منتديات مجلة أقلام - مؤامرة على الشعر الجاهلي...
منتديات مجلة أقلام

منتديات مجلة أقلام (http://montada.aklaam.net/index.php)
-   منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية (http://montada.aklaam.net/forumdisplay.php?f=50)
-   -   مؤامرة على الشعر الجاهلي... (http://montada.aklaam.net/showthread.php?t=65364)

زياد هواش 03-09-2017 11:26 AM

مؤامرة على الشعر الجاهلي...
 
مؤامرة على الشعر الجاهلي...
لم ولن يكون "الشك المُخادع" بتاريخ ونسب الشعر العربي الجاهلي، بحثا علميا، بل مقدمة ضرورية ومنهج للتشكيك بالقرآن الكريم.

يقول الباحث "حسين مروّه" في كتابه (النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) وهو المرجع المعتمد للمادة التاريخية هنا، بتصرف:
لا يمكن اثبات "النظرية" التي تقول ان الكثير من الشعر الجاهلي موضوع في العصر الإسلامي اللاحق ومحمول على العصر الجاهلي، وتكمن صعوبة نفيها في أن الصورة المكتملة التي وصلتنا لهذا الشعر لا نزال نجهل حتى الان مسار تطورها، نحن نرى صورته السكونية ولكننا لا نرى صورته الحركية.

الأساس التاريخي للشك أن الشعر الذي قيل في العصر الجاهلي كان وحتى زمن التدوين في القرنين الثالث والرابع الهجري يتداول حفظا وسماعا فقط أي لم يكن مكتوبا بعد.

ان الأساس التاريخي للشك يبدأ عند...
_ قدماء العرب والمسلمين في صحة نسب الشعر الجاهلي المدون، ويشككون بروايات ابن اسحق وحمّاد الراوي وخلف الأحمر، لقد فطن القدماء الى ظاهرة "الانتحال الشعري" ولكنهم عجزوا عن نقد الظاهرة بالكشف عن أساسها التاريخي وردّها الى عواملها الواقعية.
_ الشك في مناهج المستشرقين:
امتلك المستشرقون أساليب التحقيق التاريخي للآثار والنصوص القديمة، وذهب الاوربيون الغربيون منهم الى الاستمرار في التشكيك في صحة نسب الشعر الى الجاهلية بالعموم، أما الاوربيون الشرقيون فاتجهوا الى اثبات صحة النسب في الاغلب الاعم.
_ الشك لدى العرب المحدثين:
أيضا انقسم المشهد النقدي بين تيارين الأول يسلم بصحة كل الشعر المنسوب الى الجاهلية والثاني مشكك كان "طه حسين" أحد أهم رواده واكثرهم صراحة، وظهر تيار ثالث أقلوي وسطي ومعتدل.
_ طه حسين والشك الديكارتي...
يؤكد الباحث "حسين مروّه" أن "طه حسين" أخذ من مذهب الشك الديكارتي "الجانب الشكلي" مجردا من مضمونه الفلسفي الذي يقول فيه ديكارت أن الحقيقة/المعرفة تبدأ من العقل نفسه أو من الاشراق الطبيعي للعقل.
انتهى الاقتباس.

ما يتعلق بالنص هنا والذي يجب اثباته هو ذلك الحكم القاطع الذي أطلقه طه حسين على الشعر الجاهلي:
"الاعتماد في معرفة العصر الجاهلي لا على هذا الشعر المنسوب اليه، بل على القرآن من ناحية، والتاريخ والاساطير من ناحية أخرى" وأنه "لا ينبغي أن يستشهد بهذا الشعر على تفسير القرآن وتأويل الحديث، وانما ينبغي ان يستشهد بالقرآن والحديث على تفسير هذا الشعر وتأويله".

"حسين مروّه" يقول بنظرية "القطع التاريخي" او غياب المعلومات اللازمة عن حقبة ما قبل الشعر الجاهلي للكيفية التي تطورت بها اللغة العربية والشعر العربي، علما أن علم الآثار لم يقدم لتاريخه الشيء الكثير في هذا المجال.

وهذا التوصيف دقيق وعلمي، والاستمرار في رفض التنقيب في بلاد عسير وجنوب غرب شبه الجزيرة العربية "اليمن وعُمان" لا يفسر فقط القطع في الحقيقة التاريخية فقط، بل الخوف غير المبرر وغير الأخلاقي على مقدسات الجميع (اليهود والمسيحيين والمسلمين) من حقائق التاريخ.

حقائق التاريخ هي الرهان العربي والإسلامي الصحيح لفهم النص القرآني فهما عميقا ولتحريره من التفسيرات الموضوعة على غير قواعد معرفية بل على غيبيات لا يمكن لها الصمود طويلا.

وتغييب الحقائق التاريخية ضرورة استعمارية مستمرة بقوة ومتناغمة مع حجب البحث العلمي وتقديم الغيب الافتراضي عليه لإبقاء الوعي الجماعي العربي والإسلامي في حالة استلاب وعدائية وتحت سقف لغة الأحقاد والانتقام والخوف والضياع، او تحت سيطرة وهيمنة الفوضى الخلاقة التي أعلنت أخيرا وبعد قرنين من التخريب عن قوانينها الشيطانية وابجديتها المتوحشة.

المؤامرة على الشعر العربي هي مقدمة طبيعية للتشكيك باللغة العربية وبالتالي التاريخ العربي لسحق الانسان العربي واعادته الى خيمة الضياع في صحراء التيه.

والتشكيك في تاريخية اللغة العربية مقدمة طبيعية للقول بأن القرآن الكريم كالشعر الجاهلي وضعه شخص واحد ونسبه الى من يريد...!

نعود بهدوء الى النتيجة التي توصل اليها "طه حسين"، لنقول إنه لمِن المستغرب الربط بين الشعر الجاهلي وتفسير القرآن الكريم وتأويل الحديث الشريف...!

الا إذا كان "طه حسين" قد تنبه باكرا وهو خريج أوروبا الغربية الى خطورة البحث الذي ذهب اليه على القرآن الكريم، وحاول ان يجد له مخرجا لا يزال غامضا عندما عكس النتيجة الطبيعية بضرورة الاستفادة من لغة الشعر الجاهلي لشرح أعمق وتفسير لغوي ادق لآيات القرآن الكريم وفهم أوسع لبيئة الحديث الشريف...!

طبعا عندما نفى وليس فقط شكك "طه حسين" بنسب الشعر الجاهلي الى ما قبل الإسلام بحوالي القرنين واعاده الى زمن ما بعد الإسلام بحوالي القرنين او أكثر، من دون تقديم مبرر منطقي لهذا التزوير التاريخي غير المفهوم، يصبح من المستغرب أكثر أن يطالبنا الرجل المشكك بالاستناد الى القرآن والحديث لتفسير نصوص موضوعة لغايات ملتبسة...!

لماذا نحتاج لتفسير اشعار مزورة لا مبرر لتزويرها...!

الحقيقة التاريخية تقودنا الى القول بأن نظرية "القطع التاريخي" غير صحيحة بل هناك استحالة لوجود هذه الظاهرة في تاريخ العرب واللغة العربية، الإشكالية الحقيقية هي في النقص الغريب في المعلومات التي تربط هذه اللغة بتاريخ تلك الجغرافية المغيب عن قصد وبحزم وإصرار من الجميع.

العودة الى الحقائق التاريخية في القرآن الكريم بعد تحرير الآيات من التفسيرات التي وضعها "الربابنة اليهود" في بغداد والعراق وخارج البيئة الطبيعية اللغوية والجغرافية للنص القرآني بطلب من علماء المسلمين القادمين من الشرق والشمال لتفسير الاسرائيليات في القرآن تُذكرنا بالتفسيرات التي وضعت للتوراة في بغداد والعراق في زمن السبي البابلي وما نتج عنها من غياب للحقائق التاريخية وارباك في الفقه اللغوي سواء في العبرية او العربية.

المؤامرة ليست حالة تاريخية طبيعية بل الصراع ظاهرة طبيعية وعقلنته تحدي انساني دائم ومستمر.
2/9/2017

صافيتا/زياد هواش

.../800



ريمه الخاني 11-09-2017 07:22 AM

رد: مؤامرة على الشعر الجاهلي...
 
لن نختلف من ان جل المستشرقين، ماكانوا يحملون نيات صادقة، في ما ورد عنهم، ولكن حبذا لو اوردت أستاذ زياد مراجعكم ومصادرك بموثوقية، لتكون الفكرة أوضح.
فلو سلمنا من ضرورة التدقيق، كما حدث للحديث ، ولاتشبيه طبعان لتبينا ان لدينا عمل كبير تحقيقي حول ذلك ولاضير.
رابط للاستئناس:
http://alkalema.net/taha/B2-6.htm
ولكم جل الشكر.

زياد هواش 13-09-2017 12:30 PM

رد: مؤامرة على الشعر الجاهلي...
 
توضيح...

يعتمد نص "مؤامرة على الشعر الجاهلي..." كما هو وارد في المقدمة على كتاب الباحث:
حسين مروّه / النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية
وهو المرجع المعتمد للمادة التاريخية.

وهو كتاب يتناول موضوعة الفلسفة وتأثيرها على الدولة العربية_الاسلامية الأولى، والكيفية التي تعامل بها المسلمون الاوائل مع هذا العلم القديم...

في النص التاريخي الروائي الذي أقدم مقتطفات منه في المنتدى هنا تحت عنوان "الخائن" والذي يتمحور حول "قصة التوحيد" اعتمدت على كتب الدكتور كمال صليبي حول التاريخ اليهودي والمسيحي وفق نظرياته الجغرافية واللغوية التي تدور كلها في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية واليمن وسواحل عُمان...

ثم انتقلت الى الاعتماد في قراءة المادة التاريخية على كتاب الباحث حسين مروّه / النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية لأهمية وموثوقية المادة التاريخية المطروحة للنقاش...

خلال العمل على نصوص الباحث حسين مروّه استوقفتني في الصفحة 180 إشكالية "انقطاع التاريخ" وبالرغم من النظرة المتقدمة للباحث في محاولته سبر غور هذا الانقطاع في المعلومات التاريخية، ولم أجد في تقديري الشخصي غير نظريات د. صليبي لتساعد في إعادة تقديم نظرية جديدة تملأ فراغ قديم...

الغموض في تاريخ الجاهلية قبل الإسلام (قبيل ولادة النبي محمد (ص) والجاهلية الأولى (زمن النبي إبراهيم عليه السلام) لا يبرر التشكيك في أصل وجذر وتطور اللغة العربية، وغياب التنقيب وعلم الآثار في جزيرة العرب وخصوصا اليمن وبلاد عسير، لإثبات الحقائق التاريخية لأسباب معقدة وغير مبررة، لا يجب ان تعطل حقيقة ان اللغة العربية نتاج حضارات متصلة وتراكمية في جغرافية الجنوب وليست قفزة تاريخية او انقطاع تاريخي...

الباحث حسين مروّه يستفيض في كتابه القيّم بالشرح والتحليل وقراءة المشهد التاريخي من مختلف زواياه ولكن زمن وضع الكتاب يعود الى ما قبل تحقيق خرق في الغموض الذي يكتنف تاريخ بلاد عسير وجنوب غرب الجزيرة العربية، وكان لذلك لا بد من تقديم رؤية جديدة او إشارة جديدة لربط النظريات التحليلية القديمة بالنظريات العلمية الجديدة...

الارباك الإسلامي جاء نتيجة الفصل بين الإسلام وبين الديانة اليهودية او بالأصح الديانات الإسرائيلية، بالرغم من وضوح النص القرآني ودقته التاريخية، فمثلا سورة الحديد تؤرخ بدقة لزمن سليمان وداود عليهما السلام مع اتفاق العلماء على أنه زمن اكتشاف الانسان لصناعة الحديد (الأسلحة والدروع) في مطلع الألف الأول قبل الميلاد...

قضية تاريخ اللغة العربية ليس قضية دينية غيبية بل إنسانية وتاريخية ولها مسار تطور وسياق جغرافي متصل يجب البحث عنه وتوثيقه وضمان علميته ومنهجيته وبالتالي البحث عن العلاقة بين اللغتين العبرانية والعربية لا مهرب منه نظرا للارتباط الديني والجغرافي والتاريخي...

اكتفيت في هذا النص بالتعقيب على ما ورد في كتاب الباحث حسين مروّه / النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية في الصفحة 257 تحت عنوان "المعلم الشعري" حول الشك المرتبط بالشعر الجاهلي ونشرته في نص منفصل لأنه جدير بلفت الانتباه اليه، مع أنه لا يخدم الهدف الرئيسي من قراءة الكتاب في تقديم الرواية التاريخية "الخائن"...

في الصفحة 268 وتحت عنوان "طه حسين والشك الديكارتي" يتوسع الباحث حسين مروّه في الشرح والاطلاع عليه من مصدره أمر شيق وممتع وعلمي...

حول موضوعة الاستشراق والمستشرقين هناك كتاب مرجعي للباحث الفلسطيني أدوار سعيد / الاستشراق، يقدم فيه صورة حقيقية ومتكاملة وموثقة في الكيفية والاهداف التي كانت وراء إشكالية الاستشراق وسلبياته...

في زمن وضع طه حسين لكتابه "في الأدب الجاهلي" الذي أعاد تصحيحه في النسخة الثانية /1927، تحت تأثير منتقديه، يمكن مراجعة الصفحة 265 الحاشية (2) ...

المهم أنه في ذلك الزمن كان الأثر الاستشراقي على النخب العربي قويا ومهيمنا، وخصوصا للدارسين في الغرب منهم، مع خلو الساحة من أي منطق علمي محايد لا يبحث الا عن الحقائق التاريخية وليس المصالح الغربية الاستعمارية المستمرة بتوحش...

بالخلاصة...
اللغة العربية مستهدفة بقوة من الأحزاب والتنظيمات الإسلاموية أولا والتابعة للغرب او للإسلامويين الإقليميين الحاقدين والطامعين بهدف ضرب الهوية العربية وإخضاع العرب لسطوتهم.

واللغة العربية مستهدفة من الأحزاب العلمانية او النازية او الشمولية التي تخدم مصالح دولية استعمارية فاقعة ومعلنة اليوم، لضرب الهوية العربية بهدف استمرار نهبهم المافيوي للمستقبل العربي.
13/9/2017

صافيتا/زياد هواش

.../600

زياد هواش 13-09-2017 12:32 PM

رد: مؤامرة على الشعر الجاهلي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني (المشاركة 488574)
لن نختلف من ان جل المستشرقين، ماكانوا يحملون نيات صادقة، في ما ورد عنهم، ولكن حبذا لو اوردت أستاذ زياد مراجعكم ومصادرك بموثوقية، لتكون الفكرة أوضح.
فلو سلمنا من ضرورة التدقيق، كما حدث للحديث ، ولاتشبيه طبعان لتبينا ان لدينا عمل كبير تحقيقي حول ذلك ولاضير.
رابط للاستئناس:
http://alkalema.net/taha/b2-6.htm
ولكم جل الشكر.

بكل تأكيد...
أتمنى أن يكون التوضيح كافيا وان لم ارجو الاشارة الى ذلك.
بكل احترام

...


الساعة الآن 01:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط