منتديات مجلة أقلام - (( لمحات اجتماعية من تاريخ اسبانيا الحديث ))
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى الحوار الفكري العام (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=9)
-   -   (( لمحات اجتماعية من تاريخ اسبانيا الحديث )) (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=47885)

محمد عبد الهادي الشمري 15-12-2011 02:06 AM

(( لمحات اجتماعية من تاريخ اسبانيا الحديث ))
 
(( لمحات اجتماعية من تاريخ اسبانيا الحديث ))



المقدمة





لا أتذكر بالضبط في أي عام بدأت أكتب

ولكني اتذكر جيدا أن عمري 12 سنة على ما أظن أو أقل
حين كانت لي محاولة بسيطة
ولكنها كانت نقطة تحول
في زمن حساس بالنسبة لعمري الصغير
حين عملت مجلة مصورة بخط اليد
وكنت الصق الصور بالصمغ وسميتها ( المصور )
حتى أني اذكر أن احد المواضيع كان حول مثلث برمودا

وكانت لي محاولات عابرة في جريدة الراصد

والجمهورية ومجلة الثقافة الجديدة

وبعض الصحف الأخرى

لكني وجدت نفسي

أن تجربتي بحاجة إلى النضج والمعرفة

وبدأت احضر الندوات الثقافية في منتدى الأدباء

والمعارض الفنية والقراءة

والبحث في دهاليز المكتبة الوطنية

عن ما كان يثير اهتمامي

وبدأ ذلك نهاية عام 1981م وكان عمري 20 سنة

وتعرفت على الجيل الذهبي من الكتاب والصحفيين

ومنهم المرحوم الأستاذ عبد الحميد العلوجي

والأستاذ العلامة المرحوم علي الوردي الذي تأثرت كثيرا بما كان يكتبه

والمرحوم الناقد مدني صالح والفنانة الشهيدة ليلى العطار

والست بهيجة الحكيم والست وداد الأورفلي

والأستاذ محمد مهر الدين والأستاذ الشهيد موحان الظاهر

و غيرهم الكثير ومن بقي منهم الأستاذ داود الفرحان

والأستاذ والكاتب والإعلامي أمير الحلو

الذي كان هو صاحب الفضل في دخولي عالم الكتابة
.
وجدت أن تكون كتابتي لها قيمتها العالية

حتى لو كنت من الهواة المغمورين في ذلك الوقت

واستفدت كثيرا من تجربتي الأولى في الصحافة الطلابية

كنت رئيس تحرير لأول مرة في حياتي
من خلال النشرة الشهرية ( مجلة منهل الرافدين
)
وكان هو العدد الوحيد لقلة الإمكانيات

ولكن العميد أ .علوش شجعني كثيرا على الاستمرار

وأول من أخذ يدي للتعرف على مهنة المتاعب الشهيد موحان الظاهر

الذي كان محررا في جريدة التآخي

وفي نفس الوقت مراسل مجلة اليقظة الكويتية في بغداد

وكانت المعرفة بيننا

حين طرحت له مسودة خطية من كتابي ( تاريخ الاغتيال السياسي
)
ومسودة خطية من كتابي ( لمحات اجتماعية من تاريخ اسبانيا الحديث
)
وطرحت عليه فكرة طباعة هاذين الكتابين

والرجل لم يقصر معي أبدا

والحقيقة لم تكن لي القدرة المالية لكي تطبع على حسابي الشخصي

مع العلم أن والدي يمتلك الامكانيات المادية
ومتذوق رفيع للشعر والتاريخ
وله مؤلف في الشعر الشعبي الغزلي نشر عام 1949م
وكان عمره 15 سنة فقط وكان اسمه
( آمال العشاق ) والذي نشره متعهد
اسمه ( عبد العزيز القذيفي ) وكان محله في شارع المتنبي حاليا
ولكن طبيعة ذلك الزمان كانت تنظر للشاعر نظرة متخلفة
ومن العيب كتابة الشعر ... وبيعت الطبعة الأولى كلها
وطلب منه المتعهد كتابة طبعة ثانية
تضاف لها قصائد أخرى
ولكن والده ( جدي ) منعه من ذلك لاسباب اجتماعية
مع العلم أن والدي طبع الكتاب من وارد عمله اليومي
وكان لي نفس الطموح
ومع ذلك كانت هناك عروض للنشر

ولعل أفضل عرض كان منحي 100 نسخة و الإشارة إلى أسم الكاتب

لكن مع تنازلي الكامل عن حقوق النشر

وكان العقد إمامي ينتظر التوقيع

وفي لحظة شعرت أن تعبي سيذهب إدراج الرياح

ورفضت التوقيع على العقد

وكان ذلك في مكتب مجلة اليقظة الكويتية

في ساحة الجندي المجهول القديم ( ساحة الفردوس )

خلف فندق فلسطين مريديان

ولم يتخلى عني الأستاذ الشهيد موحان الظاهر

والذي كان رأيه الموافقة على العرض لأن أسمي غير معروف

و حتى الرجل قالها بصراحة لا تتخيل عالم الكتابة عالم وردي ونقي

فأنه مهنة مثل باقي المهن فيها الغث والسمين

وكان ذلك عام 1987م

وبعد سنين اكتشفت أن الرجل كان على حق تماما

وندمت كثيرا وضاعت مني الفرصة الأولى الحقيقية
.

الفرصة الثانية منحها لي أخي الكبير

الأستاذ الجليل والمربي الفاضل أمير الحلو

رئيس تحرير جريدة القادسية الواسعة الانتشار

وكان ذلك في منتصف شهر تموز عام 1990م

حين وافق على نشر الفصل الرابع من مسودة كتاب ( تاريخ الاغتيال السياسي
)
في حلقتين وكل حلقة هي صفحة كاملة بحروف ناعمة

لكي تغطي الفصل كله

وفعلا نشر الجزء الأول يوم الأربعاء 1 آب عام 1990م

على أمل نشر الجزء الثاني يوم الاثنين 6 آب من نفس العام
.
فجر يوم الخميس 2 آب عام 1990م

دخلت قوات الحرس الجمهوري الكويت

وحينها أدركت أن حلمي ضاع
...
فلا أنا أجيد فنون التمجيد

ولست مقتنع بغزو العراق للكويت جملة وتفصيلا

واعتبرتها كارثة كبرى على العراق ستأكل الأخضر واليابس

وشاهدي في ذلك النقيب ح . خ والذي يحمل اليوم رتبة عقيد في وزارة الداخلية العراقية
....
لهذا السبب وجدت أن لا حظ لي

ويعرف أخي الكبير أمير الحلو

سبب مشكلتي مع الكاتب العزيز جعفر أل ياسين

الذي حصل بيني وبينه خلاف

بسبب قولي له أخي العزيز ولم أقل له أستاذي العزيز

وحدثت بيني وبينه مشاحنة عبر الهاتف

وهو توعدني لو تنقلب الدنيا لن ينشر ما كتبت

فكتبت رسالة خطية للأمير الحلو رئيس التحرير

والرجل وقف إلى جانبي ونشر الموضوع
.
تحية من القلب لأخي وأستاذي الكبير أمير الحلو

وأتمنى له العمر المديد والصحة والعافية
.

وبعدها فقدت الرغبة في الكتابة كليا في الصحف

وأصبحت أكتب لنفسي حتى عام 2003 م
.
وكان من ضمن نتاجي ( موسوعة العظماء في التاريخ
)
و ( تاريخ ساحات بغداد ) و ( حمامات بغداد القديمة
)
و ( المونولوج وعزيز علي
)
و ( ناظم الغزالي والرحيل المبكر ) و ( ليالي بغداد والعطار
)
و ( محلات بغداد ) و ( تاريخ التصوف في العراق
)
و غيرها الكثير من المواضيع الصغيرة
.
وللعلم حصلت على فرص كثيرة بعد 2003م في صحف عراقية وقنوات فضائية

ورفضت لأسباب شخصية ومبدئية

وفضلت الكتابة في الظل
.



خالص احترامي وتقديري



محمد عبد الهادي الشمري 24-12-2011 10:42 PM

رد: (( لمحات اجتماعية من تاريخ اسبانيا الحديث ))
 
أول المسودات هو هذا الموضوع وهو مثير جدا



(( لمحات اجتماعية من تاريخ اسبانيا الحديث ))





الفصل الثالث




( قصة الصراع على العرش )





الحلقة الأولى





أن تاريخ اسبانيا الحديث متخم بالأحداث الجسام
ولعل قصة النزاع على العرش الاسباني من أكثر الإحداث تشويقا
وأكثرها أثارة للعجب والغرابة لما فيها من أحداث كبيرة
تستحق وقفة ليست بالقصيرة لتأملها واستنباط الدروس والعبر منها .

تبدأ الإحداث في عام 1833م
حين طلب أنصار دون كارلوس الذي ولد عام 1788م وتوفي عام 1855م
الابن الثاني لشارل الرابع ملك اسبانيا بالعرش الاسباني
بناءا على القانون السالي القديم الذي يحرم وراثة العرش الاسباني للإناث
حيث ألغى ( فرديناند السابع ) شقيق كارلوس
القانون الذي حصر الوراثة في الذكور لصالح ابنته ( ايزابلا الثانية )
من ما عجل في حرب قاسية بين أنصارها وأنصار دون كارلوس
وأستمر حكم ايزبلا من عام 1833م إلى عام 1868م
وسط محيط ساخن من المؤامرات التي حيكت علنا
وخلف الكواليس
بالإضافة إلى القلاقل والفتن
وحمامات الدم التي أنهكت اسبانيا فوق ما عليها من حمال ثقال
واستطعت قوات ايزبلا من هزم قوات ( الكارليين )
ولكن دون كارلوس كونديه دي مونتيمولين الذي ولد عام 1818 م
وتوفي عام 1861م أبن دون كارلوس ــ دون كارلوس
دوق مدريد ( 1848م ــ 1909 م )
هو أبن أخته من القيام بعدة ثورات ناجحة عام 1860م و 1869م و عام 1872م
حيث اضطرت ايزبلا تحت ضغط الاضطرابات التي عمت البلاد
إلى تنازلها عن العرش ليحل محلها ( امادوس ) دوق أوستا
ملكا بعد أن أقام الكورتس ( البرلمان ) ملكية دستورية
ولكنه سرعان ما أضطر هو أيضا إلى التنازل عن العرش عام 1873م
و أعلنت ( الجمهورية الأولى )
ولم تفلح الجمهورية في أن تصمد حتى مزقت الفتن والاضطرابات
والحروب الأهلية اسبانيا شر تمزيق .
حيث كانت حرب أهلية شاملة استولى فيها ( الكارليون )
على إقليمي الباسك وكاتلونيا وجهات أخرى
ولكنهم انهزموا نهائيا عام 1876م
ليجلس ( الفونصو الثاني عشر ) ملكا على اسبانيا
وهو أبن ايزبلا الثانية ــ على يد حكومة تألفت من الأحزاب المعتدلة
ومن ثم خلفه ( الفونصو الثالث عشر ) عام 1885م
ونصب ملكا على اسبانيا
وفي عهده بدأ أسم ( الإمبراطورية الاسبانية )
الذي كان يرهب العالم يحتضر ويضمحل
لتعلن الحرب الاسبانية ـــ الأمريكية وتدفع فيها اسبانيا الثمن باهظا جدا .
حيث خسرت اسبانيا ( الفلبين ) بعد معركة مانيلا البحرية
ودخلت القوات الأمريكية إلى الفلبين يوم 30 حزيران عام 1898م
وتحطم الأسطول الاسباني تحطما كليا
بعد معركة ( سانتياغو ) البحرية .
والواقع هي مجموعة معارك برية وبحرية
دفعت اسبانيا إلى توقيع الهدنة في 12 آب 1898م
ومعاهدة باريس في 10 كانون الثاني عام 1899م وكان من شروطها
تحرير كوبا تحت وصاية الولايات المتحدة الأمريكية
وتنازلت اسبانيا للولايات المتحدة عن بورتريكو وغوام وعن الفلبين
في مقابل 20 مليون دولار
وبذلك انحلت الإمبراطورية الاسبانية .

كان الملك ( الفونصو الثالث عشر ) أستند في حكمه على كنيسة متزمتة صارمة
وكذلك على الحكم الديكتاتوري المطلق
وكل ذلك دفعه إلى تعطيل العمل بالدستور
ولكن ذلك حفز على انتشار الأفكار اللبرالية في الجامعات
والأفكار الاشتراكية في أوساط العمال والكادحين
وزاد من تطوراتها عمق الفساد المستشري في بلاط الملك وحاشيته
وبين الارستقراطية صاحبت النفوذ
وعلى أثر ذلك قام عدد من ذوي الآراء التقدمية
يطالبون بمشاريع للإصلاح
تعيد إلى بلدهم كرامتها واعتبارها
وكانت القوى التي تريد التغيير أقوى من القوى الرجعية الحاكمة
ولكن نظرا لعدم وجود زعامة
قادرة على تكتيل قوى المعارضة من جهة
ونمو العسكريين المؤيدين للملكية من جهة أخرى
أدى بالنتيجة إلى فشل الثورات التي قامت في اسبانيا
قبل الحرب العالمية الأولى مثل ( ثورة برشلونة ) عام 1909م .
وحدثت الحرب العالمية الأولى
وكان للملك خياران لا ثالث لهما أما أن يشارك في الحرب
وعليه في هذه الحالة أن يحسب لها ألف حساب
وأن يضع في مخيلته الدمار والخراب الذي قد تسببه الحرب للبلاد
في حالة انتصار الخصم وهو على كل حال ليس خصما سهلا !!!!!
وأما أن يجنب البلاد المآسي وكان القرار هو ( الحياد ) .
وهذا ما حدث فعلا حيث لم يجد لاسبانيا خيرا من ذلك .....

ولكن التحول الجذري في العقيدة العسكرية الاسبانية
حدث بعد هزيمة الجيش الملكي الاسباني عام 1921م
وهي تلك الهزيمة الشنيعة
التي هزت المجتمع الاسباني بكافة قواه السياسية
في معركة ( أنوال ) على يد القائد المجاهد ( محمد عبد الكريم الخطابي )

حينها أضطر الملك ( الفونصو الثالث عشر ) إلى محاولة إنقاذ نفسه
ورجاله وإفراد حاشيته
حين عمد إسقاط الحكومة
بعد أن كان الجيش قد ضيق الخناق على الملك
حتى أصبح له مطلق السلطة
وصحيح ولا أحد ممكن أن ينكر أن الشعب الاسباني كان يحب الملك
لأنه يهتم ببلاده ولأنه شابا جذبا وذكيا
ولكن تربيته وخبرته لم تعداه للعصر الحديث
ولم تعلماه أنه لم يعد في إمكان الملوك
أن يحكموا بمفردهم ووفق مشيئته
وكان رفضه منح الشعب نصيبا في الحكم هو أحد أسباب فشله
في توحيد اسبانيا في سعادة ورخاء
وكذلك ما تبعه من ذيوع الفساد والعبث داخل البلاط الملكي الاسباني
والتي أنغمس فيها الملك
ومن ما زاد للإضراب العام منها الرغبة في مزيد من الاستقلال الذاتي
في إقليم الباسك وحركة كاتالونيا لإقامة حكومة منفصلة .
لذلك تم إسقاط الحكومة
وإقامة دكتاتورية
برئاسة الجنرال ( بريمو دي ريفييرا ) primo de rivera
في أيلول عام 1923م .





إلى حلقة أخرى


الساعة الآن 09:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط