منتديات مجلة أقلام - دعــــــــــــــــــــــــــــــاة السوء ...
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى الحوار الفكري العام (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=9)
-   -   دعــــــــــــــــــــــــــــــاة السوء ... (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=53527)

عبد الله عبد المجيد 07-09-2012 03:24 PM

دعــــــــــــــــــــــــــــــاة السوء ...
 
ملاحظة :
( أوردت هذا المقال هنا للمناقشة فقط )
دعاة السوء:


قال ابن سيرين رحمه الله: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)، وهي كلمة بلغت من الروعة حدا تطرب منه العقول قبل القلوب، إنه تؤسس لتلك الغيرة على الحقيقة العلمية من أن تكون كلأ مباحا وكسبا مشاعا يلبس دعواه كل دعي، ليس العلم الشرعي وفق ابن سيرين رصيدا من المعرفة يُضاف إلى السيرة الذاتية، بل إنها معرفة تحمل في طياتها قداسة الدين، وحرصا على الدين ينبغي غربلة المصادر التي تأتينا منها المعرفة الدينية، والمقصود انتقاء العلماء والدعاة الذين ينبغي الأخذ عنهم، وبما أننا في عصر الفوضى التي عمت المجالات بأسرها بما فيها مجال الفتوى والعلم الشرعي فنصيحتي لنفسي ولمن يهتم بهذا المنحى من طلاب المعرفة الشرعية أن نتوخى من نأخذ عنهم معارفنا الدينية وخصوصا أن الإعلام اليوم قد فتح مصراعيه لكل ناعق، وأصبحت الفتوى والمعلومة الدينية متوفرة في كل حين، واغتر كثيرون بوجوه (تمتهن) الدعوة ليس لها من سمات الدعوة إلى الله تعالى نصيب، وعليه فقد ألزمت نفسي بشروط في اختيار من اسمع له من هؤلاء الدعاة، وسأبدي بعضا منها فيما يلي:
ـ شرط الربانية: ومعنى الربانية في الداعية أن تنتفع من رؤيته قبل كلماته، ومن سمته قبل أفكاره، وقد قالها ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: (إن على الحق نورا)، وقيل: (إذا خرج الكلام من القلب بلغ القلب، وإذا خرج من اللسان لم يجاوز الآذان)، وقال ابن السماك وقد سأله ولده: لماذا يؤثر كلامك الوعظي في الناس فيبكون وحين يتكلم غيرك لا يتأثرون؟ فقال: (يا ولدي: ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة)، أي: إن التي تبكي وتنوح وهي فعلا قد فقدت حبيبا لها ليست كمن جعلت البكاء والنوح تجارة ومهنة، وهي كلمة عظيمة أخرى من سلف الأمة تدل على أن الواعظ أو المفتي لا بد أن تكون في قلبه تلك الجذوة المشتعلة من الخشية والرهبة لله رب العالمين، وقد كان ابن سيرين يمر بالأسواق فيعطل أهل الأسواق من باعة وزبائن بيعهم وشراءهم من أجل النظر إليه فحسب، وكان أحدهم يقول: (إنني أحس بقساوة قلبي فأذهب فأنظر في وجه محمد بن واسع فأنتفع بتلك النظرة أسبوعا، كان وجهه كأنه وجه ثكلى)، وقد يختلط مفهوم الربانية عند كثيرين فيظن أن إعجابه بداعية ما دليل على ربانيته، وليس ذلك كذلك، إن إعجاب الربانية سر لا تجد له تفسيرا غير العطاء الإلهي لهذا الشخص أما إعجابك بداعية ما فقد فلا بد من البحث عن أسبابه، فكثيرون أعجبوا بدعاة لا لأنهم ربانيون بل لأنهم يحسنون الخطابة، أو الجدال، أو لهم حافظة قوية أو لهم برامج لها جمهورها وليس ذلك من إعجاب الربانية في شيء، لقد رأينا أناسا يُعجبون بدعاة فسألناهم عن سر الإعجاب فقالوا: لأنهم يحفظون كذا من الأحاديث، ولأنهم يحفظون كذا من الشعر، أو لأن منهم من يرتجل الخطابة وله فيها باع ....الخ، ومن هنا تأثر هؤلاء بأولئك وهذا تأثر لا قيمة له في تقييم الدعاة
ـ شرط الوضوح: وأعني به وضوح حياة الداعية والإلمام بأصله ومصادر تعلمه، ومن أجل ذلك بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في عائلة معروفة مرموقة وفي نسب صريح واضح، ولذلك لم يجد فيه أعداؤه مطعنا من هذه الناحية، ولو كان غريبا عنهم أو له حياة مريبة أو غامضة قبل بعثته لما آمن به أحد، فلذلك ينبغي الحذر هنا كل الحذر، وكثير من الذين لبسوا عباءة الدعوة و مشبوها، وقصة الإمام المغيلي مع يهود منطقة توات مشهورة حينما كشف لهم أحد أئمتهم عن هويته بعد سنوات من الصلاة بهم فإذا هو يهودي، خرج من توات هاربا وترك لأهلها رسالة يقول فيها: (أعيدوا صلاتكم كما قال خليلكم)، أي كما قال الإمام خليل بن إسحاق في مختصره المشهور من وجوب إعادة الصلاة على من صلى وراء كافر، وعليه فمن العجب العجاب أن تجد الواحد فينا اليوم لا يعرف حياة الداعية فلان ولا يقرأ عن تاريخه العلمي والدعوي ولا يعرف من هم شيوخه ثم يتخذه مرشدا ومرجعا، وهنا ينبغي الحذر من كثير ممن تربوا أو درسوا في الغرب أو ما يشبه الغرب، فلا أحد يدري ما لُقِّنوه هناك لا سيما وأن دوائر االقرار لغربية لا يفوتها أن تدس بين المسلمين من يخدم مصالحها باسم العلم والشريعة.
ـ شرط الابتلاء: الداعية الحق الصادع بما أمر الله به من البلاغ المبين لا بد أن يتعرض للبلاء، مصداقا لقوله تعالى: {أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}، ولقد سمعنا وتأكد لنا يقينا أن دعاة وعلماء تعرضوا للسجن والاضطهاد والغربة والتعذيب والتنكيل والتشويه ولم يتزحزحوا عن مواقفهم وبقوا صامدين على الحق، ولو كانوا طلاب دنيا أو جاه أو مناصب لنجوا من الابتلاء أو لأصبحوا في زمرة علماء البلاط كما يقال.
ـ شرط الرسوخ: العجب كل العجب ممن يستمع إلى داعية ليس له من بضاعة العلم إلا كلمات حفظها فهو يرددها هنا وهناك، والعجب أيضا أن يتحول من يحسن الكلام والخطابة مثلا إلى مُفْتٍ وفقيه يصدر الأحكام، وعجب كذلك من داعية يرفع المفعول وينصب الفاعل ويجر المبتدأ، ولا يحسن مبادئ الإملاء ثم يقدم على أنه العلامة الفهامة.
ـ شرط الفهم: إن الذي يعيش في زمن غير زمنه أو يطلب من الناس أن يعيشوا غير زمنهم لا يصلح للدعوة، وكذلك من يستدعي صراعات الماضي ليجعلها مادة دسمة للنقاش والجدل، ومن يحاول إفهام الناس أن من العلم الطعن والتجريح في السلف والخلف كل أولئك لا يصلحون لشرف الدعوة.
شرط الحرص على الأمة: الداعية الحق يحمل هم أمته ويبكي لجراحها ويتألم لضلال الضالين ويكنُّ لهم في قلبه الشفقة والرأفة، أما الداعية الذي لا يحوم حول تلك الجراح أو يتأثر بها ويغتم لها وفق الأثر: (من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)، ونعني بالتأثر هنا التأثر بكل جرح للأمة، وليس تأثرا انتقائيا، فقد رأينا كثيرا من الدعاة يتأثرون وفق سياسة بلدانهم، كانوا مصابين بالخرس في محنة فلسطين ومحنة العراق ومحنة المجاعة والحروب في الصومال ومحنة بورما هذه الأيام وغيرهما ثم أصبحوا ناطقين في محنة سوريا وليبيا من قبل وما خُطب الحرمين الشريفين عنا ببعيد
ـ شرط البيئة: قيل:
والعرف في الشرع له اعتبار....لذا عليه الحكم قد يُدار
لا ينجح الداعية أو العالم الذي لا يعرف أعراف المجتمعات ولا يحيط بتقاليدها ومذهبها السائد أو الذي يحاول إخراج المجتمع بالقوة عن العرف الذي سمحت به الشريعة والذي هو أصل من أصول الفقه حتى قيل: (المعروف عرفا كالمشروط شرطا)، وقد وقعت البلبلة في بين الناس من باب تضييع هذا الشرط، حتى سمعنا بمن يستفتي -بالهاتف- عالما في السعودية أو مصر في قضية لا توجد في عرف ذلك العالم، فمثلا هناك أمور لا بد فيها من تحكيم العرف وخصوصا فيما يتعلق بالأحوال الشخصية كالطلاق والزواج وما يتعلق بهما من صداق وحقوق أخرى، وهناك ما يتعلق بالجنايات والجرائم، فكل مجتمع له تقاليده في الصلح والديات والتعويضات وغيرها...الخ
إن هذه الشروط - في نظري-ضرورية جدا لغربلة الدعاة الذين أصبحوا أكثر من المدعوين، ويُخشى دون ذلك أن نصل إلى نوعية سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)، أو هم من الذين قال فيهم في الحديث المشهور: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)، رواه البخاري وغيره

من قلم :الشاعر والمفكر : محمد تاج الدين الطيبي

تعقيب بسيط : قلت معقبا : نسيت يا صديقي شرط الفقر فإنه لا يجتمع أبدا حب الدنيا وحب العلم والتحصيل في قلب رجل واحد .. وكل الذين نعرفهم من علماء الأمة كانوا يعيشون على الكفاف ويرضون بما يقيم الأود .
...

سلمى رشيد 08-09-2012 01:34 PM

رد: دعــــــــــــــــــــــــــــــاة السوء ...
 
ما شاء الله عليك استاذ عبد الله
مقال وافي ورائع تكلمت فيه بلسان حال هذه الأمة التي ارهقت بما لديها من دعاة من كل حدب وصوب ومل للأسف يدخل علينا بفتاوي ما انزل الله بها من سلطان .
كل التقدير

سلمى رشيد 08-09-2012 01:36 PM

رد: دعــــــــــــــــــــــــــــــاة السوء ...
 
والعرف في الشرع له اعتبار....لذا عليه الحكم قد يُدار
لا ينجح الداعية أو العالم الذي لا يعرف أعراف المجتمعات ولا يحيط بتقاليدها ومذهبها السائد أو الذي يحاول إخراج المجتمع بالقوة عن العرف الذي سمحت به الشريعة والذي هو أصل من أصول الفقه حتى قيل: (المعروف عرفا كالمشروط شرطا)، وقد وقعت البلبلة في بين الناس من باب تضييع هذا الشرط، حتى سمعنا بمن يستفتي -بالهاتف- عالما في السعودية أو مصر في قضية لا توجد في عرف ذلك العالم، فمثلا هناك أمور لا بد فيها من تحكيم العرف وخصوصا فيما يتعلق بالأحوال الشخصية كالطلاق والزواج وما يتعلق بهما من صداق وحقوق أخرى، وهناك ما يتعلق بالجنايات والجرائم، فكل مجتمع له تقاليده في الصلح والديات والتعويضات وغيرها...الخ
إن هذه الشروط - في نظري-ضرورية جدا لغربلة الدعاة الذين أصبحوا أكثر من المدعوين، ويُخشى دون ذلك أن نصل إلى نوعية سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)، أو هم من الذين قال فيهم في الحديث المشهور: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)، رواه البخاري وغيره

شكرا لطرح هذه الجزئية التي يغفل عنها الكثير ,, قضية العرف قضية هامة يجب ان تؤخذ بعين الإعتبار .

عبد الله عبد المجيد 09-09-2012 04:11 PM

رد: دعــــــــــــــــــــــــــــــاة السوء ...
 
الأخت سلمى ...
أــ،،،ـعدني مروركـ، المتألقـ، ...كما أسعدتني حروفك الفياضة دومـا ...وما أنا إلا ناقل لهذا المقال الذي أعجبني وهو مقال طازح لمفكر وشاعر جزائري ...وما أظنه إلا عانى من مثل هؤلاء ...
والغريب في الأمر أختاه ...أن هذا الصنف من الدعاة انتشر انتشارا عجيبا ..وحال الأمة في فساد ..وقد كانوا قديما يسمعون خطبة الجمعة فقط فينتفعون بها زمنا ..ويظل الناس يستذكرون كلام الواعظ ..اما الآن فمجرد فتح التلفاز حتى يطلع عليك ألآفـ، الدعاة والمفتين والعلماء ...وبالمقابل لانفع ..ولا عمل ...فنسأله سبحانه السداد والتوفيق ..في وقت قل فيه العلماء الربانييون الذين يعلمون الناس بسمتهم قبل علمهم ..وبخلقهم قبل علمهم ...علماء ربانييون عاملون ..لا علماء بلاط ودنيا ...يبحثون عن الشهرة والإعلام والظهور ...لباسهم الكبر ..يأكلون الدنيا بالدين ..
آه على زمن كنا نرى العالم فنخشع ...وعلى زمن كنا إذا جلسنا نقرأ القرآن أمام معلم القرآن ..لايستطيع الواحد منا أن يتلفت أو يشرب الماء ...؟؟؟
آه على زمن نحن فيه ...تصدر للكراسي أناس وضعوا أنفسهم في طريق العلماء وهم ليسوا كذالك ...يسبون العلماء الحقيقين ويتألهون على الله ويصنفونهم حسب مزاجهم ...ويصفونهم بالبدعة ..ونسوا أنهم أشركوا بالله وتألهوا معه ..؟
شاكر لك المرور مرة أخرى ..
دمت أريبة ...

عبد الله عبد المجيد 09-09-2012 06:35 PM

رد: دعــــــــــــــــــــــــــــــاة السوء ...
 
بالنسبة لتحكيم العرف ...مرة كنت جالســـــــا أنتظر دوري في هاتف عمومي في حي شعبي ...وإذا بي أرى شابا يرسل بفاكس إلى أحد الشيوخ في السعودية يسأله في مسـألة ليتها كانت فكرية أو ماشابه ...ولكنها كانت مسألة فقهية ربما سأل عنها أحد العوام لأجابه ..؟ فابتدرته أسأله عن الشيخ وأين يسكن فابتدرني بأنه يقطن في الرياض ..؟ فقلت له : إنك الآن وانت في هاته الزحمة منتظرا دورك من أجل أن ترسل فاكسا عن مسألة فقهية ..وأنت تقطن في حي شعبي سماته الضيق والحاجة ...تستفسر شيخا يقطن في الرياض ولربما هو يأكل الآن في آنية من الذهب ولديه عمالا يستقبلون ما يصل من الفاكسات ..؟ وسألته هل البيئة التي تعيش فيها ويعيش فيها هو سيان ..؟؟ هل سبل وطرق عيشك مثل عيشه ..هل عاداتك وعاداته مثل بعض ..؟ فقال لي : الدين واحد وهو لا يتغير باختلاف الزمان والمكان ...؟ فأردت أن أناقشه وإذا بي أراه ذا جهل مركب ..متعصب ....فاستسمحته عذرا أن يسحب ماقيل من كلام ...


الساعة الآن 10:08 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط