد الشاعر من خلاها المسؤولين ، للاتفاتة إلى هذه الرقعة، وتخليصها من مثالب القهر ، ومد الجسور إليها لتسير نحو التطور والتنمية ، حتى تصبح كسائر البقع قي ربوع الوطن ..لكن حين تنسد الآذان بالقطن الأسود، يعلي الشاعر صوته موجها نداءه إلى أهل 'بزو'، مفصحا عما يحس به من ألم لايطفئ جمرَه إلا اللجوء إلى القصيدة كوسيلة إبراء..

يصعد فيَ النشيج

وأذرف دمعي في القصيد

عله يتبخر يوما

ص:30.

والشاعر يتجول في حلبة قريته قطعة قطعة ،فكما عدد خصالها أمس واليوم وغدا ،يرحل إلى وادي العبيد ،ليبين بجلاء اشتعال لوعته ومدى هوسه به،ليحفزه على النهوض والجلجلة فيقول له مخاطبا:

انهض أيها النهر الشهادة

وجلجل

فمازال في عزك

بعض النخوة

ص:51.

*- التيمة الثانية: الشعر الوطني

يقفز الشاعر خارج حدود قريته ليطوف بأرجاء الوطن كله ،مجسدا بالمباشر كيف أل إلى الركود،مقتربا أكثر من هموم المواطنين المدفونين في قبور النسيان ،فاضحا سياسة إغناء الغني وإفقار الفقير ،هؤلاء الذين يبعثرون الأموال في اللهو، وينزفون خيرات البلاد دون أدنى حس أو غيرة لبناء الوطن والسير به نحو الإرتقاء.

وطن

سُرِق من جبين الأبرياء

ليُقتَل في جيوب الأثرياء

ص:59.

ومن نفس الصفحة يقول:

ويوزع هدايا

على خواصر

وصدور البغايا

فالشاعر ينبهنا إلى بعض القيم التي سارت نحو التلاشي، من ضمنها قيم المواطنة، وهذه صرخة واضحة تترجم رفضه الحماسي لتدفقَ خيرات الوطن نحو الغرب، باعتبارها ليست مجانية وإنما هي نتاج شقاء أبناء الوطن وتعبهم ...

جذوره تشق جلودنا

لترتوي بالدم

وثماره تدلت

في بلاد العجم

ص:60

. ويلتصق أكثر بالمهمومين جنبا إلى جنب ،حيث يقف على تعاسة الجائعين ،الذين أصبحوا يرون في بلاد الغرب مصدرا لعيشهم الرغد ،تجاوزا لوضعية القهر القاتلة ،فيبحثون عن ثمن الهجرة الذي هو ثمن حتفهم ،ليحققوا حلما اندفن أمس في وطنهم ...

زمن البلاد توقف بالأمس

ليولد زمن الغرب

هالة على الصدر

وركبنا قارب الموت المؤجل

بالفرح المؤمل

الأنوارمن شاطئ الحلم تشتعل

ص:64.

وهذه الآلام المجتمعة جعلت الشاعر يصدح بأعلى صوت لما يصيب الوطن من جرح ،حين تتكاثر خطب فارغة من محتواها لاهدف منها ولامقصد ،وكلام ملفوف على الهواء لايسمن ولا يغني من جوع،فيتمنى لو يعود إلى بطن أمه لأنه

ومن أفواه 'السادة' خطب

على جلد الجياع دبّجت

تغازل أحلام الناعسين

ص:67.

ويقول:

لا أحتمل جرحه

من ذا الذي يعيدني

إلى مائي الأول؟

ص:68.

يصل الشاعر قمة الإحباط ،فيتوجه بالتوسل إلى حادي العيس بالتمهل ،حتى يلملم نفسه للرحيل في الصحراء الشاسعة ،والمقصود هنا الفراغ الممتد ،واتساع المدى الذي يحيط بالشاعر الراحل في غربته وانكسار الذات، فاقدا كل المسارات ، تائها عن جميع الطرق ، ولايدري أي مسار يمسك للوصول إلى وضع أنيق...

ياحادي العيس تمهل

إلى أين تمضي

وهذه الرحلة لاندري 'أرحلة الشتاء'

أم' رحلة الصيف'

ص:70.

وكما يصدح الشاعر بجرح وطنه ،ويعدد المآسي الأليمة غير المحتملة ،لايلبث أن يزخر ببعض المدن الجميلة ويفتتن برونقها ،ويعتز بحقبتها التاريخية المتميزة ،ويبتهج بعمرانها الخالد ،ويتغنى بمدها الثقافي ،ذاكرا بافتخار مؤسسها إدريس الأول... عن مدينة فاس يقول:

تدفقت فاس

من شرايين إدريس

رحل إدريس

ص:74.

