منتديات مجلة أقلام - قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى الحوار الفكري العام (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=9)
-   -   قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=53586)

سامح عسكر 11-09-2012 01:10 AM

قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء
 
بقلم: سامح عسكر

قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء

الشهادة في سبيل الله مرتبة عظيمة يبتغيها كل عاشق وترنو إليها أفئدة المجاهدين ضد الباطل ، وأكثر ما يحول بين الشهادة والشخص هو الإسقاط وكيفيته وشروطه،فلا باحث عن الشهادة إلا بسلوك التمييز، وكالعادة لن أبحث في هذه المسألة بمنظور روتيني فمن طبائعي كراهية التقليد وانتزاع الفكرة من بين أنياب الواقع والوقائع، لا كما يفعل البعض بتزكيتهم لآخرين بمجرد الميل، فتراهم يهبون الشهادة لكل حبيب ولكل قريب سواء في الرأي أو الروح، بينما أمر الشهادة أعظم من ذلك، ومنظور الإنسان يظل عاجزاً عن التفسير طالما يعجز عن رصد الحقيقة المُطلقة.

تبدأ القضية من تعريف الحقيقة والتي لها تطير الأنفس من الأجساد، وفي حالة الحرب يتحقق ذلك المعنى بشكلٍ كبير، فالطرفان يحاربان بعضيهما من أجل حقيقته التي ينشدها، وتتنوع تلك الحقائق بتنوع طبيعة الحرب سواء كانت دينية أم سياسية ، وفي كلتا الحالتين تمتزج حالة الحرب بمعاني الدين والسياسة، فلا محارب دون عقيدة، إذ الحرب دون عقيدة لا معنى لها بنفي ضرورة التضحية، وبما أن عقائد الناس على خلاف فترى من يحارب من أجل دينه أو مذهبه،وآخر يحارب من أجل وطنه وآخر من أجل جماعته وحزبه، فالعقائد تختلف ولكن الفعل واحد.

ما يجري في سوريا منذ عام ونصف لا يمكن وصفه إلا بتوصيف.."الحرب الأهلية"..مهما أنكر المُنكرون، فالطرفين ينفيان تحقق هذه الحالة أملاً في إثبات رؤيته حول هذا الواقع وتسويقه، وتلك الرؤية الاختزالية كانت ولا تزال هي أكبر جريمة يرتكبها طرفي الصراع منذ بدء الأزمة، إذ العلاج منتهاه الشفاء ولا علاج دون مرض ولا مرض دون تشخيص، وطالما يتنكر طرفي الصراع لواقعهم فالأوضاع في تصاعد ..ليس المطلوب أن تهزم عدوك على حساب الدين والإنسان، فقبل الانتصار لابد من توثيق الأصول التي قامت عليها الإنسانية وامتدت إلى يومنا هذا ببركة ذلك الإنسان ورفعته بين سائر المخلوقات.

تلك الأصول التي تصيغ الحقيقة في قالب واقعي يجتمع عليه الناس، فلا كذب ولا عدوان ولا قتل ولا سرقة ولا رشوة ولا استغلال ولا بيع مقدسات ولا هتك أعراض ولا ولا ولا...إنه واقع سئ معادي للإنسان وكينونته، وما من مكان يتحقق فيه إحدى هذه الأصول إلا ويأتي الصدام، وبذكاء الإنسان وصلاحه يستطيع ردم ما تهدم بأفعاله الحمقاء، ولكن من أين يأتي الذكاء والإنسان فاقدٌ لهويته ، في عصرٍ امتلك فيه الإعلام كل شئ من الدولة إلى السوق إلى الشعب..جميعهم عبيد لهذا السيد الذي تتحكم بخيوطه طبقات النفوذ وتتحرك دُماه بأيدي أصحاب رؤوس الأموال.

الحرب الأهلية السورية تتحقق فيها كافة تلك الأصول ومشهودة من طرفي الصراع على حدٍ سواء، فالطرفين يكذبان ويقتلان ويسرقان ويبيعان كل مقدس من الدماء إلى الوطن إلى الدين،في صراع افتقد البشر فيه حدسهم الإنساني واعتلتهم نزعة الانتقام والترصد..في ظل هذه الأجواء يخرج علينا من يزعم سقوط "شهيد"هنا و"شهيد"هناك من طرفه، بينما يزعم سقوط "فطيس" هنا و"فطيس"هناك من خصمه..وهكذا هو الإنسان المتناقض الجشع.. فالموالي شهيد أما الخصم فطيس، وكأننا امتلكنا مفاتح الجنة نهبها لمن يشاء.

إن للشهادة في سبيل الله شرائط لا تتحقق في الواقع السوري، أهمها وضوح الحق وسلوكه دون خلل، وأين ذلك الشرط من سوريا ياأحبة، فالحكومة تزعم مؤامرة كونية هدفها إسقاط النظام وحسب ويتغاضون عن سلوكهم السياسي الذي أدى لهذا الوضع الغامض، بينما المعارضة تزعم فساد وتسلط الحكومة وأن النظام يهدف لبقائه فحسب ويتغاضون عن سلوكهم العسكري والأخلاقي الذي أجبرهم على الاستغاثة بالأجنبي ، وفتح حدود الوطن لكل متآمرٍ أحمق لا يعرف إلا لغة الدم ولا يفهم لغة الحقوق السياسية وتداول السلطات..وافتراضنا الزعم ليقيننا الكامل بأن دعوى كل فريق هي دعوى محقة في ذاتها، وأن الحقيقة في ذهنه واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.

قد ينال الفاسق الشهادة وقد لا ينالها الصالح وكلٌ حسب عمله الأخير، فلا من حارب من أجل مذهبه ودينه-كهوية-يكون شهيدا، فقد سُئل رسول الله عن الرجل يقاتل حمية وآخر عن شجاعة وآخر رياءا فنفى أن يكون أحدهم لو قُتل شهيدا، بل كان الشهيد هو الذي يقاتل من أجل إعلاء كلمة الله، وما أدراكم ما كلمة الله ياأحبة، إنها الحق إنها العدل إنها الرحمة إنها الإحسان إنها الدين بشموله الحق وفكرته الناصعة البياض، فلا الحكومة ترحم ولا معارضتها ترحم، ولا أيٍ منهم يُحسن ولا أيٍ منهم يعدل،فجميعهم ظالمون يعتقدون في أنفسهم الحق ومندونهم الباطل، ويكفي أن تعارض أحدهم كي تتبدى لك نوازعهم العدوانية، تلك النزعات التي اخترقت جدار الصمت الإنساني إلى فضاء القتل والذبح على الهوية.

إن الموت في سبيل الله عند البعض قد يكون في حقيقته موتٌ في سبيل الطاغوت، والقضية أعمق من كونها صراعاً سياسياً أو دينياً، بل هي منظومة فكرية وسياسية تتمدد أذرعها بين كافة خلايا العقل لتصنع بشراً سفهاء لا يحملون في جُعبتهم أكثر من النقائص والبلايا..فكيف بنا في هذا الوضع المُذري في سوريا ونحن ننظر لقتلى الفتنة الكبرى من الجمل لصفين للنهروان وكلٌ منا يرى الدين بمنظوره وحده ويختزل الآخر في صورة العدو الخصيم...إن أي معتدي كان جهاده حق، وأي ظالم كان جهاده حق ولا يستويان، فالمعتدى عليه لا قرار للبقاء لديه إلا الدفاع، أما الظالمون فليسوا سواء، وجهادهم يبدأ بتقييم الذات قبل تقييمه، هكذا ستتبدى لنا سلوكياته فلربما كان ظلمه ردود أفعال على تصرفات البعض السلبية.

الحل في الثقافة..فالثقافة هي الحل

سلمى رشيد 15-09-2012 05:17 PM

رد: قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء
 
أخي الكريم سامح
لو اردنا ان نتحدث عن الأطراف التي غلبت مصالحها الشخصية وأرادت ان تقلبها إلى حرب لا ثورة فنترك امرهم لله سبحانه وتعالى وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ولكن من دفع الثمن ؟؟
ويل قلبي على اطفال ونساء ومشردين
هم شهداء عند ربهم لأنهم ظلموا وغدروا ..
حسبنا الله ونعم الوكيل

وائل سبعاوي 16-09-2012 05:27 AM

رد: قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء
 
اقتباس:

قتلى الحرب الأهلية السورية ليسوا شهداء

ما يجري في سوريا منذ عام ونصف لا يمكن وصفه إلا بتوصيف..
"الحرب الأهلية"..مهما أنكر المُنكرون،


؛؛؛؛

بسم الله الرحمن الرحيم
الكريم والمفضال .. سامح عسكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من خلال قراءة الواقع والأستدلال عليه ,
وقد نختلف أنا وأنت
في الفروع ولكن بكل تأكيد الجمعُ الخير هنا
متفقون في الأصول ...

وأتمنى سعة صدركم في مناقشة ما يلي :

1 . أستهلالك عنوان الموضوع , بعبارتي قتلى ( الحرب الأهلية )
و ( ليسوا شهداء ) ...؟


فمن العبارة الأولى أجتهدتَ بأن الحرب أهلية ,,
ما بين زيدٌ وعمر ,, دون ربط الحاضر بالماضي
دون التذكير بتأريخ الأمة الأسلامية والعربية تحديدااا
في حروبها ونكباتها وهزائمها منذُ أنسلاخها
عن دولة الخلافة الأسلامية ودون ذكر البيان لبداية
أشراطات الساعة وعلمها عند الله وما ورد من أثر واحاديث
أخبرنا بها الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام
,, بما يجري الآن من أحداثٍ عِظام ,, والله أعلى وأعلم


وقد أغفلت وعذرك معك عن دور
{ يهوود وكيان دولتهم المسخ والزائل بإذن الله }

وعبيدهم من الرُوم أصحاب تلك الدول العظمى آنذاك ..
وآذناب خونة العرب
من حكامهم بالأمس القريب وأحفادهم في هذا اليوم ..
وقصدي واضح وضوح الشمس ... دون ذكر الأسماء

أغتصاب بيت المقدس ,, , نكبات لاحقة
, النكسة , حركات تحرر , أيلول الأسود ,
( الحرب الأهلية في لبنان والتي دامت 14 عام )
وهو ما يُحاكي تلك الجزئية بموضوعك القيم ؟

ثُم تتوالى الصفحات ومنها حروب الخليج المتتابعة
كما يُسمونها هُـــم .. وآخرها غزو أفغانستان والعراق ...!!

وبعدها يُسدل الستار لأستبدال الكومبارس وأعادة النص المَسرحي
وتأتيك هزلية جديدة بمُسمى جديد أسمهُ { الربيع العربي }

كل تلك الصفحات مترابطة بَعضُها مع بعض طالما نعيشُ نفس الزمن والتأريخ ..
ولكن لا بصيرة إلا لمن يبصر بعينهِ وبقلبه المؤمن أو من يبحثُ عن الحلقات المفقودة !! في زمن السنين الخادعات

وعودةٌ على ذي بدء ..
فالنظام النصيري الحاكم الآن ,, لهُ جذور
فالنصيرية أهل كفرٌ ومفسدة ولكً أن تراجع أفعالهم
في التأريخ منذ التتار والصليبيين
وقد وصفهم شيخُ الأسلام أبن تيميّة رحمه الله ..
وصفاً شرعياً مناسباً لحال الأمة في وقتهِ ... وقد
يكون التعميم الآن غير مناسباً لأختلاف الأزمنة
ولكن لابأس من الأستئناس بقوله
اقتباس:


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
{ لهَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الْمُسَمَّوْنَ بِالنُّصَيْرِيَّةِ هُمْ وَسَائِرُ أَصْنَافِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ أَكْفَرُ
مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ بَلْ وَأَكْفَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَضَرَرُهُمْ
عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ
مِثْلُ كُفَّارِ التَّتَارِ وَالْفِرِنْجِ وَغَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَتَظَاهَرُونَ عِنْدَ جُهَّالِ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّشَيُّعِ،
وَمُوَالَاةِ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ،
وَلَا بِرَسُولِهِ وَلَا بِكِتَابِهِ، وَلَا بِأَمْرٍ وَلَا نَهْيٍ ،.... }
الفتاوى الكبرى _ 3/ 505




وكما يقُال بأن الحق أبلج والباطلُ لجلج

فنظام بشار كأبيهِ ,, كان ولا يزال
خط الصّد الأول لحماية الكيان المسخ للصهاينة
والخروج عليه وعلى جيشهِ واجبٌ شرعي

وأما الطرف الثاني من الصراع ...
فهو الجيش ( الحُر ) ...

لاحظ كم هي تسمية علمانية رنانة تخدر الشعوب
وتخدعُ حتى العُــلماء وأستثني علماء السلطان الجائر لأنهم أهلُ خديعة
ولا أعُمم ولا أتهم مقاتلي هذا الجيش البسطاء ,,,
فبعضهم قد يكونوا جنودا وهبوا حياتهم

في سبيل الله والوطن وأمرهم ألى الله ,, بحسب نياتهم ..

ولكن من يتابع ويراقب الأحداث من الخارج
ومن زاوية أكبر .. قد يرى غير ذلك ...
فالمشهد مفروضٌ عليكـــ أن تراه كما يريدون هم ذلك
,, ولكن .. من يعلم بأن تدريب هذا الجيش ( الحُر ) ..
من قبل شبكات تابعة لأجهزة مُخابرات كبرطانيا أو أمريكا مثلااا
ودعم مالي وعسكري خفيف من قبل أنظمة متخصصة في الخيانة
قد يصل حجم بلادها كحجم بعوضة ولكنها سُمها قـــــطـــــذر .. وقاتل !!!
لأنها تخون .. وتطعن الظهر بخناجر من الخلف .. وكل هذا بظاهر الأمر
وليس خوفاً على الشعب السوري وحباً به أو خوفاً على وحدة الآراضي السورية
وهو ما مطلوب منها بالخفاء ,, تدمير أكبر ما يمكن من البنى التحتية
وقتل وتشريد أكبر مايمكن من البشر .. لتهيأة المنطقة لصفحة أخرى

فأي جيشٌ حر ..
يقبل المال والسلاح من أنظمة كفريّه
كقطر والكويت وغيرهااااا ؟؟؟ ...

تلك ليست من أخلاق الفرسان المُجاهدين

أما تفضلكم بالقول .. ( ليسوا شهداء ) ...
فأن كنت قاصداً طرفي النزاع
فأمرهم ألى الله ولا أظنها تحتاج ألى فتوى شرعية
من أمام مجازٌ بالفتوى

ولكن ماذاااا تقول .. عن المدنيين المُسالمين ,
شيوخ ونساء وأطفال لا ذنب لهم في الحرب
فهل يمكن لأحدنا أن يشق على قلوبهم
كي يعرف ويطلع على النواياااااا ..

ونسأل الله أن يرحمهم ويحتسبهم شهداء عنده
ولانزكي على الله أحــــــــــــــــــد

أشكر سعة صدركم للأطلاع أيها الكريم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


///////////


الساعة الآن 10:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط