سلمى رشيد
27-10-2007, 12:05 PM
نساء مخيم عين الحلوة يطرزن الأزياء برسوم وطنهن السليب
27/10/2007
http://www.alquds.co.uk/images/empty.gif
بيروت ـ لميا راضي: في مخيم عين الحلوة للاجئين في جنوب لبنان تنصرف نساء فلسطينيات الي تطريز الازياء برسومات ترمز لمدنهن حفاظا علي تراث وطنهن السليب: فالصليب يرمز لبيت لحم والنخلة لرام الله والحجاب لقطاع غزة.
تنهمك وفاء طه (47 عاما) في تطريز غرزة الصليب بخيوط حمراء علي قطعة قماش سوداء لتحولها الي ثوب فلسطيني تقليدي.
وتقول وفاء التي غطت جسدها الممتليء بثياب سوداء اللون لكل مدينة فلسطينية الوانها ورسومها الخاصة مشيرة الي ان الاقمشة الغنية بالالوان هي لازياء نابلس مثلا، فيما يميز الثوب الابيض بلدة رام الله .
وتخصص الاثواب الحمراء للنساء المتزوجات اما الازياء الزرقاء والخضراء فهي للعازبات. وتضيف وفاء ثمة الآلاف من الرسوم الفلسطينية من اشهرها القمر الغريب، عين البقرة، سن العجوز، نفناف الذي يرمز بياضه في الاصل لاشجار الليمون في فلسطين .
تؤكد جميلة الاشقر (47 عاما) زميلة وفاء ضرورة الحفاظ علي هذا الفن وهذا الغني . ولدت وفاء في مخيم عين الحلوة في ضواحي صيدا، كبري مدن جنوب لبنان الذي انتقل اليه اهلها في اعقاب النكبة التي حلت بفلسطين عام 1948 مع الاحتلال الاسرائيلي.
مخيم عين الحلوة هو اكبر مخيمات لبنان الاثني عشر ويشبه الضواحي الفقيرة للمدن.
ويتكدس نحو 80 الف لاجيء في هذا المخيم الذي تبلغ مساحته نصف كلم مربع. وفي ازقته الضيقة توجد الكثير من المحلات التجارية التي تتضمن اسماؤها دلالة واضحة ومنها العودة و القدس و يافا .
تروي وفاء ان امها من بلدة الناصرة وانها بدأت في السابعة من عمرها، كما تقتضي التقاليد، تعلم فن التطريز في دير الراهبات الكاثوليكيات . وتقول بعد الهجرة امتهنت امي التطريز لكسب قوتها .
وتضيف عندما بلغت السابعة من عمري بدأت امي تعلمني هذا الفن الذي علمته بدوري الي بناتي الثلاث. كما علمت ولدي ان يسحب خيطان قطعة الشبك بخفة ودقة بعد انتهاءالتطريز .
وتقول جميلة في الماضي كانت النساء يبدأن منذ الطفولة في تطريز جهاز العرس وكذلك تفعل الاجيال الجديدة . التحقت وفاء مثل جميلة بمشغل المعرض الدائم للفولكلور الفلسطيني الذي انشيء عام 1985 ويستخدم 25 امرأة.
وتقول علياء عبد الله مسؤولة المشغل هدف المركز الحفاظ علي التراث الفلسطيني، لان شعبا بدون تراث هو شعب لا وجود له .
وتوضح علياء انه ورغم ان الزي الفلسطيني لم يعد ثوبا ترتديه النساء يوميا في وقتنا الحاضر فان الاجانب او الفلسطينيين في الشتات يقبلون اقبالا كبيرا عليه . وتقول علي المستوي الانساني تستفيد من المركز العائلات المحتاجة .
وتوضح وفاء انها تقبض اجرة عملها علي القطعة وتقول اعمل ليلا نهارا لاكسب مئة دولار في الشهر .
وتوضح جميلة ان انجاز الثوب يتطلب ثلاثة اشهر من العمل وان سعره يتراوح بين 200 دولار والاف الدولارات بحسب نوعية القماش والخيوط وبحسب دقة التطريز ومساحته . وتقول الاغلي سعرا يكون مصنوعا من قماش حريري ومطرزا بخيوط الحرير . لكن تشديد اجراءات دخول الاجانب الي المخيم مؤخرا حال دون شراء زبائن الخليج والاجانب هذه الازياء. وقد فرضت الاجراءات الجديدة الصارمة في سياق المعارك الدامية التي دارت لاكثرمن ثلاثة اشهر بين الجيش اللبناني ومجموعة اصولية اسلامية تحصنت في مخيم نهرالبارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان.
وتقول علياء انخفضت المبيعات بسبب قلة الاقبال. يضاف الي ذلك الضرر الذي لحق بنا من ارتفاع سعر اليورو فنحن نشتري المواد الاولية بالعملة الاوروبية ونبيع بالدولار . وتضيف رغم ذلك نثابر علي انتاجنا حفاظا علي تقاليدنا .
تضع وفاء قطعة من الشبك الرفيع الابيض علي قماش الثوب لتطرز بعناية الرسم المطلوب. وبعد انتهائها تسحب خيوط الشبك خيطا خيطا لتحافظ علي جودة الغرز والا فان عمل اسبوع بكامله يضيع .
وتقول وفاء انه عمل يتطلب الكثير من الصبر لكن الفلسطينيات لديهن مخزون كبير منه فها نحن ما زلنا ننتظر منذ ستين عاما العودة الي فلسطين . (اف ب)
27/10/2007
http://www.alquds.co.uk/images/empty.gif
بيروت ـ لميا راضي: في مخيم عين الحلوة للاجئين في جنوب لبنان تنصرف نساء فلسطينيات الي تطريز الازياء برسومات ترمز لمدنهن حفاظا علي تراث وطنهن السليب: فالصليب يرمز لبيت لحم والنخلة لرام الله والحجاب لقطاع غزة.
تنهمك وفاء طه (47 عاما) في تطريز غرزة الصليب بخيوط حمراء علي قطعة قماش سوداء لتحولها الي ثوب فلسطيني تقليدي.
وتقول وفاء التي غطت جسدها الممتليء بثياب سوداء اللون لكل مدينة فلسطينية الوانها ورسومها الخاصة مشيرة الي ان الاقمشة الغنية بالالوان هي لازياء نابلس مثلا، فيما يميز الثوب الابيض بلدة رام الله .
وتخصص الاثواب الحمراء للنساء المتزوجات اما الازياء الزرقاء والخضراء فهي للعازبات. وتضيف وفاء ثمة الآلاف من الرسوم الفلسطينية من اشهرها القمر الغريب، عين البقرة، سن العجوز، نفناف الذي يرمز بياضه في الاصل لاشجار الليمون في فلسطين .
تؤكد جميلة الاشقر (47 عاما) زميلة وفاء ضرورة الحفاظ علي هذا الفن وهذا الغني . ولدت وفاء في مخيم عين الحلوة في ضواحي صيدا، كبري مدن جنوب لبنان الذي انتقل اليه اهلها في اعقاب النكبة التي حلت بفلسطين عام 1948 مع الاحتلال الاسرائيلي.
مخيم عين الحلوة هو اكبر مخيمات لبنان الاثني عشر ويشبه الضواحي الفقيرة للمدن.
ويتكدس نحو 80 الف لاجيء في هذا المخيم الذي تبلغ مساحته نصف كلم مربع. وفي ازقته الضيقة توجد الكثير من المحلات التجارية التي تتضمن اسماؤها دلالة واضحة ومنها العودة و القدس و يافا .
تروي وفاء ان امها من بلدة الناصرة وانها بدأت في السابعة من عمرها، كما تقتضي التقاليد، تعلم فن التطريز في دير الراهبات الكاثوليكيات . وتقول بعد الهجرة امتهنت امي التطريز لكسب قوتها .
وتضيف عندما بلغت السابعة من عمري بدأت امي تعلمني هذا الفن الذي علمته بدوري الي بناتي الثلاث. كما علمت ولدي ان يسحب خيطان قطعة الشبك بخفة ودقة بعد انتهاءالتطريز .
وتقول جميلة في الماضي كانت النساء يبدأن منذ الطفولة في تطريز جهاز العرس وكذلك تفعل الاجيال الجديدة . التحقت وفاء مثل جميلة بمشغل المعرض الدائم للفولكلور الفلسطيني الذي انشيء عام 1985 ويستخدم 25 امرأة.
وتقول علياء عبد الله مسؤولة المشغل هدف المركز الحفاظ علي التراث الفلسطيني، لان شعبا بدون تراث هو شعب لا وجود له .
وتوضح علياء انه ورغم ان الزي الفلسطيني لم يعد ثوبا ترتديه النساء يوميا في وقتنا الحاضر فان الاجانب او الفلسطينيين في الشتات يقبلون اقبالا كبيرا عليه . وتقول علي المستوي الانساني تستفيد من المركز العائلات المحتاجة .
وتوضح وفاء انها تقبض اجرة عملها علي القطعة وتقول اعمل ليلا نهارا لاكسب مئة دولار في الشهر .
وتوضح جميلة ان انجاز الثوب يتطلب ثلاثة اشهر من العمل وان سعره يتراوح بين 200 دولار والاف الدولارات بحسب نوعية القماش والخيوط وبحسب دقة التطريز ومساحته . وتقول الاغلي سعرا يكون مصنوعا من قماش حريري ومطرزا بخيوط الحرير . لكن تشديد اجراءات دخول الاجانب الي المخيم مؤخرا حال دون شراء زبائن الخليج والاجانب هذه الازياء. وقد فرضت الاجراءات الجديدة الصارمة في سياق المعارك الدامية التي دارت لاكثرمن ثلاثة اشهر بين الجيش اللبناني ومجموعة اصولية اسلامية تحصنت في مخيم نهرالبارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان.
وتقول علياء انخفضت المبيعات بسبب قلة الاقبال. يضاف الي ذلك الضرر الذي لحق بنا من ارتفاع سعر اليورو فنحن نشتري المواد الاولية بالعملة الاوروبية ونبيع بالدولار . وتضيف رغم ذلك نثابر علي انتاجنا حفاظا علي تقاليدنا .
تضع وفاء قطعة من الشبك الرفيع الابيض علي قماش الثوب لتطرز بعناية الرسم المطلوب. وبعد انتهائها تسحب خيوط الشبك خيطا خيطا لتحافظ علي جودة الغرز والا فان عمل اسبوع بكامله يضيع .
وتقول وفاء انه عمل يتطلب الكثير من الصبر لكن الفلسطينيات لديهن مخزون كبير منه فها نحن ما زلنا ننتظر منذ ستين عاما العودة الي فلسطين . (اف ب)