*- التيمة الثالثة :الشعر القومي أو الشعر:

تخطى الشاعر في عبور حماسي نحو الأمة العربية بأسرها، متحسرا عن قيم الحب والروابط الجميلة بين العرب التي آلت نحو الأفول

خاصة بين الأنظمة ، فالشاعر أرهقه الواقع المبتور، واكتوى بنار النرجسية التي سادت في النفوس ،حيث أصبح الحكام العرب يتخاذلون ،يغمضون الطرف عما يجري بين الشعوب من وضع منشق ،غير مهتمين بالجياع، والمهمشين والفقراء ...

يقول حاكم العرب

'كيف يأخذكم العجب

وأنا سادن الكأس والطرب

ص:82

ويقول من نفس الصفحة :

أنسى سياسة الضجيج

وأنين جياع شعبي

من أهزلهم ليل الكد

وفي إصرار عنيد يتوجه بنا الشاعر إلى الصخرة التي قسمت ظهر البعير ، ليحط رحاله في الأرض العربية بفلسطين، راكضا بين تخومها، في جولة تطلعية بين مدنها ،مستعرضا خصال كل واحدة على حدى ،فيبكي رام الله التي أنطقت الحجارة بالغضب والشهادة والنزيف، من لدن الأطفال لكنس الفجور..

وأنت رام الله

غيمة تمطر أطفالا

يخرجون من الماء

كما اللؤلؤ من محاره



ص:87



ويقودنا إلى غزة يمجد عزلتها وخنقها والتضييق عليها من طرف العدو ،والشاعر يصر على انتهاء الحصارمهما كان الأمر ،لأن كل الطرق تؤدي إليها..

كل الطرق تؤدي إليك غزة

لو سيجوك بالبحر

وأغرقوا كل المراكب

ستركبين الكبرياء

ص:88.

ويمر إلى حيفا ليصف لنا صمودها القوي في مواجهة النكبات، مُلحّا على أنها سترى النور يوما ، ما دامت هي القاعدة لتي انطلقت منها الفتوحات..

غابة من مطر حيفا

وبحر من الصبر

ومنبر لآيات الفتح

ص:89

وهذه يافا يهمس لها أن أطفالها العصافير، سيأتون بغد مضيء وتنجلي الحسرة والأحزان والدموع، ثم ترحل أشباح الغدر حين يأتي النصر...

وتفر من أسمنتك يافا

من حديدك يافا

أشباح الغدر

ص:91

ويقول

من خيامك يافا

آلاف الطيور

يعرشون على أغصان النصر

ص:92.

ويمجد الشهادة في أريحا وشجاعة أبنائها المناضلين ومواصلة المقاومة إلى آخر رمق..

وعلى أنامل أبنائها

بنادق وزهور

و'أريحا '

إذ تصهل

ترتفع الحوافربالغبار

ص:93.

وتأتي نابلس المدينة التي تهيئ نفسها للزمن المقبلن لتتربع هي الأخرى على عرش المشاعر ،فتحظى بنصيبها الأوفر من الشعر، فشبهها كعذراء تهيء لمرحلة الولادة لتستقبل رضيعها ...

عذراء تعانق الحلم

تغزل لمولودها القادم

من خصلات ضفيرتها

سريرا

ص:94

اماجنين فيصفها بالنظرة المشدوهة ،والقبلة المسروقة من ثغرمعشوقة ،متحسراعما خلفته فيه من جراح..

كالقبلة المسروقة جنين

من ثغر معشوقة

سورها الحجاب

وجنين

رعشة مؤجلة

ص:95

وأخيرا يختتم الشاعر المصطفى فرحات قصائده في فلسطين بلؤلؤة الشرق، مدينة القدس وعروسه ، أصل النبض ومنبع الحياة ،

قبلة العرب أجمعين ..

و'القدس 'لنا

جوهرة

لفقربارد كالجليد

ص:97

*- التيمة الرابعة:الشعر الإنساني:

يلج بنا الشاعر باب القضايا الإنسانية برمتها، صادحا كالطير بصوته العالي في كل مكان ،يشجب الفقر االمقدع الذي أنهك بعض الشعوب ،وهذه نقلة من نوعها رسخت بصورة فريدة وواضحة، أن الشاعر مناضل، يحمل هم الطبقات المنكوبة بصفة خاصة والإنسانية جمعاء ،بلا منازع صار قلمه وحبره وصحيفه سلاحا قويا لمحاربة هذه الظواهر، والتصدي لها بالتنديد بالتعبير بفضحها ،أينما حلت وكانت ...

أذكر إخوتي

في السودان

في الصومال

من يطبخون للعيال

بقايا النعال

ص:84

*- التيمة الخامسة :الشعر الهوس

الشاعر مجنون بالشعر ويعشقه حد الثمالة،وقد قده من دمه ليهبه لعشاقه يشربون منه أو يخفرونه في جرارهم ولايبيعونه، إيمانا منه أن الكلمة الناهضة الصادقة النابعة من العمق لاثمن لها،لاتباع و لاتشترى بأي سعر ..ومن جهة أخرى هي دعوة للإصغاء إليها وتشرب معناها لينتفضوا ويقودون مراكب النضال نحو تطهير الوضع...

هو الشعر من بعثني فينا

وحمّلني رسالة العشق

أنشرها بذورا على الصخر

ص:54.

ويقول من نفس الصفحة:

هذا دمي

فا شربوه ولا تبيعوه

ضعوه في قوارير طينية

فالشاعر المصطفى فرحات لم يطرق باب الشعر كهواية ،أوشيء مترف نخبوي للتسلي،بل هو إفراز لمعاناة وقلق وتوتر وانفعال إثر مثير ما في الواقع ،فالشعر بلسم للجراح،طهر للتلويث،،حلم ومعاني بها تحيا أمم وتنهار أخرى على حد قول الشاعر. فالشعر كيفما كان رغاء أو صراخا او نغما له أهداف واحدة...ورحلة الشاعر فيه ، لم تأت من اختياره وإرادته ،بل هو اقتحام سرّي يسري في عروقه كما يسري هذا في القصيدة ،بحثا عن وضع نظيف..

3- الجانب الفني:

من دخل بوابة 'تقاسيم الصرير' يجد نفسه أمام عمران شاهق،عرف الشاعر كيف ينسق زخرفته بدقة عالية ،ويصفف حليه وجواهره بسحر عاشق، يخطف وجدان القارئ منذ الإطلالة الأولى .محولا إياه إلى حديقة غناء، تتموج بين الوصف ،حافرة في جذور التاريخ ،سارقة من السرد القصصي ، حاملة النبوءة صارخة بنغمها الموسيقي ،زاخرة بلوحات تصويرية متنوعة ، فتحول الشاعر المصطفى فرحات في نفس الوقت إلى مصور وإركيولوجي وقصاص وفنان تشكيلي ومطرب..

-الوصف :

أهم ميزة طبعت شعر المصطفى فرحات، الوصف الدقيق شأن السرد القصصي حيث يغوص في تفاصيل الأشياء وجزئياتها ،

لاحظ معي أيها القارئ هذه الشذرات الجميلة ،التي تنقل الأوضاع وكأنك أما م مصور فوطوغرافي أو شريط سينمائي:

آثار حوافر الحمار

لاتبدو من الهزال

بينهما مايشبه الجفاء

وأقدام الراكب

لاتميزها عن النعال

ص:44

وأغلب القصائد ر تزخر بهذه الخاصية المتميزة ،حيث برع فيها الشاعر ،مما يدل على تمكنه منها وتوظيفها بسهولة،

تلبس مرجانة 'قفطانا' ووشاحا

تضع 'حرقوصا 'وسواكا

ثم تبصق في كفها

لترطب خصلات شعرها الناشفة

ص:34.

وغرض الشاعر من الوصف هو تبليغ القارئ أدق التفاصيل ليحتويه ويحس هو الآخربما يختلج في عمقه ،فيتقاسم معه معاناته وإحساسه،

- الحكي:

تتملى بعض قصائد الشاعر صيغة الحكي،كخاصية إضافية ينفرد بها ر عن غيره ،ويبلغ ذروتها حيث يسترسل السرد القصصي بطريقة حكائية محببة بمفهومها الواسع ،متقصيا الأحداث عن طريق حكيها من طرف الآخر ،أو بانتهاجه هو نفسه أسلوب الحكي ..ونجد هذا في قصيدة 'مرجانة'.

والآن

ترجع مرجانة بالقطيع

تحلب الضرع

تفرق بين الأم والرضيع

ص:33

كما نفس الشيء نجده في نص ' حديث القرية والطائر'

وتخبرني قريتي

أن الطير يطارده الصغار والكبار

ومتى غنى لهم

صرخوا في وجهه

ص'47.

- التاريخ:

كما كان الشاعر مصورا فوطوغرافيا استطاع أن يكون إركيولوجيا محضا حيث حفر في تاريخ الأجداد،وحرك تربته

ليستنهض أشخاصا كانت لهم بصمة متوهجة على صفحاته..

'طارق'

'ابن تاشقين'

و...'يعقوب'

أطياف تلوح في الحصون

والأشبار.

ص:41.

- الصور الشعرية:

على غرار الشعراء الحداثيين شق الشاعر المصطفى فرحات درب الشعر، مثريا مادته بالصور الشعرية المكثفة ،كميزة أساسية تتسع لأكثر من دلالة ولأكثرمن معنى ،فأصبحت المجموعة وكأنها مرسم يتدفق بلوحات تشكيلية فنية متنوعة ..

بلدة بحجم رمانة صغيرة

رمانة محروقة بصهد النسيان

ص:7.

بزو وجنتا طفلة

تزهر في قامتها

ألوان العطور

ص:25.

- الموسيقى :

حين يتناول القارئ المجموعة ،أول ما يسترعي انتباهه ما أضفاه الشاعر من إيقاع خارجي يرحل به حد الانتشاء والتأثر،بل قد تجذبه بعض القطع للتغني بها..

لذة ا لطرب

ونشوة النسب

وقلة العجب

ص:31.

وكما يفلح الشاعر في الموسيقى الخارجية يتملكه أحيانا سحر الموسيقى الداخلية ،ويبدو ذلك واضحا بتكرار حرف السين في بعض المقاطع ،مما أضفى عليها جرسا موسيقيا ملحوضا ...

على الشارع البئيس

مقاهي و...مقاهي

وشعب منسي

يسكن الكراسي

ص:59.

- الواقع والخيال:

لقد تأرجح الشاعر بين الواقع والخيال ،فتارة يحمل قراءه إلى قمة الخيال بتأمله الفريد في مكونات الواقع، وإبهامه الشاسع، وسر منغلقاته مفكرا مستفسرا ،وتارة أخرى ينزل بهم إلى صلب الواقع ليقف بإمعان على تفاصيله مجسدا أوضاعه الموبوءة ..

في الصيف

تجمع أمي سنابل الحقول

تقيم أعراسا

في الشتاء

تزرع البذور

صك17.

4- اللغة والمعجم

ويظهر سر براعة الشاعر في تطريز مجموعته بلغة محكمة ورشيقة ،تنساب كالماء من بين الأصابع ،تنسرب من أول خيط تجره ،معتمدا في رشاقتها واختزالها دلالات ممتدة ومعاني واسعة، تتوالد كلما تجددت القراءات ، يتدفق معجمها من الواقع المعيش ،انتقى الشاعر بعناية فائقة كلماته السهلة الواضحة بليغة المقصد والمعنى ،بأسلوب شفاف شيق ،يخلو من أية غرابة ،اللهم بعض الكلمات المتنافرة المليحة المتسللة بوعي الشاعر ، وبأمر منه ..

من خلال هذه المجموعة يُعَد الشاعر المصطفى فرحات من شعراء عصره المرموقين الذين بصموا تاريخ الإبداع بقوة

وأسسوا غرفة دافئة في بهوه الشاسع إن على المستوى المغربى أو المستوى العربي..

مالكة عسال

بتاريخ 25/12/2006

خالد جوده 30-12-2006 02:33 AM

مشاركة: دراسة
 
نقد كالمنارة
هذا هو النقد الإبداعي ، فقد استمتعنا بالقراءة
لم تتركي شيئا في الدراسة إلا تم تقديمها ، خطوط رئيسة ( تيمات ) بالعمل الأدبي
وصف موضوعي وفني
نماذج من النصوص المنقودة
رفق وجمال ةتجلية النصوص للقارئ
اختيار موفق للعنوان
تحية للشاعر
وتحية للناقدة
ولعل اختيار دراسة كان عنوانا موفقا لنها نموذجا للدراسة النقدية بحق

مالكة عسال 31-12-2006 03:03 AM

مشاركة: دراسة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد جوده
نقد كالمنارة
هذا هو النقد الإبداعي ، فقد استمتعنا بالقراءة
لم تتركي شيئا في الدراسة إلا تم تقديمها ، خطوط رئيسة ( تيمات ) بالعمل الأدبي
وصف موضوعي وفني
نماذج من النصوص المنقودة
رفق وجمال ةتجلية النصوص للقارئ
اختيار موفق للعنوان
تحية للشاعر
وتحية للناقدة
ولعل اختيار دراسة كان عنوانا موفقا لنها نموذجا للدراسة النقدية بحق

أخي المحترم أحييك على وقفتك بانتصاب على
الدراسة ،وإعطاءئها حقها من التمعن والاهتمام
وهذا يدل على تمرسك المحنك، لتبع ماجد في عالم الإبداع
وتذوق ثماره ..
محبتي


الساعة الآن 02:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط