زياد هواش 26-09-2020 10:57 AM خروجا فرديا من حالة سورياليا...   خروجا فرديا من حالة سورياليا... حتمية العودة الى حالة سوريا واستعادة البلاد من براثن المرتزقة المحليين لصالح الخارج ! 2020 عام أخير من أعوام العقد السوريالي وعام 2021 عام من أعوام الزمن السوري الوطني الغائب... اسقاط النظام شعار فوضوي واسقاط الدولة شعار استعماري واسقاط رأس النظام ثم يتغير كل شيء نحو الأحسن شعار رومانسي ساذج شديد الخطورة ! تغيير سلوك النظام هو الشعار المنسجم مع شعارات المشهد العالمي والإقليمي والعربي وهو شعار يصلح فقط لجمهوريات الموت العربية ومثيلاتها عبر العالم... ويهدف الى إعادة الجيش الوطني المخادع الى الهوية الوطنية أولا والى حجمه ودوره وعديده الطبيعي والى الثكنات التي خرج منها نحو السلطة بإيعاز خارجي وحولها الى مراكز تهديد وطنية وإرهاب محلي للحفاظ على السلطة ! وتغيير سلوك النظام يعني بدقة اجتثاث الأحزاب والتنظيمات الستالينية الاستبدادية والقوى المجتمعية السرطانية التي تُشكل البيئة الحاضنة عكس الطبيعية للعسكريتاريا عكس الوطنية وأداة قمعها الرئيسية للمجتمع المحلي الوطني ! سلوك الجماعات المحلية بعد عقد من "حالة الربيع" في المنطقة العربية كشف بلا لبس نزوع هذه الجماعات كلها الى الفوضى الإنسانية والأخلاقية والدينية والقومية والوطنية ! لا تنفع نظريات ابن خلدون التقليدية والقديمة في تفكيك وتحليل هذا السلوك السالب لأن نظريات ابن خلدون ترتبط بالمجتمعات القبلية ذات العرف والتقليد والتراث والتاريخ والجغرافيا (مجتمعات شبه الجزيرة العربية وقبائلها وشعوبها) المنسجمة... في حين يقدم جوابا علميا توصيف مجتمعات الأنظمة الجمهورية العربية البائسة على أنها تجمعات لجماعات غريبة ومتغربة وحاقدة وعدائية "جماعات إقليمية" لا تاريخ مُعلن لها ولا أصل جغرافي محدد ولا تتمتع بأعراف ولا تتمسك بتقاليد ولا تحتفظ في ذاكرتها الجماعية بأي تراث انساني او حضاري بل تنحو كما حصل في عقد من "فوضى الربيع العربي" الى العنف والصخب كما لو أنهم بالفعل بشر جوف في أرض يباب ! هذا التوصيف الجائر قد لا يكون صالحا في حالة مصر مثلا ولكنه بالتأكيد يصلح لسوريا والعراق ولبنان وهي هنا الجغرافيا المترابطة وغير المنسجمة والتي يتحدث عنها بالتحديد هذا النص... للوصول الى هدف "تغيير سلوك النظام" في سوريا او العراق او لبنان وهو تغيير متصل بالرغم من الفارق النسبي بين الكيانات الثلاث يجب تغيير سلوك "الجماعات الإقليمية" القلقة داخل هذه الكيانات وهو أمر لا يمكن أن يحدث بقوة "حركة التاريخ الواعية" وعلمية قوانينها لأنها جماعات غير أصيلة وغير منتمية في جغرافياتها ! ولا يمكن أن يحدث بقوة "حركة التاريخ غير الواعية" أو عبر العامل الخارجي ففي سوريا على سبيل المثال والتي تخضع لتواجد استعمار عالمي_اقليمي متناغم الى حد ما... تخضع لوجود مباشر لجيوش أمريكا وروسيا وأوروبا وإيران وتركيا وغير مباشر لإسرائيل ومرتزقة من جميع انحاء العالم الإسلامي ! بما يفوق قدرات هذا البلد بكثير ويحوله تدريجيا الى ساحة صراع تدمر موارد غير القابلة للتجدد وأهمها الجماعات البائسة التي تسكنه ! لا تتجه سوريا الى حالة تغيير غير واعية بفعل العامل الخارجي (الاستعمار) كما حدث في الهند مثلا زمن الاستعمار البريطاني او في الفيتنام زمن الغزو الأمريكي... بل تتجه نحو الفوضى والانهيار المجتمعي والكياني ! التغيير في سلوك الجماعات السورية في حالة سورياليا نحو حالة سوريا هو الطريق الوحيد لتغيير سلوك النظام السوريالي القائم اليوم بقوة الفوضى والمرتزقة والصراع الإقليمي_الدولي المدمر... التغيير في سلوك الجماعات السورية الغريبة والمتغربة "الجماعات الإقليمية" يقوده الافراد الواعين في داخل سوريا ومن داخل كل جماعة في منطقتها الضبابية... هناك استحالة في الرهان على وعي بعض الجماعات للهوية الوطنية او للمصلحة الوطنية ويقدم المشهد العراقي نموذجا مروعا والمشهد اللبناني نموذجا مأساويا في حين تتجه سوريا الى مشهدية الهلاك ! يضفي انفجار بيروت لمسة سوريالية على كيانات الهلال الكئيب في حين تعبر طوابير الذل في سوريا عن حالة الموت الجماعي المعلنة وتحكي الساحات العراقية قصة صراع اسطورية بين الالهة الإباء الذين يخافون من الالهة الأبناء فيقررون أكلهم ! لا للتطبيع مع النظام الجمهوري العربي "لا سلام، لا اعتراف، لا مفاوضات" لكم سورياليتكم ولنا سوريا البحر لكم والبر لنا نعم للمقاطعة كل نظام يسقط عندما يفشل في تأمين مصالح الراعي الإقليمي والدولي وحتى يفشل يجب ان ترفض الجماعات سطوته وارهابه وتتحرر من خداعه وعبثيته وحتى تتمكن الجماعات من القيام بذلك لا بد من ان تكون قادرة على تقديم نخب من داخلها تحررها من تشتتها وضياعها وخوفها او بالتحديد من حالة القطيع الإقليمي المعقدة: الهوية الإقليمية الدينية_المذهبية والهوية الإقليمية القومية_الوطنية عدونا داخلنا ومنا وتحررنا يبدأ منا ومن دواخلنا ! لا يمكننا ترك قيادة المجتمعات والجماعات لرجل سلطة مهووس او لرجل دين مسعور او لرجل سياسية مأجور ! الوطن موضوعة إنسانية والدولة حالة ارتقاء انساني والنظام تعبير عن حقوق إنسانية والسلطة شكل من اشكال اللقاء الإنساني... الفكر القومي تحول الى فكر فلسفي لأنه عجز عالميا ان يقود المجتمعات نحو اللقاء ونجح عالميا في صناعة الحروب والتباعد... الفلسفة بحد ذاتها علم قديم ومنتهي كعلم الفلك القديم والمنتهي... الوطنية هي العلم الجديدة والإنسانية هي أم كل العلوم. سوريا او لبنان او العراق مبدئيا كيانات استعمارية منتهية الصلاحية ولكن للخروج من حالة سورياليا في سوريا مثلا علينا أن نعود الى حالة سوريا الاستعمارية ونعيد طرح مصالحنا بوعي كجماعات إنسانية لكتابة عقد اجتماعي جغرافي انساني جديد تماما لأن تاريخنا الحديث باطل تماما وجغرافيتنا الحالية فاسدة تماما. لا للدستور القديم ولا للدستور الجديد ولا نحتاج لأي دستور يكون بديل عن عقد اجتماعي غائب تماما... لا نريد سوريا إقليمية بعد اليوم ولا نريد ان نستمر كمرتزقة اقليميين. من غير المعقول أن تختزل شعوب بكلمتي "نعم" و "لا" ! 26/9/2020 زياد هواش/صافيتا ..

الساعة الآن 09:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط