مشاهدة النسخة كاملة : أحبك يا إسرائيل


أمياي عبد المجيد
14-08-2006, 05:20 PM
لماذا تحرم الشعوب العربية من حب إسرائيل مادامت أنظمتها تعلن حبها لها في السر والعلانية؟ما الذنب إذا شاركنا نحن الشعوب حكامنا هذا الحب؟
لكن اهو حب صادق ؟ اجزم بأنه حب مزيف بل انه حب خوف فإسرائيل تملك جيشا لا يقهر فهم لم ينسوا هزيمة 1967 بعد ولا يودون تكرارها ويلعنون كل من أراد أن يذكرهم بتلك الأيام.
إن كان هناك حب صحيح لإسرائيل فهو ذلك الذي يكنه الشعب العربي لها انه حب ممزوج بالحقد النابع من أعماق مجهولة المصدر .
دعونا نحب إسرائيل على طريقتنا ونبرهن إننا نحبها عندما ترتكب هكذا حماقات في لبنان واحتفاظها بسيناريوهات العام 1967 وهذه هي عقدة إسرائيل الحقيقية أو نقطة ضعفها .
ودعونا نحبها في مجزرة قانا الثانية التي جلبت لها كل العار وسطرت لنفسها خطوطا عريضة في سجل العنصرية, والغطرسة اسمحوا لنا أن نهنأ حبيبتنا بهزيمتها النكراء في لبنان التي لو لا تدخل مجلس التخريب - الأمن- في أخر لحظة لتضاعفت خسائر إسرائيل كارثية
لا شك أن الأيام القادمة ستفرز نقاشا حدا في الداخل خاصة بعد اجتماع الحكومة وقد نرى استقالة اولمرت بين الحين والأخر فمنتقدوه استهزؤوا به لافتقاده للتجربة العسكرية ودخول الحرب بعشوائية , والبطء في الزحف البري كل هذه العوامل ستعصف به قريبا .
إن الأيام القليلة القادمة ستغيّر الخريطة السياسية الإسرائيلية وبلا شك حرب لبنان لقنت إسرائيل درسا يصعب نسيانه بكل سهولة خاصة و أن الهدف الأساسي الذي قامت من اجله لم يتحقق . هنا أود أن أشير أن الهدف الأساسي ليس كما ادعت إسرائيل إعادة الجنديين بل إن الجنديين شكلا فرصة سانحة لتوجيه ضربات قوية لحزب الله وتفكيكه حسب التصور الإسرائيلي . وعندما وجدت نفسها أمام تنظيم أكثر من منظم بطريقته الخاصة يصعب التغلب عليه بكل الحسابات سارعت إلى الطلب من أمريكا التدخل , ونحن تابعنا ما يسمى بالمشروع الأمريكي الفرنسي المشترك فأمريكا بعيدا عن التصور التقليدي بأنها أم إسرائيل وتحرص عن أمنها, إلا أنها معنية أيضا هذه المرة أو في هذه الحرب وبشكل يقرب المباشر فهي ترى في فتح جبهة جديدة في لبنان يمهد الطريق لإيران بالتدخل وتكوين حلف بين القوى الثلاثة سوريا وحزب الله وإيران . وأمريكا ليست مستعدة خصوصا وأنها تعاني في العراق .
أنا أقول لو أن إسرائيل استمرت في حربها بضع أيام لتم مخطط حزب الله الرئيسي إن حزب الله كانت لديه نية استدراج الجيوش الإسرائيلية أكثر فأكثر إلى العمق للبناني خاصة عندما أكد لإسرائيل أو أوهم لها بان دفاعاته المتمسكة توجد في الخطوط الأمامية بل هذه كانت خطط حربية متقنة تقتضي طوق الجيوش وشن حرب عصابات .قد يتساءل البعض عن إمكانية حدوث هذا التصور لكن من يعرف الجغرافية في الجنوب سيكتشف بان هذا التصور صحيح وممكن إلى ابعد الحدود.
أمريكا كانت على يقين بان قدرات حزب الله هي أقوى مما كانت تتصور خاصة بعد مرور الأسبوع الأول مما فهمته واستنتجته أن حزب الله لديه نية وقدرات تجعله يصمد أكثر من المتوقع فوجدت أمريكا وقف إطلاق النار وسيلة جيدة لتفادي أي خسارة في حليف الشمال وكعادتها مكرت لصياغة قرار في مجلس الأمن الذي يقضي في احد بنوده نشر قوة دولية . أي إن هذه القوة ربما ستكون البديل الأمريكي في تحقيق الأهداف .
كيف لا نحبك يا إسرائيل وأنت تمنحينا نصرا ..لان تصرفاتك الطائشة والبلهاء أكثر ما يثير الشفقة .