اللوحة ... عبدالرزاق الياسري
ذي لوْحَةٌ لا لسْتُ أدْري ما بِها أمْعَنْتُ فيها ناظِراً لِمَصابِها ! ماذا تكونُ وقدْ تكونُ كمنْظَرٍ فيهِ الرُّسومُ بِريشَةٍ ولُعابِها ! أبْديتُ فيها بالسُّؤالِ لَعَلَّني أجِدُ الحقيقةَ كلَّها بِجوابِها ! قالَتْ وَدَمْعُ العَينِ مِنّي هامِلٌ أَوَ ما ترى هذي الدِّماءُ بِغابِها ! والغابُ أعْني شِرْعَةً لِقَبائلٍ قَطَعَتْ وُروداً حُلْوَةً بِحِرابِها ! والوَرْدُ يَبْدو كالضَّعيفِ بِساقِهِ أرْخى العَنانَ لِقَتْلَةٍ بِتُرابِها ! والبَعْضُ سِيْقَ إلى القُصورِ بقَسْوَةٍ حتّى يَنالَ مَصيرَهُ بِقُبابِها ! كانوا كشاةٍ في قَطيعٍ هائِلٍ تَمشي تطأطئُ خِيْفَةً بِرِقابِها ! والشّاةُ عنْ ضَعْفٍ تُسَلِّمُ أمْرَها والخوفُ يُرْديها ومِنْ قَصّابِها ! ألْفانِ قُلْتُمْ أنَّنا بِعَديدِنا واللهِ أخْطَأتُمْ هُنا بِحِسابِها ! فالماءُ يَحْكي قِصَّتي بِلِسانِهِ والشَّمْسُ تَرْوي ما جَرى بِلِسانِها ! هذا جِدارٌ بالدِّماءِ مُلَطَّخٌ والماءُ تَحْتَهُ صَرْخَةٌ بِعَذابِها ! أوَ ما دَريتَ مُصيبتي بِمَصائِبٍ مثْلُ الطُّفوفِ بِكَرْبَلا وصِحابِها ! هذا الجوابُ لِلَوحَةٍ دمويَّةٍ فاذْرِفْ دموعَ العينِ في أعْتابِها ! |
الساعة الآن 01:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط